عندما نجحت الثورة في هدم النظام البائد ولاح في الأفق إمكانية أن يكون للشعب دوره في إقامة النظام الأمثل الذي يريد، وسارعت كل الفصائل العلمانية والليبرالية لتستحوذ على المشهد كله أو ليكون لها دورها المؤثر فيه
بادر الإسلاميون في التعامل مع الحدث الذي يندر حدوثه مرة أخرى لو فاتهم الاستفادة منه، وكان لا بد من حملة لحث الإسلاميين المترددين على المشاركة والتفاعل مع الحدث، وبيان المميزات التي يمكن أن تتحقق من المشاركة والسيئات التي يمكن أن تزول بها.
وقامت في الوقت نفسه حملة مضادة من بعض الإسلاميين تبين خطأ هذا المسلك ومعارضته للأحكام الشرعية فضلا عن عدم إمكانية حدوث نتائج حقيقية له في الواقع، واعتبرت أن تصور إمكانية صياغة دستور إسلامي أو تحكيم الشريعة وإلغاء النظام القانوني السابق المخالف للشريعة من خلال تلك المشاركة نوعاً من الحلم الجميل واستسلاماً للأوهام انطلاقا من خلفية مفادها لا الخارج ولا الداخل سوف يسمحان بذلك:
أما الخارج فإن أعداءنا من اليهود والصليبيين-وهم أصحاب القوة والتأثير في العالم الآن- لن يسمحوا لنا بأن نعود إلى ديننا أو إسلامنا لحقدهم علينا أن هدانا الله للدين القويم ولخطورة ذلك أيضا على مصالحهم وسوف يحولون دون حدوث ذلك مهما كلفهم الأمر.
أما الداخل فأمامنا ثلاثة معوقات: إحداها أن النظام برمته لم يسقط وإنما الذي سقط هو رأس النظام، وكان إسقاطه هو خطة بين عناصر الخارج وعناصر الداخل للحفاظ على جسم النظام ريثما يؤتى له برأس مناسب،ومن ثم فإن فلسفة النظام وتوجهاته ما زالت تعمل عملها وتؤدي دورها، خاصة أن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد الآن هو من بقايا نظام المخلوع، وليس أدل على ذلك من التشكيلة الوزارية وما يتبع ذلك من المحافظين ورؤساء الجامعات والقيادات الإعلامية، فالذي تغير من ذلك لم يكن سوى تغير الوجوه.
وكذلك ما يقوم به جسم النظام من المحاولات الظاهرة المتتالية للحد من أي تأثير لإمكانية للفوز الكاسح المتوقع للإسلاميين في الانتخابات المقبلة وتحجيمه، وذلك عن طريق عدد من التصرفات: كوضع الدستور قبل الانتخابات، أو المواد فوق الدستورية أو المبادئ الحاكمة للدستور أو المبادئ الحاكمة لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
المعوق الثاني: جهل عامة الشعب حيث إنه لا يفقه أساس المشكلة بين الإسلاميين وبين النظام السائد، مما يسهل عملية التغرير به حتى يجعل في نهاية الأمر في مواجهة حادة مع الإسلاميين عن طريق الكذب وتشويه الصورة وتخويفهم من أن وصول الإسلاميين للحكم معناه تحزب الغرب ضدنا إضافة إلى التخويف من الحرمان من الشهوات بحيث يحال بين الإسلاميين وبين القاعدة الشعبية، مع أن ذلك نقاط قوة في صالح الإسلاميين فكون الغرب يرفض وصولهم للحكم يعني أنهم هم الأمناء على مصالح الأمة وأن الغرب لا يمكن أن يستميلهم إليه كما يستميل غيرهم ليكونوا أعوانا له لتحقيق مآربه حتى وإن كان ذلك مناقضا لمصلحة الأمة.
المعوق الثالث: الأقليات كالنصارى والعلمانيين والليبراليين وكرههم للتوجه الإسلامي وإمكانية تعاونهم مع العدو الخارجي وافتعال المشكلات للقضاء على أي إمكانية لمحاولة أسلمة الدولة.
وبعض ما تقدم من معوقات سواء الخارجية أو الداخلية لا شك عندي في صدقه وصوابه،وما أظنه غائبا عمن يدعو للمشاركة السياسية فهم ليسوا سذجاً أو من العوام، لكن ما الحل كيف نواجه ذلك الواقع؟ هل تتم المواجهة بإخلاء الميدان لتلك القوى كي تخطط وتدبر وتحتل المناصب وتمسك بزمام الأمور وتفعل ما تريد، حتى يجد الإسلاميون أنفسهم في النهاية مقهورين مضيق عليهم وعلى دعوتهم.
