بعد أن قرر كثير من علماء الدعوة السلفية المباركة خوض غمار الحياة السياسية لرفع راية الإسلام وتحكيم شرع الله ومعذرة إلى الله وجهادا في سبيله وابتغاء مرضاته وتحقيقا لما افترضه الله على المسلمين من تطبيق شرعه والتحاكم إلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأينا من العلماء الأكارم الأفاضل الأماجد الذين تربينا على أيديهم واستقينا منهم العلم والهدى من ينكر هذه المشاركة السياسية.
إن إنكار هذا الفريق من العلماء للمشاركة السياسية نابع أيضا من حبهم لهذا الدين وخوفهم على هذه الدعوة وعلى شبابها الأطهار كما أن علمائنا الذين يرون المشاركة كذلك تنبع رؤيتهم من اجتهاد يحركه الحرص على مصلحة هذا الدين ورفعته وعزه ونصره.
إننا كأهل سنة وجماعة وكأتباع للمنهج السلفي المبارك وكطلبة علم شرعي نعرف جيدا فقه الخلاف بين العلماء ونعلم جيدا أن كلا أراد الخير أخطأ من أخطأ فله أجر وأصاب من أصاب فله أجران والكل همه هو نصرة هذا الدين وتحقيق المصلحة والكل يعمل وفق ضوابط شرعية ويفتي وفق أحكام أصولية سلفية ولكن الرؤى تختلف والعقول تتفاوت ولكن الكل منضبط بهذا المنهج السلفي لا يزيغ عنه ولا يحيد وإن اختلفنا فالمرجع واحد والمنهج واحد والخلاف سائغ والكل يريد الخير.
وثمت شبهات حول المشاركة السياسية نتناولها بالتحليل والدراسة ونعرضها على الكتاب والسنة ونجنهد حسبما يسر الله في دفعها وترجيح الأقوال.
الشبهة الأولى: قالوا: إذا أردنا تحكيم شرع ربنا فإن أمريكا ومعها الغرب لن يسمحون لنا بذلك وسيتجهون إلى حصار بلادنا أو الغزو العسكري لها.
الرد:
أولا: قال تعالى:" أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" وقال تعالى:"وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وقال تعالى:"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ".
ثانيا:إن النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة وأقام دولة الإسلام لم يكن يخش قريشا ولا يهود خيبر ولا دولة الروم ولا الفرس مع أن دولة الإسلام في المدينة كانت تمثل خطرا على كل هؤلاء الدول وعلى مصالحها في الحجاز ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله ناصره على كل هؤلاء وأقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام رغم أنف هؤلاء ولم يداهنهم ولم يسع لإقامة علاقات وتحالفات معهم على حساب المنهج والعقيدة ولم يخش من بطشهم وقوتهم الجبارة وجيوشهم الجرارة وأسلحتهم المدمرة بل خرج عليه الصلاة والسلام بمجموعة صغيرة من الصحابة لا يملكون سلاحا فتاكا ولا عتادا مدمرا يطلب عير قريش ويتصدى لقوتهم الجبارة ولما وصل الأمر إلى الصدام العسكري لم يخش رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يوقن أن النصر من عند الله وحده ودخل المعركة بجيش قليل العدد ضعيف العدة قوي الإيمان واليقين والإخلاص والتوكل والاحتساب أمام جيش كثير العدد قوي العدة مدجج بالسلاح فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ومعه المسلمون.
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقتال قريش بل تعداهم إلى من هم أقوى وأشد بطشا وقوة وعدة وعتادا وهم يهود خيبر......... ولم ينتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم ليأتوا إلى المدينة ليغزونها بل خرج إليهم في عقر دارهم وحصونهم العالية الحصينة وجيوشهم الجرارة فنصره الله عليهم.
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقتال اليهود بل تعداهم إلى من هم أقوى وأشد بطشا وقوة وعدة وعتادا وهم الروم وما أدراك ما الروم حيث كانت امبراطوريتهم هي أكبر امبراطورية في العالم ولم ينتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم ليأتوا إلى المدينة ليغزونها بل خرج إليهم في عقر دارهم وأسلحتهم المتقدمة وجيوشهم الجرارة فنصره الله عليهم.
وراجعوا غزوة تبوك أو مؤتة فالعبر فيهما أكثر من أن تحصى.
