يقترب لبنان من لحظة الحقيقة التي كانت تغيبها الشعارات واللافتات "والمسرحيات" التي تتحدث عن المقاومة وسلاح المقاومة وطهارة المقاومة، وتجلت الأبعاد الطائفية والفرز الطائفي في أسوأ صوره خلال الأيام الماضية، عندما اجتاحت قوات "المقاومة" العاصمة بيروت لكي تبسط سيطرتها وحكمها على قلب لبنان، كان حسن نصر الله يتحدث بلغة الواثق من قدرات جيشه عندما كان يقول: "سنقطع اليد التي تمتد إلى سلاح المقاومة"، لأنه لا يوجد في لبنان على الحقيقة جيش سوى جيشه هو، على مدار أكثر من عشر سنوات يتم تسليحه على أعلى مستوى وتدريب مقاتليه بصورة استثنائية على يد خبراء إيرانيين، كما أن أجهزته الأمنية كان يتم تدريبها على يد عناصر الاستخبارات السورية.
لقد بح صوتنا ونحن نؤكد على أن "استراتيجية" حزب الله، ذات أبعاد طائفية بحتة، وما حكاية المقاومة وصمود المقاومة إلا الواجهة والمبرر السياسي والأخلاقي في الداخل اللبناني والخارج العربي لستر الأبعاد الطائفية لمشروع حزب الله بولائه الإيراني في لبنان، معارك حزب الله مع القوات الإسرائيلية كانت معارك "الشو" الإعلامي الآسر للمشاعر العربية المجروحة في زمن الاستسلام، بينما معاركه في بيروت كانت معارك "تحرير الأرض" على الحقيقة، ولكن تحريرها من الوجود السني وليس تحرير فلسطين من الوجود الإسرائيلي، لذلك كان حزب الله يحشد قواته وأسلحته وخططه كلها في بيروت وما حولها، وبقايا رمزية في الجنوب لزوم "الشو" الإعلامي.
وعندما قرر حسن نصر الله اجتياح بيروت كان في نزهة حقيقية، فلا توجد معارك على الحقيقة، ربما بعض الأهالي يدافعون عن أملاكهم وأعراضهم ليس أكثر، لأنه لا توجد ميلشيات حقيقية وإنما أحزاب سياسية ومؤسسات اقتصادية وإعلامية تحتفظ بموظفي أمن، تأهيلهم الأساس تأهيل شرطي ووظيفي، كأمن الفنادق والبودي جارد، ولا يملكون أي خبرات قتالية أو أي تسليح يستحق، وحده حزب الله الذي كان يملك المشروع والرؤية والتدريب والسلاح والاستراتيجية، وتبخر الحديث الذي كان دستورا يتحدث عن أن سلاح المقاومة هو حصرا ضد العدو ولن يكون في صدر أي لبناني والدم اللبناني حرام.
الآن سلاح "المقاومة" يحصد أجساد اللبنانيين السنة في بيروت، والذريعة جاهزة: هؤلاء يدافعون عن الأمريكان والصهاينة، وكل من يعترض طريق حسن نصر الآن أو يخالفه فهو إسرائيلي وأمريكاني، حسن نصر الله الذي لا يشعر بأدنى حرج وهو يضع صورة الزعيم الإيراني في خلفية وقفته البهية، يقدم نفسه كملاك طاهر لا ينطق عن الهوى ولا يتصرف إلا بكل طهر ونقاء، ويغازل المشاعر العربية بلعبة المقاومة، بينما هو يقطع يد أي مقاوم يحاول الوصول إلى إسرائيلي من الجنوب الآن، لأنه يخلط الحسابات ويحرج "المشروع الإيراني" في لبنان والمنطقة الذي ينفذه باقتدار الآن حزب الله، وبمباركة أمريكية لا تخفيها الاستنكارات الإعلامية الصادرة عن البيت الأبيض والتي تذكرنا ببيانات الاستنكار التي كانت تصدر عن الجامعة العربية ومؤسسات العجز ونسخر منها، بينما الموقف الأمريكي في لبنان كما في العراق، يمثل مظلة للدور الطائفي الخطير الذي يمارسه حزب الله في لبنان لتطهيرها من الوجود السني، كما يمارسها حزب الله تدريبا ومشاركة لقوى طائفية في العراق لتطهير الجنوب ومعظم بغداد من الوجود السني أيضا، وهي وثائق كشفتها مؤسسات أمريكية وغير أمريكية.
