فزعت كثير بعد ما أعلن عن الكشوف الانتخابية، فقد كنت قبل ظهور هذه القوائم أسمع عن صدام محتمل بين االفصائل العاملة لدين الله بعد فشل التنسيق بين الإخوان والسلفيين فى كثير من الدوائر لأسباب تجعل القلب النابض بحب هذا الدين يبكى دما بدل الدمع، ولكنِّى لن أخوض فى هذه الأسباب لا تعليقا ولا تحليللا لسببين: السبب الأول أنَّ كل ما نقل إلي من أسباب سمعته من إخوة عما دار فى كواليس المفاوضات بين الفصائل الإسلامية وأنا ما اعتدت أن أعلِّق أو أحلِّل شيئا لم أسمعه بأذنى لما قاسيته خلال السنوات الماضية من عدم تحرى كثير منهم دقَّة النقل، أما السبب الثانى فهو أن كثرة الحديث عن أسباب الخلاف تزيد الهوة وتزكِّى الشِّقاق، لذا أوثر ألا أتعرض لهذه الأسباب ولكن ما أرتده من هذا المقال هو إرسال صيحة نذير لبعض الإسلاميين الذين قرروا خوض الانتخابات البرلمانية لعام 2011 سواءا كانوا أحزاباً أو مستقلين.
أقول لهم:
1- المجلس القادم هو مجلس الدستور، بمعنى أن المجلس القادم سيكلَّف بانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، والدستور هو المواد المحكمة التى تؤسس لهوية الأمة وتوجهاتها سواءا كانت سياسية أو اجنماعية أو اقتصادية وينبثق فى إطارها بعد ذلك كل القوانين والتشريعات التى تنظم شؤون الأمة، لذا أظن أن معايير اختيار المرشح الإسلامى كانت لابد أن تخضع لضوابط احترافية أكثر بكثير مما وضعته بعض التيارات والفصائل وهذا مما اتضح بجلاء فى أسماء المرشحين المستقلين أو حتى اختيارات رؤوس القوائم، وحتى لا أُتهم بالتحامل أو السَّطحية فى الحكم فسأضرب لكم مثالا على ذلك حيث أننى من مدينة المنصورة فمرشحى التيار السلفى هناك من الضعف بمكان ويكفى فى إثبات ذلك أن أمين الحزب فى الدقهلية كلها أخ فاضل ولكنه بالمعايير الاحترافية لا يليق أن يكون ممثلا لحزب كبير كالنور فى محافظة كبيرة نشطة وحيوية كالدقهلية، وقس على ذلك أمثلة كثيرة من كل الأحزاب فى كل المحافظات.
2- أداء التيار الإسلامى ككل فى الدورة البرلمانية القادمة سيكون محطَّ أنظار العالم، وسيكتب التاريخ أسماء هؤلاء الأعضاء كأول أعضاء ينتخبوا فى مصر انتخابا نزيها منذ سقوط الخلافة إلى الآن، فهم شئنا أم أبينا سيكونوا واجهة المشروع الإسلامى فإما أن يثبتوا عمليا وليس من خلال الخطب والكلمات الرنَّانه أنَّ هذه الشريعة قابلة للتطبيق وحينها سيكونوا نواة لعودة عزِّ هذه الأمة الضائع وإما أن يكونوا سببا رئيسيا فى عودتنا سنوات إلى الوراء فحينها لن يُجهِز علينا العالمانيين والليبراليين وفقط بل سنخسر كثيرا من المتعاطفين مع المشروع الإسلامى فى أرجاء الوطن العربى، ولن يُعطِّلوا بذلك المشروع الإسلامى فى مصر فقط بل سيفسدوا على إخوانهم العاملين لدين الله فى أنحاء العالم.
3- لا يظنن إخوانى من المترشحين أن الإسلام جاء ليكون موادا دستورية - كلا - بل إن الإسلام جاء ليغير الحياة ويرتقى بالعالم من دركات الضلال إلى قمم الهدى فإذا عُلم ذلك فلماذا كل هذا الحرص من إحزاب إسلامية ومستقلين إسلاميين على التواجد فى البرلمان القادم بزعم أن هذا البرلمان هو برلمان الدستور وأن هذا التيار أو ذاك لا يمثل الإسلام الصحيح لذا فهو ليس جديرا بأن يكون هو واضع الدستور فى هذه المرحلة الفاصلة؟، لماذا لا يتفق الإسلاميين جميعا على قوائم ومستقلين يدعمهم التيار الإسلامى كله حتى وإن كانت النسبة التى يحصل عليها كل فصيل فى هذا التحالف نسبة جائرة من وجهة نظره لا تمثل قوته الحقيقية فى الشارع، ثم يكون العمل فى هذه المرحلة الفاصلة فى خطين متوازيين فريق يخوض الانتخابات ويتحمل أعباء الإعداد لها وفريق آخر يتفرغ لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة من خلال الرد على الشبهات ونشر الوعى والتركيز فى إعداد كوادر إسلامية تدير المجتمع إدارة احترافية فى المرحلة القادمة، فالواقع المر يؤكد أن كل من انخرط فى العمل السياسى يؤثر ذلك على دينه لا محالة، فبذلك يكون الإسلاميين على قسمين فرسان الميدان (السياسيين) وحرَّاس العقيدة (المصلحين).
