المظاهر لا تخدع ولكن ينخدع بها يهتم بها ويأبه لامرها الم يقل الشاعر
وعن الرضا عن كل عيب كليلة ::: وعين السخط تبدي لك المساويا
ولا ينخدع بالمظاهر الاكل صاحب لب غائب عنه الامر اوصحاب عقل طائر يقول الشاعر
يحسبه الجاهل اذا لم يعلما :::: شيخ علي كرسيه معمما
فهو اما يكون جاهل بالامر حقيقة فيحسن الظن بالشيخ من مظهره ولنا في قصة الامام الشافعي العبر
او انه ممن ينفدفعون وراء المظاهر فيحسبه شيخ فعلا
فالناظر الي المظهر ينخدع بها علي حسب نيته فان كان صاحب نيه حسنه حسن ظنه واجاد تقديره للامور فلا تري في قلبه الا كل ظن حسن قال تعالي
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273
اي يحسبهم الجاهل بامرهم من حسن ظنه بهم اغنياء من التعفف
او يكون صاحب ظن سئ فيسئ الظن ويأتي الظلم ويتجاوز بالاثم كما قال الله تعالي في قتلته عيسي عليه السلام عندما ظنوا انهم شرا انهم تغلبوا علي نبيهم ورسول ربهم قال تعالي
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157
والمؤمن الحق لا ينخدع بسهوله ولا تبهره المظاهر بل يتأني ويفكر ويتامل ويتدبر كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم ( المؤمن كيس فطن )
ولا يهتم للمظاهر الدينيه ويترك حقيقة جوهرها الاكل صاحب قلب خالي من الايمان ولذا ذم الله المنافقين في ايمانهم وشكك في حقيقة اسلامهم واتاهم من حيث لا يحتسبون فقال في حقهم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142
والمسلم الحق مأمور بان ياخذ اخاه المؤمن علي حقيقه مظهره في العبادات وان يترك لله عزوجل جوهره فهو سبحانه يعلم ما تخفي الانفس والصدور لذا قال تعالي ( يخادعون الله وهو خادعهم ) وانما لم يخدعوا المؤمنين لان المؤمنين حملهوهم علي ظاهرهم
وحسبنا قول الامام الشافعي في هذا ( انما حق علي المسلم ان يحمل اخاه علي الظاهر والله يتولي السرائر )
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ) .
في أحد السرايا بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم حصلت الحادثة التالية ،
أدرك سيدنا أسامة بن زيد رجلا من الكفار ، فعندما همّ بأن يقتله نطق الرجل بـ ( لا إله إلا الله ) ،
يقول سيدنا أسامة : ( فقتلته فوقع في نفسي ذلك ) ،
فذهب للحبيب صلى الله عليه وسلم وأخبره بما جرى ،
فقال له صلى الله عليه وسلم : ( أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟! ) ،
فقال سيدنا اسامة : ( قتلته يا رسول الله ، إنما قالها خوفاً من السلاح )
فقال له ( أشققت عن قلبه !؟ ) .
فلنجعل ( أشققت عن قلبه ) دائما في سرنا ، ولتكن حكمنا الدائم في تعاملنا مع الناس ،
وحقق فيك قول الشاعر :
تأنّ ولا تَعْجل بلوْمك صَاحباً *** لعلّ له عُذراً وأنت تَلُوم
وهذا من لطف الله بنا لان الذي يحاسب العباد انما هو رب العباد ولو ظهرت لنا السرائر لفاحات من كلا من رائحة الذنوب بل الروائح
وفي المظهر الدنيوي مأمور المؤمن ان يحسن مظهره وان يجمل شكله وجوهره حتي يكون وجهة حسنة لدينه متبع لامر ربه يقول النبي صلي الله عليه وسلم
"إن الله جميل يحب الجمال"، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وأخرجه عدد كثير من أهل الحديث. وهي ليست مجرد مقولة تقال انما قول يتبع ونهج ينتهج ،
والجمال الذي لا تصحبه مخيلة ممدوح في الإسلام، فقد أخرج أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته. وهو حديث صحيح.
ولله در القائل:
فرثاث ثوبك وانت عاصي لا يزيدك**** زلفـة عند الإله وأنت عبد مجـرم
وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن**** تخشى الإله وتتقي ما يحرم.
من هنا يتضح لنا الاتي ان المظاهر لا تخدع بل ينخدع بل من يهتم بها اما لذهاب عقله واجهله بها وان من ينخدع لها اما ان يكون صاحب ظن حسن وهو المؤمن فيحملها علي كل جميل وحسن واما ان يكون صاحب ظن سيئ فيحملها علي كل سيئ وقبيح وانما يفيض الاناء بما فيه ويهتم لاجل المظهر الديني لا الجوهر الرباني المنافق والله من ورائهم ظهير والمؤمن مأمور بان ياخذ اخاه علي مظهر الديني كما انه مأمور بان يجمل مظهره الدنيوي
بقلم:: العبد لله
وفقني الله واياكم لما فيه الخير
تعليق