أموالنا تُصرف وتُهدر ولا نجعلْ منها للفقير نصيب !
الأموالُ نعمةٌ منِ الله يهبها لعبادِهِ ليتعاونُوا فيما بينهُم ,
فما أجملَ أن نُشاركَ الفقراء أموالنا
ونُعطِي ممّا أعطانا الله ,
واليوم نرى بعضَ الأشخاص يُبذّرون الأموالَ على أشياءٍ غيرَ ضرورية
و هناك من يفتحُ بها مشروعاً دونَ فائدة ..!
فهل نتوقّع أنّ هذا يُرضي الله ؟ وهل نُريدُ حقّاً أن يرضَى الله عنّا ؟
وأن يوفّقنا ويزيدنا من فضلهِ ونِعمِه ..؟
إذاً فلنعطِي .. نتصدّق .. نُساهِم فِي بناءِ مستقبل المُحتاجِين
ولنحاوِل معاً أن نقضِي على الفقرِ والبطالة
فلو أنّ كلّاً منّا جعلَ نصيباً من مالهِ للفقير
لما وُجد الفُقر وتفاقَمَ بهذا الشّكل ..!
فلننظُر بقُلوبِنا لـ لهفةِ المُحتَاج
حينَما نُعطِيهِ مبلغاً من المال وهو يرفعُ أكفّه إلى الباري بالدّعاء
وما ذاكَ إلّا لأنّ فرحةً غمرتْ قلبهُ بسبب حفنةِ مال ..!
وليكنْ هدفُنا الأسمى الذّي يدفعُنا لمساعدةِ الفقيرِ هُو طلبُ الأجرِ من الله وحده ..
ولنُخلِص نيّتنا للهِ وحدَهُ ليتقبّل الباري أعمالنا خالصةً لوجهِهِ سُبحَانه
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9
قال تعالى : {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة:245
ولنتفكّر بالسّعادة التّي نُدخلها إلى قلوبِ الفقراء والمُحتاجِين
حينمَا نمُدُّ لهُم يدّ العَون
عن عمر بن الخطاب قال : سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أيُّ الأعمالِ أفضل ؟
قال : إدخالك السّرور على مؤمنٍ أشبعتْ جوعتهُ ، أو سترتَ عورتهُ ، أو قضيتَ لهُ حاجة . رواه الطبراني " حديث حسن"
وأين الأغنياءُ وأصحاب الأموال الذّين يملكُون المشاريع والمصانع
هلْ جعلوا للعاطلينَ عن العملِ مكان ..؟!
وها نحن نرى البطالةَ قد ازدادتْ في الآونةِ الأخيرةِ بسبب عدم تشغيل الأيادي لتُشارك في العمل
ونرى الواسطةَ قدْ أصبحتْ هي الأساس الذّي يعتمدُ عليهِ صاحب رأسِ المالِ وصاحبُ المشروع
بينما الشّهادة غير معترفٍ بها ولا يُسأل عنها
فكم منْ مُحتاجٍ يبحثُ عن وظيفةٍ كي يُنفِقَ على نفسهِ وأهلهِ فلا يجدْ ..!
:
والأقرباءُ أينَ نحنُ منهُم ؟
فالأقربونَ أولى بالمعرُوف
نجدُ البعضَ يهبُ المالَ للغيرِ منْ أجلِ الشُّهرة
ولأجلِ أن يُقالُ فُلانٌ أعطى مبلغٌ من المال ( كذا وكذا ) ..!
بينما هُناكَ مَن هو مِن أهلِ بيتهِ أو قريبٌ لهُ مُحتاجٌ ولا يدري عن حالهِ ..!
فلماذا نتركُ الأقربين وبإمكانِنا أنْ نجعل من الخيرِ خيرين ومن الأجر أضعافاً ؟
فنساعدهُم بالمالِ وتكونُ صدقةً وصلةَ رحم
وبهذا تقوَى أواصر المحبّة وتُوصلُ الأرحام
قال نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم
"الصّدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرّحم اثنتان صدقةٌ و صِلَة "رواه أحمد والنسائي ." حديث صحيح . حسن"
لنُحاولُ أن نُشارِكَ الفُقراءَ والمسَاكِين ونُعطيهِمْ مِمّا أعطانَا الله وأنعَمَ علينا ,
ونُحاولُ أن نجعلَ مِن مصرُوفِنا نصيبٌ لهُم
فنجمعَهُ ونُعطِيهِ لمنْ يحتَاجُهُ .. كي يُبارِك الله بأموالِنا ويزيدَنا من فضلِه
فلا ننسَى الفقير ولا ننظر لهُ بعينِ الاحتقار .. وبعينِ الاستهزاء التّي تجرحُ مشاعِره
فهو أخونا .. بشرٌ مثلُنا .. حالهُ من حالنا , أعطانا الله وحرمهُ ..
ولو شاءَ الله لحرمنا وأعطاه !
فلنساعده عسى أن يرضى الله عنّا ويوفّقنا
وندعُو الآخرين للإنفاق ، وننصحهُم بالعطاء
حتّى تتقوّى أواصرُ المحبّة والأخوّة بينَ الجميع
وينتهي - أو على الأقلّ - يقلّ الفقر من عالمنا الذّي نعيشُ فيه
حدّثنا أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله ، أيّ الصّدقة أعظم أجرا ؟
قال : " أن تصدّق وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ تخشى الفقر ، وتأمل الغنى ،
ولا تمهل حتّى إذا بلغت الحلقوم ، قلت لفلان كذا ، ولفلان كذا
وقد كان لفلان " * " صحيح البخاري"
فلنعطي ونحن بــ قُوّتنا .. بــ غِنانا .. بــ صِحّتنا
ولـ نؤمِّن آخرتنا ونجمعُ كُنوزَ الحسنات ونبحثُ عن أبوابٍ يظلّنا فيها الله تحتَ رحمته
ونشمّ رائحة الجنّة ونحن فوق الأرض .. باشتياقنا لنعيمِ الجنّة ونحنُ نبذلُ من أجلِها نعيمَ الأرض
" وما جزاء الإحسان إلا الإحسان " وأيّ إحسانٍ أعظم من إحسان ربّ الإحسان ؟
فلنمدُّ يدّ العونِ للغيرِ قبلَ فواتِ الأوان وقبل أن نغادر ونُصبحَ تحت الثّرى
عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " إنّ الصّدقة لتُطفِئ على أهلها حرّ القُبور ،
وإنما يستظلّ المؤمنِ يومَ القِيامة في ظلّ صدقته " * " حديث حسن "
تعليق