إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )



    السلام عليكم ورحمة الله


    إخوتي في الله ..

    والذي برأ الحبة وخلق النسمة إنِّي أحبكم في الله ، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ، واجعله لوجهك خالصًا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا .


    أحبتي في الله ..

    كثيرًا ما سألتكم وما يزال السؤال مطروحًا إلى الآن ، لماذا دبَّ الوهن فينا ؟ لماذا لا يعتقد أي منَّا أنه أهل لأن يمكن له ؟ لماذا انتكس من انتكس ؟ لماذا تولى من تولى ؟ لماذا صرنا إلى نقصان بعد أن كنا في زيادة ؟…. إنه داء الفتور في الالتزام .



    أخي في الله ..

    هل كنت تحفظ القرآن ثم تركت ؟!

    هل كنت تقوم الليل ثم نمت ؟!

    هل كنت ممن يطلب العلم ثم فترت ؟!

    هل كنت ممن يعمل في الدعوة ثم تكاسلت ؟!

    هذا واقع مرير يمر به كثير من شباب الأمة ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وتمام العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية .

    فكم من أعمال بدأت ولم تتم بسبب مرض الفتور !!

    وكم من أعمال بمجرد أن بدأت ماتت وانتهت ، وهي مازالت مشروعات على الأوراق !

    وكم من أناس ما زال الفتور بهم ، وتقديم التنازلات حتى وصل إلى ترك الدين بالكلية ، والبعد عن الدين بالمرة ، ونسيان الله بالجملة .

    كم من أناس هم موتى اليوم ، وهم لا يشعرون ولا يعلمون ، هل هم أحياء أم ميتون ؟!! نسأل الله أن يحيي قلوبنا .


    أحبتي في الله ..

    رسالتنا هذه تحمل اسم " الجدية في الالتزام " ، فإنَّ أكبر سبب من أسباب الفتور هو فقدان الجدية ، فأنت ترى الجدية واضحة عند كثير من المسلمين في طلب الدنيا ، فهو إذا افتتح مصنعًا أو شركة أو دكانًا أو نحو ذلك فإنه يبذل أقصى جهده ، ويستولي هذا العمل على جهده ليلاً ونهارًا ، يستولي عمله على كل قوته ، وكل تفكيره ، وكل إمكانياته ، فهو يعيش وينام لهذا العمل الدنيوي .
    أما أهل الدين ففي الخذلان والكسل والتواني والإخلاد إلى الأرض والرغبة في الدعة والراحة .



    إخوتاه ..

    إنني ـ والله ـ أتعجب من لاعبي الكرة كيف يبذلون جهدهم وطاقتهم إخلاصًا للكرة !! وهؤلاء الممثلون في إخلاصهم من أجل الشهرة ، والمطربون والمغنيين إخلاصًا للموسيقى ، ونفقد نحن هذا الإخلاص في الملتزمين بشريعة رب العالمين .
    فمن يعملون لأجل جنة عرضها السموات والأرض متكاسلون فاترون ، وللأسف الشديد إنَّ أحدنا ليستحي من لاعب كرة يتدرب ليل نهار ، ويلعب ليل نهار، من أجل حطام الدنيا الفاني ، للأسف الشديد إنَّ أي طالب في الثانوية العامة يبذل جهدًا أضعاف أضعاف أي طالب علم يطلب العلم لله ، أليس الأمر كذلك أم أنَّ هذا الكلام غير واقعي ؟!


    يا شباب الإسلام ..

    إنه واقع مر يستوجب منا وقفات ، لماذا يدب الوهن في قلوبنا ؟ لماذا تفتر سريعًا عزائمنا ؟ لماذا يولي بعضنا الأدبار عند أول صدمة ؟!!


    والجواب : لأننا أخذنا ديننا بضعف ، كانت لي محاضرة قديمة بعنوان " بين سحر الحواة ولعب الهواة ضاع الدين " ضاع الدين لأن كثيرًا من شباب المسلمين حملوا هذا الدين هواية ، كهواية جمع طوابع البريد ، وهواية المراسلة ، وهواية لعب الكرة ، فدخل الدين هواية ، ونحن نواجه ملحدين محترفين ، نواجه كفارًا محترفين ، ولا يمكن للهواة أن يقفوا في وجه هؤلاء ، فلابد ـ إخوتاه ـ من احتراف الدين .
    إنني لا أطلب منك أن تترك دراسة الهندسة ، ولا الطب ، ولا الزراعة ؛ لتطلب العلم الشرعي ، لا أطالبك بشيءٍ من هذا ، وإنما أطالبك أن تكون مهندسًا محترفًا في أعمال الهندسة وإخضاعها للدعوة إلى الله ، وخدمة الدين .
    أطالبك أن تكون طبيبًا ولكنك احترفت الطب لخدمة الدين ، أطالبك أن تكون تاجرًا ولكن عبدتّ المال لخدمة رب العالمين .

