المشهد الأول - الوحيد - :
شاب( رِوِش) على جانب الطريق .. و إحدى (البنات) تمر من أمامه ..
و راجل كبير شوية - بتاع حاجة و تلاتين حاجة و أربعين سنة كده - على الجانب الآخر من الطريق
شاب( رِوِش) على جانب الطريق .. و إحدى (البنات) تمر من أمامه ..
و راجل كبير شوية - بتاع حاجة و تلاتين حاجة و أربعين سنة كده - على الجانب الآخر من الطريق
- الشاب (الظريف) : ادلع يا جميل .. يا أرض احفظي ما عليكي .. حلاوتك دي و لا حلاوة المولد –معلش .. أنا عارف إن المعاكسة دي قديمة .. بس أصلي ما نزلتش الـupdate من على النت لسة –
... و هنا يرى الشاب ذلك الرجل (بيبحلق) في تلك (المـ ) لكن (من تحت لتحت)
الشاب (بس في سرة المرة دي) : ايه الراجل ده ؟
مش عيب على سِنّه يقعد يبحلق كده ؟؟
ايه ؟؟ مش مكفياه مراته اللي في البيت جاي (يبص معانا) ؟؟
ساب ايه لشباب اليومين دول ؟؟
.... و في هذه اللحظة .. يأتي صوتٌ من أعماق الشاب .. من الأعماق قوي .. من تحت المعدة كده أول دوران يمين بعد البنكرياس على طول ,,,
يأتي صوت العربـ... قصدي صوت الضمير .. صوت العقل –و ما تسألش إيه اللي خلى صوت العقل ييجي من تحت مش من فوق .. يمكن كان فيه مصلحة بيقضيها من عند الكبد و لا حاجة –
- صوت العقل : و إيه الغريبة في كده ؟؟
ما يبص يا أخي .. !! اشمعنى انت يعني ؟؟
و لا هو حلال ليك و حرام عليه يعني ؟؟
.... ده العقل شكلة مشيع هو كمان .. ربنا يستر !!
- الشاب : مممم لا هو طبعا حرام عليا و عليه ..
بس يعني .. أنا لسه مش اتجوزتش زيه .. و المفروض إنه رجل متجوز و محترم .. يبقى لما يتجوز يبطل يبص على البنات .. سعد هو اللي قال كده !!!
و بعدين أنا إن شاء الله لما أتجوز زيه ,
هبطل أبص و أظبط نفسي و أبقى آخر تمام .. بس أنا أتجوز بس ..
- العقل : يا راجل ؟؟ و إيه اللي مخليك متأكد كده ؟؟
يعني أنت مفكر الراجل ده ما كانش ناوي يبطل برضه ؟؟
و انه عاجبه حاله كده ؟؟
- الشاب : طيب و ما بطلش ليه ؟؟ هو اتجوز واحدة (حنشورة) و لا إيه ؟؟ ***ه
- العقل : لا يا عم ما تضحكش قوي كده .. ده اتجوز واحدة زي القمر .. "سوسن" بنت خالته ,
ده طبعا بعد ما فسخ خطوبته مع "صفاء" زميلته في الكلية لما لاقاها حاطة صور "مهند" على الموبايل بتاعها ..
و المسكينة مش عارفة إنه حاطط صور "اليسا" هو كمان ..
بس في (هيدن فولدر)=(hidden folder)
- الشاب : ياعم أنا مالي و مال سوسن و صفاء ؟؟ هو أنا من بقيت عيلته ؟؟
- العقل : آه صح .. معلش .. المهم .. قصدي إن مش كل اللي بيتجوز بيقدر يبطل اللي كان بيعمله قبل الزواج ..
يعني ما سمعتش المثل اللي بيقول : (من شب على شيء شاب عليه) ؟؟
- الشاب : بس السبب اللي كان قبل الزواج قد زال بالزواج ..
يعني زوال السبب يوجب زوال الفعل –الكلمتين دول كبار شوية –
و بعد" سوزان" المفروض ما يبصش لواحدة تانية ..
