سوف أحيا هنا . . كي يزول الألم!!
هناك من ركن بعيد . . لا يزال ينظر إلى عالمنا . . وقسماتُ وجههِ تشعُّ نوراً!!
قرر التضحيةِ بكلِّ شيء!! بل حاول العودة مكرراً للتضحية مكرراً بكلَّ شيء!!
وكيف لا؟!
وقد عاين بنفسه عاقبةَ الكرامة . . بل وكرامةَ العاقبة!!
توجه بقلبٍ خالصٍ نحو السماء!!
حين سبقت منه مهجةُ الفؤادِ نظراتِ العينِ نحوذلك العالم البعيد!!
إنه العالم الذي أضحى يدوي بصداه في وجدانه مع مطلع كل فجرٍ جديدٍ :
(إن المتقين في جنات ونهر (*) في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر)!!
لم يجد ضرورةً في إرغام نفسه على تسويغ ذل العيش؛ لمجرد الحرص على (حياة)!!
لأنه رأى في تضحيته المعنى الحقيقي (للحياة)!!
تجاوز كل حواجز الخوف!! لم يجعل نِصبَ عينيهِ سوى ما يحدوه إلى ذلك العالم!!
نال ما تمنى!!
وارتقى بالشهادة في سبيل الله!!
هانت عليه كل آلام الفراق . . بل كل آلام القتل والجراح . . تبسم حين بلغ مصدر الصدى لحدائه :
(إن المتقين في جنات ونهر (*) في مقعد صدق عند مليك مقتدر)!!
تمنى لو استطاع أن يبعث إلينا بصيحةٍ . . ولكنها ليست ككل صيحة!!
إنها خلاصة أنجح تجربة لنهاية أكرم حياةٍ فانية . . وبداية أسعد حياةٍ خالدة!!
لم يملك سوى النظر إلينا مكرراً من بعيد!! لتزداد الابتسامةُ على وجهه إشراقاً!!
وكأن لسان حاله يقول :
(عزائي أن تدفعكم كرامة شهادتي؛ لمواصلة الطريق!!)
قرر أن يحيا بروحه معنا . . رغم أن الله قد أسكنها في جوف طيرٍ خضر بالجنة!!
إلا أن ريح مسكها تذكرنا دوماً أن هناك من قرر التضحية بروحه . .
كي نحيا كراماً . . ونعيش بالعزة عيش الشرفاء!!
وكأن لسان حاله يقول لنا :
مزيداً من الشهداء . .
يزيل عنكم آلام الذل والعناء . .
فمن يلحق بي غداً . .
ليحيا معي هنا . . كي يزول الألم؟!!
تعليق