Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
أعجبني في السلفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هذا المنهج الصافي بصفاء منبعه .. والطاهر بطهارة أصله .. إنها السلفية .. وما غيرها ..
الكلام فيها يطول ولا تسعه الوريقات ولا الكلمات .. ولكن تعالوا بنا نلتزم جانبا من جوانب الكلام على هذا المنهج وهو ما الذي أعجبني في هذا المنهج ؟؟ .... في نقاط
شرف هذا المنهج وعظمته أكبر من أن ينحصر في طائفة أو جماعة أو حزب .. فهذا المنهج باختصار شديد قائم على جملة واحدة كلنا يحفظها وهي : القرآن والسنة بفهم سلف الأمة وهم القرون الثلاثة الأول لما ورد عن النبي أنه قال : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))
فلا يستطيع أحد أن يدعي أنه حامي حماها يقف على بابها يطرد من يحب ويدخل من يريد .. لا وإنما هو منهج بل هو أصل الإسلام كما سأبين بعد قليل ...
· السهولة ..
مما يجعلك تؤمن بها ما بها من سهولة ويسر لا يوجد في غيرها .. وهذا تجده في كل جوانب العلم من فقه وعقيدة وتفسير وحديث .. ما إلى ذلك .
أما في العقيدة .. فما أيسرها وأصفاها وأنقاها باعتراف مخالفيها .. فقد خلصت الأمة من التشابكات التي تجدها عند المتكلمين والهرطقات التي تملأ كلام الفلاسفة .. كذلك خلصت الأمة من شرور المئولين والمعطلين والمكيفين ... ففيها : نثبت لله ما أثبته هو لنفسه وأثبته له نبيه وننفي عنه ما نفي عن نفسه ونفى عنه نبيه ..
وأما الفقه .. فقد يسرته غاية اليسر بالتزام ما صح عن النبي وإبطال الاجتهاد الذي يكون مقابلا للنص أيا كان هذا المجتهد .. كذلك والأهم الرجوع إلى فهم الصحابة وبقية السلف عند اختلاف الأفهام حول نص من النصوص .
وأما الحديث .. فحدث عنه وحدث ولا حرج .. فهذا فنهم وعلمهم الذي شق على غيرهم .. فكم وكم ألفوا فيه وحققوا .. وكم علموا وبينوا .. فتجد كل عام ألاف الكتب تظهر للناس بعد أن تبين ما فيها من ثابت وغير ثابت ..
وتجد هذا في كل أنواع العلوم .. السهولة .. وهذا هو ديننا البعيد عن التعقيدات .. وهذه هي الوسطية الحق الذي مدح الله أمتنا بها لا هذه التي ينادي بها من يريد ضياع الدين بتضييع كثير مما جاء فيه بدعوى الوسطية والتيسير على القوم ...
· الوضوح
من أعظم ما تتميز بها السلفية كمنهج الوضوح والصدع بالحق .. الحلال فيها حلال والحرام فيها حرام .. لا للتمييع ولو كانت ثماره ما تكون .. لكن الوضوح في جميع الأمور .. وهذا ملاحظ في المنتسبين إليها أنهم يُظهرون ما يُبطنون ويُسمون كل شيء باسمه الذي نشأ به وفي ذلك خيرٌ كثيرٌ .
فيخلو هذا المنهج من الخداع والغش كذا التمسكن حتى التمكن لا يعرفه هذا المنهج .. إنما يعرف الوضوح وهذا إن دل فإنه يدل على خلوه من العيوب التي تملأ المناهج الأخرى ولذلك تجد الآخرين يبذلون كل جهد لإخفاء حقيقة معتقدهم .
ومما تجده كمثال يدلك على هذه المزية هو ما نحن بصدده هذه الأيام في مصر تجد كل اتجاه يحاول أن يخفي العيوب حتى يصل أما السلفيون فلا تجد غير وضوح المطلوب كذا الوسائل .. لا تجد كلمة من الكلمات التي تحتمل الوجهين إنما لا تسمع إلا كلمة نريدها إسلامية تطبق فيها الشريعة تطبيقا كاملا ... هذا الكلام الذي اعتبرته بعض القوى أنه ضعف في الجانب السياسي ولما يمر الوقت ويدخلوا في اللعبة ويمارسوها يتبدل الخطاب وتخف حدته على زعمهم .... لا يعلمون أن هذا اعتقاد وغاية يؤمنون بها وأن الأكاذيب عند السلفيين أكاذيب ليس لها اسم ثاني .. ذاك ما زرعه فيهم المنهج القويم ..
· العلم الصحيح
فالسلفية تدعوا إلى العلم والاجتهاد في الطلب وابحث في كتاب التاريخ وتصفح تجد كم بذل السلفيون للتعلم وكم قدموا للعلم .. مكتوبا ومسموعا ومشاهدا وفي كل مجال ...
يميزها في هذا الجانب الاهتمام بالتأصيل والدعوة إليه وذم السطحية والنهي عنها ...
وبهذا تميز السلفيون طيلة الأعمار قديما وحديثا وبين القديم والحديث كأنهم مع ما بينهم من فوارق للتواريخ وفواصل في الأزمنة جمعتهم هذه الميزة الطيبة وهو الاهتمام بالعلم .. وتقديم كل شيء في سبيل الوصول للمعلومة الصحيحة والأخبار في ذلك كثيرة قديمة وحديثة ... بل قد يدفعوا أعمارهم وأموالهم وكل مالديهم رجاء هذا ....