    من أنت ؟!!


    أخي في الله ..

    لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك : ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!

    هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ،
    أو .. أو ؟!

    أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!

    أجبني ـ أخي ـ الآن ، قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر ، يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .


    إني أريد أن أسألك ما هي وظيفتك عند الله ؟!!

    إن أكثرنا يعمل لحساب نفسه ، ونسي الله الذي خلقه ، ما هي وظيفتك في خدام الله ؟! إن قلت لي : لا شيء . فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ، فإن لم يكن لك وظيفة عند ربك فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ، فإنما قيمة العبد عند الله حين يعظم العبد الله ، فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله في قلبك فأبدًا لا تطيق ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .



    أخي الحبيب ..

    لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ، لا تقل : كنت وكان وسوف ، فإنها حبائل الشيطان ، بل سل نفسك بصدق وفي

    الحال : من أنا عند الله ؟!

    فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟! فإن تسرب إليك هاتف من يأس فذكرها بالله الرحيم ، فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ، فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ، وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .

    وإن كنت على خير فإياك أولا أن تغتر أو تعجب ، بل سل نفسك حينئذٍ : أين شكر النعم ؟! وهل ما أنا فيه استدراج ؟ ومدار النجاة في أن تكون دائمًا في زيادة ، فإن كنت في نقصان فهنا البلية الكبرى ، لأنَّ الموت قد يفجأك على هذه الحالة ، ومازلت أنت تذكر ليلة قمتها ، ويوم بعيد صمته ، وتركن على أعمال هزيلة لا تغني عنك من الله شيئًا ، فما عساك تصنع حينها ؟


    قال ابن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبته ، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له .


    أخي ..
    أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ، والعمل كثير ، فإلى متى النكوص والفتور والتواني والكسل ، إلى متى هجران الطاعات ؟ وترك المندوبات ؟ بل قل : ترك الواجبات ، وآكد الفرائض المحتمات ، واستمراء المعاصي والسيئات ، والاجتراء على الوقوع في المهلكات .

    إلى متى ؟! إلى متى ؟


    يا نفس : بالله أجيبيني !! مادمت تعرفين أنَّك لا تساوين شيئًا عند الله ، وأنَّك رضيت بالهوان فآثرت نعيمًا فانيًا ، وزهدت في جنات خالدة ، أما تنظرين إلى من ساروا في هذا الدرب كيف فتنوا ؟ كيف ذلوا وصغروا ؟ كيف شقوا فما والله سعدوا ؟
    ثمَّ بعد ذلك إلى الردى تريدين !!


    لا .. لا لن أنصت لحديثك مرة أخرى . بل سأبدأ من اللحظة ، سأبدأ في الحال صفحة جديدة في عمري لا شعار لي فيها إلا الجدية في الالتزام .

    ومن هنا البداية ، فاعرف اولًا من أين أوتيت ؟ وكيف قهرت جيوش النفس والشيطان حصون قلبك فأردتك ، ضع يدك في يدي ، وتعال نعمل سويًا لأجل رضا ربنا ، حتى نصل بإذن الله إلى الجنة.

    الشيخ
    محمد حسين يعقوب


    يتبع ان شاء الله

    أسباب ضعف الالتزام






  • #2
    رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

    بصراحة ما أحوجنا لتجدبد التزامنا
    لازم نعمله تحديث update لأنه expire
    جزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

      بارك الله فيك يا اخي كلام يحي قلب من مات قلبه
      ]سبحان وبحمده سبحان الله لعظيم

      تعليق


      • #4
        رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

        جزاك الله خيرا
        وفقك الله لإستكمال الموضوع
        أحبك في الله
        قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

        تعليق


        • #5
          رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

          المشاركة الأصلية بواسطة محمدعبدالجواد مشاهدة المشاركة
          بصراحة ما أحوجنا لتجدبد التزامنا
          لازم نعمله تحديث update لأنه expire
          جزاكم الله خيرا
          جزاك الله خيرا أخي محمد على مرورك الطيب

