Tweet
هل الآخرة همك أم الدنيا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الآخرة همك ام الدنيا ؟
تتفاوت الناس في الهمم والعزائم فمنهم همه رضا الله تعالى والدار الآخرة , ومن همه الدنيا وشهواتها وجمع المال لا لأنفاقه في وجوه الخيير بل للتباهي والتعالي به على الناس والضعفاء .
وفي الحديث الشريف عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من جعل الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة , ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له )) .
فالهمة عمل قلبي وهي الارادة التي تدفع صاحبها الى معالى الامور او سفاسفها واراذلها , وقد شبه العلماء الهمة للأنسان بالجناحين للطائر تطير وتحلق به الهمة الى اعلى الآفاق طليقة من القيود التي تكبل الاجساد .
وقد خاطب الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون مثل اولي العزم من الرسل بصبرهم (( فأصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل )) فألوا العزم من الرسل وفي مقدمتهم وطليعتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هم اصحاب الصبر الطويل والجد والهمة والاجتهاد وتحمل المشاق والشوق الى الله تعالى , فهؤلاء امتدحهم الله عزوجل وأمر بالاقتداء بهم .
وقد ذم الله تعالى بني اسرائيل الذين هبطت هممهم وبدأوا يطلبون من نبيهم موسى عليه السلام أن يدعو ربه عزوجل ويستبدل طعامهم فقال تعالى (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) لأن بين اسرائيل هممهم هابطة ويقينهم ضعيف وشكوا برزق الله تعالى الذي هو المن والسلوى الطعام الجاهز الافضل أن ينقطع عنهم وأرادوا رزق مادي , فكأنهم يريدون أن يجعلوا ارزاقهم مادية بين أيدهم اضمن لهم من الذي يأتيهم من عند الله عزوجل والعياذ بالله .
الجنة لا ندخلها بالاحلام والاماني والادعاء لأنها سلعة غالية تحتاج الى من يملك ثمنها ويستحقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا ان سلعة الله غالية , ألا ان سلعة الله الجنة )) .
أين الهمم التي تعشق الجنان وتسعى لها سعيها الجاد ؟ أين الهمم التي تحلق عالياً في سماء الفضائل والقيم والمعالي ؟ .
قصة همة : عمير بن الحمام بن الجموح الأنصاري السلمي البدري , في يوم بدر خاطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الصحابة فقال لهم : (( والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا ادخله الله الجنة )) فقال عمير بن الحمام : أحد بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل.
همة عمير أوصلته الجنة ونال بها رضا الله عزوجل , ما همتك ؟ رضا الله عزوجل والجنة أم الدنيويات وشهواتها ومفاتنها الزائفة الزائلة .
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها .... تنال الا على جسر من التعب
قال تعالى : (( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) .
عدالة الله عزوجل من اراد الآخرة اعطاه اياها مع ما قدر له من الدنيا , ومن اراد الدنيا اعطاه ما قدر له منها مع حرمانه من نعيم الجنة .
قالوا لأمرأة يوماً ما سيأتي اقوام يعيشون ستين أو سبعين عاماً ، قالت : لو اني منهم لقضيتها ساجدة ! .
تفقد همتك هل هي الله عزوجل والاصلاح في الارض ونشر الخير والسلام ؟ أم هي جمع حطام الدنيا واللهث وراء سرابها الخداع وتتمنى على الله الاماني .
وختاماً قال وهيب بن الورد رحمه الله : ان استطعت أن لا يسبقك أحد الى الله عزوجل فأفعل ...
( بقلم ازهر اللويزي )
( بقلم ازهر اللويزي )
تعليق