ثم أليس هذه المعوقات هي ما تعترض أصحاب الدعوات على مختلف العصور، ألم يكن مثل هذا ما اعترض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأول، ألم تبين لنا النصوص الشرعية موقف اليهود والنصارى من المسلمين ألم يقل الله تبارك وتعالى: ** ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وألم يقل: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فما الجديد في الأمر؟
لقد كانت العلاقة بين العقائد المتناقضة منذ أن خلق الله الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مبنية دوما على التدافع والمغالبة، وليس التوافق والمسامحة قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
عندما أكرم الله تعالى البشرية ببعثة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كانت هناك قوتان عظميان هما فارس والروم ولم يكن العرب-إذا قورنوا بهما-بجوارهم شيئا، ومع ذلك فقد جالدهم المسلمون رغم ميل ميزان القوى في جانب أعداء الإسلام بصورة لا تتصور-ولم يقولوا مثل ما يقول البعض منا اليوم لا طاقة لنا بهم-حتى أزالوا ملكهما إلى يوم القيامة.
ثم هذه المعوقات الداخلية هل يطالب الإسلاميون بالاستسلام لها؟ إن الاستسلام لها وعدم الشروع في تطويقها وإحباط دورها خاصة في تلك الأيام يعني أنه لن يمكن القيام بذلك فيما يستقبل من الأيام، وحينئذ نكون قد حكمنا على أنفسنا ورضيا بالبقاء في خانة المفعول وليس القيام بدور الفاعل، ونكون بذلك قد أعطينا بأنفسنا قيادنا لمن يسوق البلاد والعباد إلى التهلكة.
ولو قدر لهذه المعوقات أن يحبطها الله القوي العزيز كما أزال المخلوع الذي لم يكن أحد على الإطلاق يتصور إمكانية إزالته إلا من خلال انقلاب عسكري، عندها سيلوم الإسلاميون أنفسهم أشد اللوم ويندمون أشد الندم أنهم لم يستفيدوا من الفرصة التي هيأها الله لهم ولات حين ندم .
ثم يقال إن الإسلاميين إذا شاركوا في العملية السياسية من غير تنازل عن الأحكام الشرعية ثم قدر الله تعالى أن يتغلب العدو الخارجي والمعوقات الداخلية على جهدهم في هذا الأمر فلن يخسروا شيئاً ويكونون بذلك قد أعذروا إلى ربهم، لكن ماذا يمكن أن يكون موقفهم إذا امتنعوا عن المشاركة تحسباً لتلك المعوقات ثم ظهر أن هذه المعوقات معوقات صورية (كخيال المقاتة) لا حقيقة لها بعد أن ضاعت منهم فرصة قد لا تعود، إن مخالفي الاتجاه الإسلامي لو أمسكوا بزمام الأمور فسيضعون من القوانين والأنظمة ما يعوق تأثير الإسلاميين في البلاد ربما لعشرات من السنين القادمة، فأقلوا اللوم رحمكم الله على المسلمين المشاركين الذين يقومون بعمل يحتسبونه من الجهاد في سبيل الله تعالى، وهم بعد ذلك عندهم فتاوى من أهل العلم بصواب ما يقدمون عليه، وإذا رأى المانعون عدم صواب هذا المسلك وأن تلك الفتاوى غير صائبة فإن أحدا لا يملك أن يمنعهم من ذلك والله حسيبهم فيما يقولون لكنهم لا تستطيعون أن ينفوا أن المسألة مسألة اجتهادية، ومسائل الاجتهاد لا تثريب فيها على من اتقى الله فيها ما استطاع، واتبع قول من يثق في علمه ودينه وتقواه، فالمانع من المشاركة لا يستطيع أن يدعي وجود نص قاطع للعذر في تحريم المشاركة بغرض المغالبة وإلا فليخرجه لنا، كما لا يستطيع أن يدعي وجود إجماع على تحريم المشاركة بغرض المغالبة، فإذا لم يكن في المسألة نص ولا إجماع فليس من الكياسة أن يتعصب المانع لرأيه ليحمل الأمة على اختياره في مسألة يعلم أن فيمن يخالفه فيها من هو أكثر علماً وفقها وخبرة،وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأزال من قلوبهم الشحناء .