4- إخوانى المستقلين أتفهم جيدا حرصكم الشديد على خدمة دين الله وكثير منكم بالفعل لديه من الإمكانيات والمؤهلات ما يؤهله لأن يكون ممثلا حقيقيا للأمة، ولكن أريد أن أنبهكم لأمر هام وهو أن الفكرة الحصيفة تحتاج إلى قوة بشرية تحولها إلى واقع عملى، فلماذا اخترتم أن تترشحوا مستقلين وأنتم تعلمون جيدا أن شباب التيار الإسلامى فى مجمله شباب ينتمى إلى جماعة أو شيخ وبالتالى لن يعطى صوته إلا لحزبه أو من سيختاره شيخه، فترشحكم هذا لن ينالنا منه كتيار إسلامى إلا إظهار الخلاف لمن لايفهم الفكرة الإسلامية بعمق واستخدامكم من قبل المنابر الإعلامية المغرضة للتشغيب على الناس البسطاء العوام بالتأكيد على أن الجماعات الإسلامية لا خير فيها والدليل على ذلك أن أناس من خيارهم اختاروا أن يترشحوا مستقلين عنهم وكذلك إهدار أموال فى حملات انتخابية من الممكن أن يسد هذا المال ثغرات أولى، فرجاءا إذا أردتم خوض المعترك السياسى أن تخوضوه من الدورة القادمة.
5- نداء حار إلى شباب التيار الإسلامى، إذا كان قادة العمل لم ينجحوا فى التنسيق، فاعلموا أن صوتكم أمانة سيسألكم الله تعالى عنه فلا أقل من أن تتحرَّو فيمن ستنتخبوه فإن خير من استأجرت القوى الأمين، ليكن كل واحد منكم فى هذا الأمر بالذات شيخ نفسه لا يصغى لأحد ولا يختار لاختيار أحد ولا تزكية أحد فهذه ليست مسألة فقهية ولا شرعية تحتاج إلى أهل التخصص وإنما كل ما تحتاجه هو أن تقوم بحصر لمرشحى التيار الإسلامى فى دائرتك ثم تنظر فى سيرتهم الذاتية وتختار أكثرهم ديانة وحرفية فإن الديِّن فقط لن يصلح فى هذه المرحلة الفارقة وكذلك المحترف فقط لن يصلح لهذه المرحلة.
وأخيرا يعلم الله مدى حبى لجميع إخوانى العاملين لدين الله مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم فيكفى أنهم فى هذا الزمان الصعب الملئ بالفتن اختاروا الطريق الأصعب وتحملوا الإيذاء وهجروا الراحة من أجل إعلاء كلمة الله، فأسأل الله العلى القديرأن يجزيهم خير الجزاء ويهدينى وإياهم إلى سبيل الرشاد وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يؤلف بين قلوب المسلمين.
بالله عليك إذا كنت مقتنعا بمحتوى هذه الورقة ألا تتكاسل عن نشرها فى كل مكان
أقول لهم:
1- المجلس القادم هو مجلس الدستور، بمعنى أن المجلس القادم سيكلَّف بانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، والدستور هو المواد المحكمة التى تؤسس لهوية الأمة وتوجهاتها سواءا كانت سياسية أو اجنماعية أو اقتصادية وينبثق فى إطارها بعد ذلك كل القوانين والتشريعات التى تنظم شؤون الأمة، لذا أظن أن معايير اختيار المرشح الإسلامى كانت لابد أن تخضع لضوابط احترافية أكثر بكثير مما وضعته بعض التيارات والفصائل وهذا مما اتضح بجلاء فى أسماء المرشحين المستقلين أو حتى اختيارات رؤوس القوائم، وحتى لا أُتهم بالتحامل أو السَّطحية فى الحكم فسأضرب لكم مثالا على ذلك حيث أننى من مدينة المنصورة فمرشحى التيار السلفى هناك من الضعف بمكان ويكفى فى إثبات ذلك أن أمين الحزب فى الدقهلية كلها أخ فاضل ولكنه بالمعايير الاحترافية لا يليق أن يكون ممثلا لحزب كبير كالنور فى محافظة كبيرة نشطة وحيوية كالدقهلية، وقس على ذلك أمثلة كثيرة من كل الأحزاب فى كل المحافظات.
2- أداء التيار الإسلامى ككل فى الدورة البرلمانية القادمة سيكون محطَّ أنظار العالم، وسيكتب التاريخ أسماء هؤلاء الأعضاء كأول أعضاء ينتخبوا فى مصر انتخابا نزيها منذ سقوط الخلافة إلى الآن، فهم شئنا أم أبينا سيكونوا واجهة المشروع الإسلامى فإما أن يثبتوا عمليا وليس من خلال الخطب والكلمات الرنَّانه أنَّ هذه الشريعة قابلة للتطبيق وحينها سيكونوا نواة لعودة عزِّ هذه الأمة الضائع وإما أن يكونوا سببا رئيسيا فى عودتنا سنوات إلى الوراء فحينها لن يُجهِز علينا العالمانيين والليبراليين وفقط بل سنخسر كثيرا من المتعاطفين مع المشروع الإسلامى فى أرجاء الوطن العربى، ولن يُعطِّلوا بذلك المشروع الإسلامى فى مصر فقط بل سيفسدوا على إخوانهم العاملين لدين الله فى أنحاء العالم.