الآن يقترب حلم "الهلال الشيعي" من التجسد العملي في الشرق الأوسط، بعد أن سقط العراق في هيمنته بدعم أمريكي، وسقط لبنان في هيمنته بدعم إيراني، وسقطت السلطة السورية في الوحل الطائفي من خلال هيمنة الشيعة العلويين على الحكم باسم "حزب البعث" طوال ما يقرب من أربعين عاما، .. وإلى النخب العربية التي ضللتها أكاذيب "المقاومة" طويلا، واتهمونا في عقولنا طويلا، انتهى الدرس يا.... شطار!
نقلا عن جريدة المصريون
لقد بح صوتنا ونحن نؤكد على أن "استراتيجية" حزب الله، ذات أبعاد طائفية بحتة، وما حكاية المقاومة وصمود المقاومة إلا الواجهة والمبرر السياسي والأخلاقي في الداخل اللبناني والخارج العربي لستر الأبعاد الطائفية لمشروع حزب الله بولائه الإيراني في لبنان، معارك حزب الله مع القوات الإسرائيلية كانت معارك "الشو" الإعلامي الآسر للمشاعر العربية المجروحة في زمن الاستسلام، بينما معاركه في بيروت كانت معارك "تحرير الأرض" على الحقيقة، ولكن تحريرها من الوجود السني وليس تحرير فلسطين من الوجود الإسرائيلي، لذلك كان حزب الله يحشد قواته وأسلحته وخططه كلها في بيروت وما حولها، وبقايا رمزية في الجنوب لزوم "الشو" الإعلامي.
وعندما قرر حسن نصر الله اجتياح بيروت كان في نزهة حقيقية، فلا توجد معارك على الحقيقة، ربما بعض الأهالي يدافعون عن أملاكهم وأعراضهم ليس أكثر، لأنه لا توجد ميلشيات حقيقية وإنما أحزاب سياسية ومؤسسات اقتصادية وإعلامية تحتفظ بموظفي أمن، تأهيلهم الأساس تأهيل شرطي ووظيفي، كأمن الفنادق والبودي جارد، ولا يملكون أي خبرات قتالية أو أي تسليح يستحق، وحده حزب الله الذي كان يملك المشروع والرؤية والتدريب والسلاح والاستراتيجية، وتبخر الحديث الذي كان دستورا يتحدث عن أن سلاح المقاومة هو حصرا ضد العدو ولن يكون في صدر أي لبناني والدم اللبناني حرام.
الآن سلاح "المقاومة" يحصد أجساد اللبنانيين السنة في بيروت، والذريعة جاهزة: هؤلاء يدافعون عن الأمريكان والصهاينة، وكل من يعترض طريق حسن نصر الآن أو يخالفه فهو إسرائيلي وأمريكاني، حسن نصر الله الذي لا يشعر بأدنى حرج وهو يضع صورة الزعيم الإيراني في خلفية وقفته البهية، يقدم نفسه كملاك طاهر لا ينطق عن الهوى ولا يتصرف إلا بكل طهر ونقاء، ويغازل المشاعر العربية بلعبة المقاومة، بينما هو يقطع يد أي مقاوم يحاول الوصول إلى إسرائيلي من الجنوب الآن، لأنه يخلط الحسابات ويحرج "المشروع الإيراني" في لبنان والمنطقة الذي ينفذه باقتدار الآن حزب الله، وبمباركة أمريكية لا تخفيها الاستنكارات الإعلامية الصادرة عن البيت الأبيض والتي تذكرنا ببيانات الاستنكار التي كانت تصدر عن الجامعة العربية ومؤسسات العجز ونسخر منها، بينما الموقف الأمريكي في لبنان كما في العراق، يمثل مظلة للدور الطائفي الخطير الذي يمارسه حزب الله في لبنان لتطهيرها من الوجود السني، كما يمارسها حزب الله تدريبا ومشاركة لقوى طائفية في العراق لتطهير الجنوب ومعظم بغداد من الوجود السني أيضا، وهي وثائق كشفتها مؤسسات أمريكية وغير أمريكية.
الآن يقترب حلم "الهلال الشيعي" من التجسد العملي في الشرق الأوسط، بعد أن سقط العراق في هيمنته بدعم أمريكي، وسقط لبنان في هيمنته بدعم إيراني، وسقطت السلطة السورية في الوحل الطائفي من خلال هيمنة الشيعة العلويين على الحكم باسم "حزب البعث" طوال ما يقرب من أربعين عاما، .. وإلى النخب العربية التي ضللتها أكاذيب "المقاومة" طويلا، واتهمونا في عقولنا طويلا، انتهى الدرس يا.... شطار!
نقلا عن جريدة المصريون
تعليق