بادر الإسلاميون في التعامل مع الحدث الذي يندر حدوثه مرة أخرى لو فاتهم الاستفادة منه، وكان لا بد من حملة لحث الإسلاميين المترددين على المشاركة والتفاعل مع الحدث، وبيان المميزات التي يمكن أن تتحقق من المشاركة والسيئات التي يمكن أن تزول بها.
وقامت في الوقت نفسه حملة مضادة من بعض الإسلاميين تبين خطأ هذا المسلك ومعارضته للأحكام الشرعية فضلا عن عدم إمكانية حدوث نتائج حقيقية له في الواقع، واعتبرت أن تصور إمكانية صياغة دستور إسلامي أو تحكيم الشريعة وإلغاء النظام القانوني السابق المخالف للشريعة من خلال تلك المشاركة نوعاً من الحلم الجميل واستسلاماً للأوهام انطلاقا من خلفية مفادها لا الخارج ولا الداخل سوف يسمحان بذلك:
أما الخارج فإن أعداءنا من اليهود والصليبيين-وهم أصحاب القوة والتأثير في العالم الآن- لن يسمحوا لنا بأن نعود إلى ديننا أو إسلامنا لحقدهم علينا أن هدانا الله للدين القويم ولخطورة ذلك أيضا على مصالحهم وسوف يحولون دون حدوث ذلك مهما كلفهم الأمر.
أما الداخل فأمامنا ثلاثة معوقات: إحداها أن النظام برمته لم يسقط وإنما الذي سقط هو رأس النظام، وكان إسقاطه هو خطة بين عناصر الخارج وعناصر الداخل للحفاظ على جسم النظام ريثما يؤتى له برأس مناسب،ومن ثم فإن فلسفة النظام وتوجهاته ما زالت تعمل عملها وتؤدي دورها، خاصة أن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد الآن هو من بقايا نظام المخلوع، وليس أدل على ذلك من التشكيلة الوزارية وما يتبع ذلك من المحافظين ورؤساء الجامعات والقيادات الإعلامية، فالذي تغير من ذلك لم يكن سوى تغير الوجوه.
وكذلك ما يقوم به جسم النظام من المحاولات الظاهرة المتتالية للحد من أي تأثير لإمكانية للفوز الكاسح المتوقع للإسلاميين في الانتخابات المقبلة وتحجيمه، وذلك عن طريق عدد من التصرفات: كوضع الدستور قبل الانتخابات، أو المواد فوق الدستورية أو المبادئ الحاكمة للدستور أو المبادئ الحاكمة لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
المعوق الثاني: جهل عامة الشعب حيث إنه لا يفقه أساس المشكلة بين الإسلاميين وبين النظام السائد، مما يسهل عملية التغرير به حتى يجعل في نهاية الأمر في مواجهة حادة مع الإسلاميين عن طريق الكذب وتشويه الصورة وتخويفهم من أن وصول الإسلاميين للحكم معناه تحزب الغرب ضدنا إضافة إلى التخويف من الحرمان من الشهوات بحيث يحال بين الإسلاميين وبين القاعدة الشعبية، مع أن ذلك نقاط قوة في صالح الإسلاميين فكون الغرب يرفض وصولهم للحكم يعني أنهم هم الأمناء على مصالح الأمة وأن الغرب لا يمكن أن يستميلهم إليه كما يستميل غيرهم ليكونوا أعوانا له لتحقيق مآربه حتى وإن كان ذلك مناقضا لمصلحة الأمة.
المعوق الثالث: الأقليات كالنصارى والعلمانيين والليبراليين وكرههم للتوجه الإسلامي وإمكانية تعاونهم مع العدو الخارجي وافتعال المشكلات للقضاء على أي إمكانية لمحاولة أسلمة الدولة.
وبعض ما تقدم من معوقات سواء الخارجية أو الداخلية لا شك عندي في صدقه وصوابه،وما أظنه غائبا عمن يدعو للمشاركة السياسية فهم ليسوا سذجاً أو من العوام، لكن ما الحل كيف نواجه ذلك الواقع؟ هل تتم المواجهة بإخلاء الميدان لتلك القوى كي تخطط وتدبر وتحتل المناصب وتمسك بزمام الأمور وتفعل ما تريد، حتى يجد الإسلاميون أنفسهم في النهاية مقهورين مضيق عليهم وعلى دعوتهم.