          المرجو ترجمة الكلمات الانجليزية بالاسبانية او العربية

          ليتم تحديث فهمي لها

          أحبك في الله


          المشاركة الأصلية بواسطة سامي خالد السلفي مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك يا اخي كلام يحي قلب من مات قلبه

          وفيك بارك الله أخي الحبيب

          أسأل الله ان يحيي قلوبنا



          المشاركة الأصلية بواسطة follow his steps to win مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا

          وفقك الله لإستكمال الموضوع
          أحبك في الله

          أحبك الله الذي أحببتني فيه

          أخي الحبيب هشام

          بارك الله فيك ونفع بك

          واثابك الفردوس الأعلى

          تعليق


          • #6
            رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

            المشاركة الأصلية بواسطة رضوان المغربي مشاهدة المشاركة










            أحبك الله الذي أحببتني فيه

            أخي الحبيب هشام

            بارك الله فيك ونفع بك

            واثابك الفردوس الأعلى

            ربنا يبارك في حضرتك ويوفقك
            أخوك في الله إبراهيم
            قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

            تعليق


            • #7
              رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )



              عفوا أخي ابراهيم

              أسأل الله أن يبارك فيك وينفع بك

              تعليق


              • #8
                رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                السلام عليكم

                بارك الله فيكم ونفع بكم


                تعليق


                • #9
                  رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                  أسباب ضعف الالتزام


                  إخوتاه


                  ما هي الأسباب وراء ضعف الالتزام ؟




                  السبب الأول: عدم الجدية في أخذ الدين .

                  فإننا لم نأخذ هذا الدين في الأصل بجد ، بل دخلنا فيه هوى وهواية ، وكثيرًا جدًا ما أطالبكم بأن يراجع كل منا نفسه ، فيبدأ بسبب التزامه الأول ، تدري عندما أصرخ فيمن لا يصلي لماذا لا تصلي ؟

                  أحتاج ـ أيضًا ـ أن أوجه صرخة أخرى لمعاشر المصلين وأنتم

                  لماذا تصلون ؟



                  نعم لماذا تصلي ؟!




                  نعم يا من أعفيت لحيتك لماذا أعفيتها ؟



                  لماذا ـ أخي ـ قصرت ثوبك ؟!

                  لماذا تركت أشرطة الأغاني وأقبلت على سماع القرآن ؟!

                  لماذا خلا بيتك من الدش والفيديو والتليفزيون ؟ لماذا ؟!!


                  لماذا اقتنيت مصحفًا ؟

                  لماذا بدأت تقرأ القرآن ؟

                  لماذا تحفظ القرآن ؟

                  لماذا تحضر دروس العلم ؟

                  لماذا لا تصاحب إلا مؤمنًا ؟

                  ….لماذا .. لماذا ؟


                  إن لم يكن كل هذا لله فإنه مردود عليك ، فيضمحل ويتلاشى ويتواري ويعود كأن لم يكن .


                  قال تعالى : " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا " [ الفرقان / 23 ]


                  لابد أن نمحص نياتنا على جمرات الإخلاص ، ارجع إلى البدايات الأولى ، اتهم نيتك ، فكثير منا التزم الدين في ظروف غير طبيعية قد تكون دفعته أو اضطرته إلى الالتزام ، وبعضنا ـ ولله الحمد ـ التزم لله مخلصًا ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ، لكن ارجع وصحح نيتك فهذه هو الأصل .


                  وهذه هديتي اليك

                  مقطع مؤثر للشيخ خالد الراشد
                  http://www.youtube.com/watch?v=uGun2...eature=related




                  يتبع ان شاء الله


                  السبب الثاني : الترف
                  التعديل الأخير تم بواسطة رضوان المغربي; الساعة 18-10-2011, 02:57 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                    المشاركة الأصلية بواسطة احمد شبل راجى رضا الله مشاهدة المشاركة
                    السلام عليكم

                    بارك الله فيكم ونفع بكم

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                    وفيكم بارك الله أخي أحمد

                    زجزاك الله خيرا على مرورك الطيب

                    أسأل الله أن ينفع بك

                    تعليق


                    • #11
                      رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                      بارك الله فيك اخى
                      - قصه قصيرة -
                      فتاه ملتزمه داخل جامعة
                      الان على منتدى الطريق الى الله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                        المشاركة الأصلية بواسطة رضوان المغربي مشاهدة المشاركة


                        عفوا أخي ابراهيم

                        لاعليك أخي

                        أسأل الله أن يبارك فيك وينفع بك

                        ولك بمثله إن شاء الله

                        قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                        تعليق


                        • #13
                          رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )



                          السبب الثاني : الترف


                          والترف مفسد أي مفسد ، إذ يتعلق قلب صاحبه بالدنيا ، وللأسف الشديد إنَّ أكثر الأمة اليوم يعيش ترفًا غريبًا عجيبًا دخيلاً علينا .