ونسمع البعض يقول: "ليس من الحكمة أن أقف في وجه العدو أو أن أستفزه بتصرف يغضبه وهو أقوى مني" فنقول لهم: لقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيش مؤتة قوامه ثلاثة آلاف مسلم بسيوف غطاها الصدأ ورماح قديمة لقتال جيش الروم "أمريكا حاليا" في عقر دارهم وجيشهم قوامه مائتي ألف مقاتل ومعهم أحدث الأسلحة في العالم حينئذ!!!
ثالثا:أي كرامة وأي دين وأي إيمان إن كنا نعرض ديننا على أمريكا أولا فإن أقرته طبقناه وإن رفضته تركناه!!؟؟؟ وهل سنلقى ربنا عز وجل يوم القيامة فيسألنا عن تطبيق شرعه والتحاكم إلى كتابه فنقول له:"يا رب لقد تركنا التحاكم إلى شرعك خوفا من أمريكا"!!؟؟
الشبهة الثانية: قالوا: إن تحكيم الشرع لا يكون عن طريق الإنتخابات بل عن طريق تربية الناس على المنهج ودعوتهم إلى الله وطلب العلم حتى يصلح المجتمع كله وحينئذ يكون مجتمعا إسلاميا صالحا يريد التحاكم إلى شرع الله.
الرد:
إن التربية والتزكية والدعوة وطلب العلم من أصول وأساسيات المنهج السلفي ولا شك ولا ينافي هذا أننا إذا وجدنا طريقا لتحكيم الشريعة وإعلاء كلمه الله فإننا نسلكه لتحقيق ذلك وإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن وأننا إذا تركناها للعلمانيين وأعداء الدين فإنهم يتسلطون علينا وعلى ديننا وينشرون المنكرات والفواحش والشبهات والمناهج الباطلة بين الناس فيدمرون عقيدتهم وأخلاقهم ودينهم ويزجون بالملتزمين في السجون ويحاربون الدعوة فيضيع الناس وتضيع الدعوة ويضيع طلب العلم وتضيع التربية ولكن إذا كانت الحكومة إسلامية فإنها تنشر العلم والدعوة وتصحح عقائد الناس وعباداتهم وأخلاقهم وتحارب المنكرات والبدع والفواحش والضلالات وتأطر الناس على الحق أطرا.
وللحديث بقية مع تتمة الشبهات وتفنيدها....................
إن إنكار هذا الفريق من العلماء للمشاركة السياسية نابع أيضا من حبهم لهذا الدين وخوفهم على هذه الدعوة وعلى شبابها الأطهار كما أن علمائنا الذين يرون المشاركة كذلك تنبع رؤيتهم من اجتهاد يحركه الحرص على مصلحة هذا الدين ورفعته وعزه ونصره.
إننا كأهل سنة وجماعة وكأتباع للمنهج السلفي المبارك وكطلبة علم شرعي نعرف جيدا فقه الخلاف بين العلماء ونعلم جيدا أن كلا أراد الخير أخطأ من أخطأ فله أجر وأصاب من أصاب فله أجران والكل همه هو نصرة هذا الدين وتحقيق المصلحة والكل يعمل وفق ضوابط شرعية ويفتي وفق أحكام أصولية سلفية ولكن الرؤى تختلف والعقول تتفاوت ولكن الكل منضبط بهذا المنهج السلفي لا يزيغ عنه ولا يحيد وإن اختلفنا فالمرجع واحد والمنهج واحد والخلاف سائغ والكل يريد الخير.
وثمت شبهات حول المشاركة السياسية نتناولها بالتحليل والدراسة ونعرضها على الكتاب والسنة ونجنهد حسبما يسر الله في دفعها وترجيح الأقوال.
الشبهة الأولى: قالوا: إذا أردنا تحكيم شرع ربنا فإن أمريكا ومعها الغرب لن يسمحون لنا بذلك وسيتجهون إلى حصار بلادنا أو الغزو العسكري لها.
الرد:
أولا: قال تعالى:" أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" وقال تعالى:"وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وقال تعالى:"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ".