- العقل : أولا اسمها "سوسن" مش "سوزان" ..
ثانيا مين قال إن زوال السبب دائما يؤدي إلى زوال الفعل ؟؟
و زي ما في الحديث الشريف , قال رسول الله –صلى لله عليه و سلم- : [( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم و لهم عذاب أليم:
شيخٌ زانٍ و ملك كذاب وعائل مستكبر )]
و الشيخ : هو الرجل الكبير في السن ؛ وذلك لأن الشهوة معه ضعيفة عادة، ولأنه مع كبر السن يكون قد عقل وعرف عقوبة الزنى، فيكون ذنبه أكبر مما لو زنى في حالة الشباب،
و الملك الكذاب رغم إن مافيش سلطة فوقه تخليه يخاف و يكذب
و الفقير المستكبر , و رغم إن الكِبر حرام على طول , إلا إن حالته أشد لأنه مافيش حاجة يتكبر على الناس بها
يعني ده دليل أهه على إن فيه أفعال الناس بتعملها حتى و ما فيش سبب ليها و لا داعية إلى تلك الأفعال ..
خاصة و إن تحول هذا الفعل من رد فعل – نتيجة للشهوة قبل الزواج- إلى عادة – يبص على العمّال و البطال- و العادة صعب إنها تفارق صاحبها ..
و اسمع لقول رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : [({ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا , وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا )]
طبعا تقريبا كلنا سمعناه قبل كده .. بس هل أخدت بالك قبل كده من قوله –صلى الله عليه و سلم- : [( و يتحرى الكذب )] ؟؟
يعني مش مكفيه إنه بيكذب مثلا في موقف و لا حاجة .. أو لسبب شديد –رغم إن الكذب حرام على طول- لكنه : [( ويتحرى الكذب )] يعني بيدور على الكذب حتى و لو ما فيش داعي ليه !!!
زي الشاب اللي مش بيكتفي (بالقرف) اللي بيشوفه (غصب عنه) في الشارع و الكلية و غيره ..
لأ .. ده كمان (بيتحرى) البص و بيقف على (النواصي) و جنب العماويد –ده لو كان شاب (بيئة) ياي – أو تلاقيه (داير) على المولات ليل نهار ..
و مش عارف إنه و هو (بيتحرى) المعصية ممكن يُكتب عند الله من أهلها و ما يقدرش يبطلها حتى بعد انتفاء سببها بعد الزواج !!!
رغم إنه بيبقى عاوز يبطلها و مش لاقي لذة فيها لكنه كُتب من أهلها بتحريه إياها ..
قال قال ابن بطال شرحا لهذا الحديث :
وقوله ( وما يزال الرجل يكذب ) هو كما مر في قوله وما يزال الرجل يصدق في أنه إذا تكرر منه الكذب استحق اسم المبالغة وهو الكذاب .
وفي الحديث إشارة إلى أن من تحرى الصدق في أقواله صار له سجية
و من تعمد الكذب و تحراه صار له سجية ,
وأنه بالتدرب والاكتساب تستمر صفات الخير والشر .
يعني بتكرار الفعل .. بيتحول لعادة .. و ما بيبطلهاش حتى لو انتفى سببها ..
زي الملك اللي بيكذب ده
برضه ممكن واحد يفضل يبص حتى بعد الجواز ..
زي ما بيقول بعد السلف : ( يُفعل الذنب فَيَخْلَقُ -يعني يبلى و يصبح قديما- الإيمان في القلب، كما يَخْلَق الثوب، ثم يُغلَّف بالرَّان فيذبل، ثم يقسو (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم من ذِكْرِ اللهِ) ثم يموت،
وعندها يُحْرم الإنسان لذَّة مناجاة الله، فعباداته بعد ذلك آليَّة لا روح فيها، لا تزكِّي نفسه، ولا تطهِّر رجْسَه، تلك عقوبة وبلية أي بلية،
ثم ينسى القرآن إن كان معه شيء من القرآن، ثم يَهْمِل الاستغفار،
ثم يحرص على الذنب مع عدم التلذذ به ، كلما حاول أن يعود أُرْكِسَ في ذنبه مع همٍّ وغمٍّ وحزن وخوف وذلٍّ لا يفارقه، أبى الله إلا أن يذلَّ مَنْ عصاه.)