ثم أليس هذه المعوقات هي ما تعترض أصحاب الدعوات على مختلف العصور، ألم يكن مثل هذا ما اعترض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأول، ألم تبين لنا النصوص الشرعية موقف اليهود والنصارى من المسلمين ألم يقل الله تبارك وتعالى: ** ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وألم يقل: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فما الجديد في الأمر؟
لقد كانت العلاقة بين العقائد المتناقضة منذ أن خلق الله الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مبنية دوما على التدافع والمغالبة، وليس التوافق والمسامحة قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
عندما أكرم الله تعالى البشرية ببعثة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كانت هناك قوتان عظميان هما فارس والروم ولم يكن العرب-إذا قورنوا بهما-بجوارهم شيئا، ومع ذلك فقد جالدهم المسلمون رغم ميل ميزان القوى في جانب أعداء الإسلام بصورة لا تتصور-ولم يقولوا مثل ما يقول البعض منا اليوم لا طاقة لنا بهم-حتى أزالوا ملكهما إلى يوم القيامة.
ثم هذه المعوقات الداخلية هل يطالب الإسلاميون بالاستسلام لها؟ إن الاستسلام لها وعدم الشروع في تطويقها وإحباط دورها خاصة في تلك الأيام يعني أنه لن يمكن القيام بذلك فيما يستقبل من الأيام، وحينئذ نكون قد حكمنا على أنفسنا ورضيا بالبقاء في خانة المفعول وليس القيام بدور الفاعل، ونكون بذلك قد أعطينا بأنفسنا قيادنا لمن يسوق البلاد والعباد إلى التهلكة.
ولو قدر لهذه المعوقات أن يحبطها الله القوي العزيز كما أزال المخلوع الذي لم يكن أحد على الإطلاق يتصور إمكانية إزالته إلا من خلال انقلاب عسكري، عندها سيلوم الإسلاميون أنفسهم أشد اللوم ويندمون أشد الندم أنهم لم يستفيدوا من الفرصة التي هيأها الله لهم ولات حين ندم .
ثم يقال إن الإسلاميين إذا شاركوا في العملية السياسية من غير تنازل عن الأحكام الشرعية ثم قدر الله تعالى أن يتغلب العدو الخارجي والمعوقات الداخلية على جهدهم في هذا الأمر فلن يخسروا شيئاً ويكونون بذلك قد أعذروا إلى ربهم، لكن ماذا يمكن أن يكون موقفهم إذا امتنعوا عن المشاركة تحسباً لتلك المعوقات ثم ظهر أن هذه المعوقات معوقات صورية (كخيال المقاتة) لا حقيقة لها بعد أن ضاعت منهم فرصة قد لا تعود، إن مخالفي الاتجاه الإسلامي لو أمسكوا بزمام الأمور فسيضعون من القوانين والأنظمة ما يعوق تأثير الإسلاميين في البلاد ربما لعشرات من السنين القادمة، فأقلوا اللوم رحمكم الله على المسلمين المشاركين الذين يقومون بعمل يحتسبونه من الجهاد في سبيل الله تعالى، وهم بعد ذلك عندهم فتاوى من أهل العلم بصواب ما يقدمون عليه، وإذا رأى المانعون عدم صواب هذا المسلك وأن تلك الفتاوى غير صائبة فإن أحدا لا يملك أن يمنعهم من ذلك والله حسيبهم فيما يقولون لكنهم لا تستطيعون أن ينفوا أن المسألة مسألة اجتهادية، ومسائل الاجتهاد لا تثريب فيها على من اتقى الله فيها ما استطاع، واتبع قول من يثق في علمه ودينه وتقواه، فالمانع من المشاركة لا يستطيع أن يدعي وجود نص قاطع للعذر في تحريم المشاركة بغرض المغالبة وإلا فليخرجه لنا، كما لا يستطيع أن يدعي وجود إجماع على تحريم المشاركة بغرض المغالبة، فإذا لم يكن في المسألة نص ولا إجماع فليس من الكياسة أن يتعصب المانع لرأيه ليحمل الأمة على اختياره في مسألة يعلم أن فيمن يخالفه فيها من هو أكثر علماً وفقها وخبرة،وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأزال من قلوبهم الشحناء .
تعليق