· الدفاع عن الدين والدعوة إليه
تلكم أخرى تميز بها هذا المنهج والتزمها أصحابه فكم كسرت قرون بفضل الله على أيديهم .. وكم وأدت فتن بدمائهم .. وكم هدمت عقائد باطلة بكفاحهم .. يا الله جزاهم الله عن الإسلام خيرا في الوقت الذي نطق أبناء جلدتهم بتشويه صورهم وتقاربوا فيه مع أهل الباطل كان هؤلاء في كل زمان لأهل الباطل بالمرصاد .. لم يقبلوا التنازل ولو عن أقل القليل من الدين دون الدفاع عنه ..
فإذا وجدت من يزعمون أنهم منهم ووجدت في دعوتهم التنازل والتمييع وغير ذلك بزعم التعايش أو غيره فاعلم أن المنهج لا يقول ذلك ... منهجنا يدعوا إلى الدعوة إلى الله وإنكار المنكر وأوجب ذلك .. وكان هذا حال السلف بجميع قرونه لا يرضون الدنية وتمتلأ قلوبهم غيرة على دين ربهم وعلى الحق الذي يحملونه .. وهذا تجده الآن بفضل الله تعالى في الوقت الذي لا ينكر أحد على الشيعة تجد السلفيين واقفين على الحدود يدافعون عن الشريعة .. في الوقت الذي خفتت فيه أصوات من ادعوا أنهم حماة الشريعة في المطالبة بتطبيقها تجد السلفيين أصواتهم تتعالى إلى الجوزاء بهذا الطلب .. في الوقت الذي مُيعت فيه كثيرٌ من القضايا في العقيدة تجد السلفيين يدفعون التمييع ولو في أقل الكلمات لكنها لما كانت مخالفة .. كانت مخالفة ...
فجزاهم الله خيرا على دفاعهم وعلى صبرهم على ما وجوده من مدعي العلم ومدعي حمل الدين ....
جزاهم الله خيرا على هذه الدعوة التي مُلئت بها الأرض .. جزاهم الله خيرا نظير ما نشروا الدين وعادت بهم بفضل ربهم ملايين الأفئدة إلى ربها مرة أخرى تائبة عائدة ....
· الصدق وعدم الرياء
لقد اهتمت السلفية بهذا الجانب أيما اهتمام ولن أبتعد كثير وربي ولو ابتعدنا إلى هنالك إلى خير القرون نجد آلاف وآلاف المواقف التي تدلل على ما أقول ... هذا المنهج حث الأتباع إلى تنقية النية وتصفيتها .. انظروا إلى دعاة هذا المنهج هذه الأيام وإلى غيرهم انظروا إلى كم الخطب والمحاضرات التي عقدت في هذا الجانب .. تجدها أكثر من أن تحيط بها أو تعدها ...
· تنظيم علاقة الدنيا بالدين
لن تجد والله منهجا فيه هذه المزية إلا منهج السلفية لقد ابتعد هذا المنهج عن أولئك الذين بعدوا الدين عن الدنيا .. وعن أولئك الذين طغوا بالدين على الدنيا ..وأولئك الذين طغوا بالدنيا على الدين ... والتزموا ما شرع الله وما أراد .. هذا هو الإسلام الجميل الذي جعل ليرضى الله تبارك وتعالى .. فكان العمل للدين وللدنيا من الواجبات .. فالإنسان له الحرية يفعل ما يشاء في حدود الشريعة الجميلة .. وفي ذلك يجد العامل مصلحته وفي التعدي يجد الضرر..
الابداع ليس حراما بل هذا مما حث عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ...
· الحفاظ على الهوية والتمسك بها ..
من أعظم ما بهرني وشدني هو دعوة هذا المنهج إلى التمسك بالهوية والمحافظة عليها .. المحافظة على اللغة والشكل والعادات والتقاليد وعدم التبعية والإمعة وإنما التميز والتقدم والرقي .. فحافظوا على الأخلاق ودافعوا عن هويتهم الدينية حتى في الملبس .. كان عمر يضرب أهل الكتاب الذين يتشبهون بالمسلمين في الأزياء .. لما علموا من أهمية بقاء المسلمين محافظين على هذه الهوية التي أراد الغرب أن يطمسوها فينا بكل سبيل والتي أرعب الغرب التزام الموحدين بها ... فكان من مميزات هذا المنهج دعوته إلى هذه الخصلة ...
· الاهتمام بالمرآة والطفل
قد يتعجب الكثير عند وقوع عينه على هذا الكلام وهذا غير مستغرب لأن ما بذله أعداء الدين لأجل تشويه الحقائق وقلب المشاهد كان ليفعل هذا عند بعض الناس .. ولكن هذه فرية عظمى ما أريد بها إلا ضياع الأمة ووقوعها في المهلكات ..
نعم إنني أزعم وأحلف مؤكدا زعمي أنه ليس ثمة منهج حفظ للمرأة مكانتها ومملكتها سوى هذا المنهج المبارك ... إنه عامل المرأة كامرأة وطالبها بدورها الذي عظمه ورفع شأنه .. والله إني في غاية الخجل أن أختصر هذا التكريم في كلمات قليلة ...
وأما الطفل فكانت معه وقفات ووقفات لأهمية هذا الركن من أركان الأمة .. لذلك انظروا إلى الأطفال الذين نشئوا على هذا المنهج وإلى غيرهم ... تجدون فرقا واسعا وبونا شاسعا بين نشأة هذا وذاك في الأخلاق والعلم وذلك لما تربى عليه كل منهما ... فاهتم المنهج كثيرا بالطفل وأهمية تعليمه وتأديبه وزرع قيم العلم والعمل والمعاملة فيه ..
هذا ما أعجبني في هذا المنهج ... أستغفر الله بل هذا قليل مما أعجبني في هذا المنهج السلفي المبارك
عمرو بن صـــــــــــالح
تعليق