الحصار... جريمة.
وتجويع الكبار والصغار، والرجال والنساء... جريمة.
ومَنْعُ الأدوية، والأغذية، وحليب الأطفال... جريمة.
وإهلاك الحرث والنسل، وتشريد الآمنين... جريمة.
لقد مضى أربع سنوات من الجرائم المتتابعة، والقتل البطيء الذي يمارسه العدو الصهيوني على أهلنا المحاصرين في غزة أمام سَمْع العالم وبَصَرِه؛ ومع ذلك لا يجرؤ أحد على الكلام!
ثم تأتي الفاجعة في ممارسة الكيان الصهيوني القرصنةَ البحرية ضد قافلة (الحرية)؛ ليمنع الطعام والمساعدات الطبية والإغاثية عن أهالي غزة.
وعلى الرغم من هذا التطاول الإرهابي المستفِز على المدنيين العزَّل من أعضاء القافلة، وسقوط عدد منهم قتلى وجرحى، والاستهانة بكل ما يسمونه: الأعراف والقوانين الدولية... على الرغم من ذلك كلِّه فالعالم كله يقول: (إسرائيل) فوق القانون!
والغريب كل الغرابة أن بعضهم لا زال يتحدث عن السلام، وعن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة... فأي حضيض هذا الذي وصل إليه القوم؟
لقــد أدركــت الشعــوب أنَّ الحرية لا تُستَجْدَى، وأن الاستنكار والشجــب لن يغير من الواقع شيئاً، وأن شعارات الغرب: (حقوق الإنسان، والحرية، والعدالة،) شعارات نفعية تُسوِّق الأكاذيب والدجل الإعلامي؛ ولهذا بدأت تتحرك لكسر هذا الطوق الصهيوني الجائر، ولن يعوقها هذا الإرهاب الصهيوني المفرط، بل سيزيدها إصراراً وتعاطفاً.
وهذه تحيَّة إجلالٍ ومحبةٍ نرفعها لإخواننا الصامدين في أرض الرباط، ونقول لهم: لا يضرنَّكم مخالفة المخالفين أو تخذيل المرجفين، أو جبروت الظالمين؛ فاللَّه - تعالى - معكم:
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: ٠٤].
تعليق