و خلي بالك من ( ثم يحرص على الذنب مع عدم التلذذ به، كلما حاول أن يعود أُرْكِسَ في ذنبه مع همٍّ وغمٍّ وحزن وخوف وذلٍّ لا يفارقه، أبى الله إلا أن يذلَّ مَنْ عصاه.)
طيب هو الواحد هيعمل حاجة غلط ليه و هو مش عاوز يعملها و لا يجد فيها لذة ؟؟
إلا إن كانت صارت له عاده , أو طبع الله على قلبه فصار يفعلها من غير داعٍ إليها.
و كما قال أحد السلف - ابن القيم على ما أذكر- :
"ومنها ان المعاصي تزرع أمثالها
وتولد بعضها بعضا
حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها
كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها
وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى الى جنبها أعملني أيضا
فاذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا
فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات
وكذلك كانت السيئات أيضا
حتي تصير الطاعات والمعاصي
هيئات راسخة
و صفات لازمة
و ملكات ثابتة
فـلو عطل المحسن الطاعة لـضاقت عليه نفسه و ضاقت عليه الارض بما رحبت وأحسن من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتي يعاودها فـتسكن نفسه وتقر عينه
ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لـضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حتي يعاودها
حتي أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية اليها إلا لما يجد من الالم بمفارقتها
كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانيء -أبو نواس- حيث يقول :
وكأس شربت على لذة * وأخرى تداويت منها بها
وقال الآخر :
وكانت دوائى وهي دائي بعينه * كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها
ولايزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتي يرسل الله اليه الشياطين فتأزه اليها أزا
فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه
وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه "
أظن إن الكلام شارح نفسه .. ربنا يتوب علينا !!!
و بعدين يعني الظاهرة دي مش في الرجالة بس ..
دي في (الحريمات) كمان ..
يعني عمرك ما شفت واحدة كبيرة و (قَرشانة) قد طحنها الدهر بكلكله و مزقها بتطاوله –على رأي قِس بن ساعدة- ,
و تلاقيها لابسه قصير .. أو بنطلون ضيق أو حاطة (ميك أب) كامل على وشها المكرمش ده .. رغم إنك تلاقيها متجوزة و مخلفة و عيالها متجوزين كمان ..
أمال هي بتعمل كده ليه ؟؟
صحت من النوم مثلا (لقت نفسها بُرعي) و راحت قالعة العباية و الطرحة و لبست اللبس ده ؟؟
لا طبعا .. إنما (على الماضي دور) ..
دي تلاقي أهلها كانوا شايفين (البنت لسه صغيرة) ,
دخلت الثانوي و برضه (لسه صغيرة) ,
دخلت الجامعة و (خليها تفرح بشبابها شوية) ,
خلصت الجامعة و (خليها علشان تلاقي عريس) ,
لقت عريس (مغفل) و اتجوزت ,
و برضه (لحد ما أخلف و أبقى أم) , خلفت و بقت أم ,
خليني (لحد ما العيال يكبروا) , العيال كبروا و طلعوا لاقوا أمهم كده عادي ..
و طلعوا زيها .. و مافيش أي حاجة غريبة أو مُستغربة عندهم ..
و دي أمثلة بس ..
فيه أفعال كتيرة غلط بيعملها الرجالة و الستات بدون داعية من شهوة أو غيرها ..
و ده بسبب تعودهم عليها في حال الصغر ...
و لا يؤمن عواقبها في حال الكِبَر ..
يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر :
" و قد يُهانُ الشيخ في كِبَرِهِ حتى ترحمه القلوب ،
و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه .
فمتى رأيت معاقباً ، فاعلم أنه لذنوب ."
منتظر تعليقاتكم مش هو ده اللى بيحصل
تعليق