ثانيا:إن النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة وأقام دولة الإسلام لم يكن يخش قريشا ولا يهود خيبر ولا دولة الروم ولا الفرس مع أن دولة الإسلام في المدينة كانت تمثل خطرا على كل هؤلاء الدول وعلى مصالحها في الحجاز ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله ناصره على كل هؤلاء وأقام النبي صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام رغم أنف هؤلاء ولم يداهنهم ولم يسع لإقامة علاقات وتحالفات معهم على حساب المنهج والعقيدة ولم يخش من بطشهم وقوتهم الجبارة وجيوشهم الجرارة وأسلحتهم المدمرة بل خرج عليه الصلاة والسلام بمجموعة صغيرة من الصحابة لا يملكون سلاحا فتاكا ولا عتادا مدمرا يطلب عير قريش ويتصدى لقوتهم الجبارة ولما وصل الأمر إلى الصدام العسكري لم يخش رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يوقن أن النصر من عند الله وحده ودخل المعركة بجيش قليل العدد ضعيف العدة قوي الإيمان واليقين والإخلاص والتوكل والاحتساب أمام جيش كثير العدد قوي العدة مدجج بالسلاح فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ومعه المسلمون.
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقتال قريش بل تعداهم إلى من هم أقوى وأشد بطشا وقوة وعدة وعتادا وهم يهود خيبر......... ولم ينتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم ليأتوا إلى المدينة ليغزونها بل خرج إليهم في عقر دارهم وحصونهم العالية الحصينة وجيوشهم الجرارة فنصره الله عليهم.
ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بقتال اليهود بل تعداهم إلى من هم أقوى وأشد بطشا وقوة وعدة وعتادا وهم الروم وما أدراك ما الروم حيث كانت امبراطوريتهم هي أكبر امبراطورية في العالم ولم ينتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم ليأتوا إلى المدينة ليغزونها بل خرج إليهم في عقر دارهم وأسلحتهم المتقدمة وجيوشهم الجرارة فنصره الله عليهم.
وراجعوا غزوة تبوك أو مؤتة فالعبر فيهما أكثر من أن تحصى.
ونسمع البعض يقول: "ليس من الحكمة أن أقف في وجه العدو أو أن أستفزه بتصرف يغضبه وهو أقوى مني" فنقول لهم: لقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيش مؤتة قوامه ثلاثة آلاف مسلم بسيوف غطاها الصدأ ورماح قديمة لقتال جيش الروم "أمريكا حاليا" في عقر دارهم وجيشهم قوامه مائتي ألف مقاتل ومعهم أحدث الأسلحة في العالم حينئذ!!!
ثالثا:أي كرامة وأي دين وأي إيمان إن كنا نعرض ديننا على أمريكا أولا فإن أقرته طبقناه وإن رفضته تركناه!!؟؟؟ وهل سنلقى ربنا عز وجل يوم القيامة فيسألنا عن تطبيق شرعه والتحاكم إلى كتابه فنقول له:"يا رب لقد تركنا التحاكم إلى شرعك خوفا من أمريكا"!!؟؟
الشبهة الثانية: قالوا: إن تحكيم الشرع لا يكون عن طريق الإنتخابات بل عن طريق تربية الناس على المنهج ودعوتهم إلى الله وطلب العلم حتى يصلح المجتمع كله وحينئذ يكون مجتمعا إسلاميا صالحا يريد التحاكم إلى شرع الله.
الرد:
إن التربية والتزكية والدعوة وطلب العلم من أصول وأساسيات المنهج السلفي ولا شك ولا ينافي هذا أننا إذا وجدنا طريقا لتحكيم الشريعة وإعلاء كلمه الله فإننا نسلكه لتحقيق ذلك وإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن وأننا إذا تركناها للعلمانيين وأعداء الدين فإنهم يتسلطون علينا وعلى ديننا وينشرون المنكرات والفواحش والشبهات والمناهج الباطلة بين الناس فيدمرون عقيدتهم وأخلاقهم ودينهم ويزجون بالملتزمين في السجون ويحاربون الدعوة فيضيع الناس وتضيع الدعوة ويضيع طلب العلم وتضيع التربية ولكن إذا كانت الحكومة إسلامية فإنها تنشر العلم والدعوة وتصحح عقائد الناس وعباداتهم وأخلاقهم وتحارب المنكرات والبدع والفواحش والضلالات وتأطر الناس على الحق أطرا.
وللحديث بقية مع تتمة الشبهات وتفنيدها....................
تعليق