3- لا يظنن إخوانى من المترشحين أن الإسلام جاء ليكون موادا دستورية - كلا - بل إن الإسلام جاء ليغير الحياة ويرتقى بالعالم من دركات الضلال إلى قمم الهدى فإذا عُلم ذلك فلماذا كل هذا الحرص من إحزاب إسلامية ومستقلين إسلاميين على التواجد فى البرلمان القادم بزعم أن هذا البرلمان هو برلمان الدستور وأن هذا التيار أو ذاك لا يمثل الإسلام الصحيح لذا فهو ليس جديرا بأن يكون هو واضع الدستور فى هذه المرحلة الفاصلة؟، لماذا لا يتفق الإسلاميين جميعا على قوائم ومستقلين يدعمهم التيار الإسلامى كله حتى وإن كانت النسبة التى يحصل عليها كل فصيل فى هذا التحالف نسبة جائرة من وجهة نظره لا تمثل قوته الحقيقية فى الشارع، ثم يكون العمل فى هذه المرحلة الفاصلة فى خطين متوازيين فريق يخوض الانتخابات ويتحمل أعباء الإعداد لها وفريق آخر يتفرغ لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة من خلال الرد على الشبهات ونشر الوعى والتركيز فى إعداد كوادر إسلامية تدير المجتمع إدارة احترافية فى المرحلة القادمة، فالواقع المر يؤكد أن كل من انخرط فى العمل السياسى يؤثر ذلك على دينه لا محالة، فبذلك يكون الإسلاميين على قسمين فرسان الميدان (السياسيين) وحرَّاس العقيدة (المصلحين).
4- إخوانى المستقلين أتفهم جيدا حرصكم الشديد على خدمة دين الله وكثير منكم بالفعل لديه من الإمكانيات والمؤهلات ما يؤهله لأن يكون ممثلا حقيقيا للأمة، ولكن أريد أن أنبهكم لأمر هام وهو أن الفكرة الحصيفة تحتاج إلى قوة بشرية تحولها إلى واقع عملى، فلماذا اخترتم أن تترشحوا مستقلين وأنتم تعلمون جيدا أن شباب التيار الإسلامى فى مجمله شباب ينتمى إلى جماعة أو شيخ وبالتالى لن يعطى صوته إلا لحزبه أو من سيختاره شيخه، فترشحكم هذا لن ينالنا منه كتيار إسلامى إلا إظهار الخلاف لمن لايفهم الفكرة الإسلامية بعمق واستخدامكم من قبل المنابر الإعلامية المغرضة للتشغيب على الناس البسطاء العوام بالتأكيد على أن الجماعات الإسلامية لا خير فيها والدليل على ذلك أن أناس من خيارهم اختاروا أن يترشحوا مستقلين عنهم وكذلك إهدار أموال فى حملات انتخابية من الممكن أن يسد هذا المال ثغرات أولى، فرجاءا إذا أردتم خوض المعترك السياسى أن تخوضوه من الدورة القادمة.
5- نداء حار إلى شباب التيار الإسلامى، إذا كان قادة العمل لم ينجحوا فى التنسيق، فاعلموا أن صوتكم أمانة سيسألكم الله تعالى عنه فلا أقل من أن تتحرَّو فيمن ستنتخبوه فإن خير من استأجرت القوى الأمين، ليكن كل واحد منكم فى هذا الأمر بالذات شيخ نفسه لا يصغى لأحد ولا يختار لاختيار أحد ولا تزكية أحد فهذه ليست مسألة فقهية ولا شرعية تحتاج إلى أهل التخصص وإنما كل ما تحتاجه هو أن تقوم بحصر لمرشحى التيار الإسلامى فى دائرتك ثم تنظر فى سيرتهم الذاتية وتختار أكثرهم ديانة وحرفية فإن الديِّن فقط لن يصلح فى هذه المرحلة الفارقة وكذلك المحترف فقط لن يصلح لهذه المرحلة.
وأخيرا يعلم الله مدى حبى لجميع إخوانى العاملين لدين الله مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم فيكفى أنهم فى هذا الزمان الصعب الملئ بالفتن اختاروا الطريق الأصعب وتحملوا الإيذاء وهجروا الراحة من أجل إعلاء كلمة الله، فأسأل الله العلى القديرأن يجزيهم خير الجزاء ويهدينى وإياهم إلى سبيل الرشاد وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يؤلف بين قلوب المسلمين.
بالله عليك إذا كنت مقتنعا بمحتوى هذه الورقة ألا تتكاسل عن نشرها فى كل مكان