                          فالفقراء يحاولون أن يفتعلوا الترف ، ولو في بعض الأشياء ، تجده لا يجد إلا قوته الضروري ولكنه يقتطع منه من أجل أن يقتني المحمول ، ويشتري أفخر الأثاث ، ويشتري أحدث الأجهزة ، ليشتري الدش فيدخل الفساد على أهله ويقره في بيته دياثة ، وهذا يقتطع من قوت أطفاله لكي يصيّف هنا أو هناك ، والقائمة طويلة تعرفونها جيدًا ، وإلى الله المشتكى .


                          ترف وللأسف الشديد أمر يخجل ، فلأجل الله يشح ويبخل ، ويقدم لك الاعتذارات لضيق الوقت وضيق ذات اليد و … و… الخ لكن للدنيا وللشهوات يحارب ويدبر ويفكر .


                          إنه التنافس على الدنيا ، وكأنه لو لم يحصل هذه الأمور سيعيش في الضنك ، وسيبلغ به الحرج المدى ، ولا والله فما الزيادة في الدنيا إلا زيادة في الخسران .

                          يصاب بالبطر والكبر ، ويصبح ماله نقمة عليه في الآخرة فيصرخ يوم القيامة : " مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ " [ الحاقة /28-37]


                          والفقير يحلق دينه بالحقد والحسد ، ناهيك عمَّن يتكبر وهو معوز فيدخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر "[1] .

                          فرجل كبير السن يزني ، وملك يكذب على رعيته ولا يحتاج لذلك فإذا كذب غش ، فهنا ـ كما يقول العلماء ـ ضعف الداعي ، وتم الفعل ، فعظم الوزر.


                          إنها عقوبة تروع قلب أي مسلم ألا يكلمه الله ، انظر لكعب بن مالك لما خاصمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كادت روحه تزهق ، تفكر في حالك ولو أتيت من تحب فوجدته معرضًا عنك أو خاصمك كيف تكون حينها ؟! ألا تشعر أنَّ الدنيا اسودت في وجهك ، ويحل بك من الضيق والحزن ما يقطع قلبك ، فما بالك أن يقاطعك الله ،

                          لا يكلمك

                          لا ينظر إليك

                          يعرض عنك

                          لا يزكيك

                          هذا أشد من عذاب جهنم عند الموقنين المحبين الموحدين .


                          والثالث : عائل أي فقير وهو مع هذا مستكبر ، فأن يطغى الغني بالمال هذا أمر معروف قال تعالى : " إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى " [ العلق /6-7 ] لكن فقير يتكبر فلماذا ـ يا عبد الله ـ ؟ !! وكذلك فقير مترف هذا شيء يبغضه الله تعالى .


                          إخوتاه ..

                          ولا شك أنَّ الترف أفسد أبناءنا ، فوجدنا فينا من يتفاخر يقول : أنا لا أجعل ابني في احتياج إلى شيء أبدًا فأنا ألبي له جميع طلباته ورغباته .

                          ومثل هذا يظن أنه أحسن إلى ولده ، وأنا أعرف أنَّ العاطفة لها دخل كبير في هذا ، بل من لا يستطيع أن يفعل ذلك يظل مهمومًا بهذه الرغبات من الأولاد والتي لا يستطيع أن يلبيها لهم ، والحقيقة أنَّ هذا ليس من التربية في شيء ، فأنت بذلك تفسد الولد ، إننا نفتقد الحكمة في التربية ، نفتقد التربية الإيمانية الصحيحة لأولادنا .

                          لماذا لا تربي ولدك منذ البداية على أن يتعلق بالله ، فإذا طلب شيئًا مفيدًا ولم تستطع أن تجيبه فقل له : هيا يا بني نصلي ركعتين وندعو الله فيهما ، فإنَّ الله هو الرزاق ، وهو ربنا المدبر لأمورنا ، فإذا لم يمنحنا المال الذي أستطيع به أن آتيك بما تريد ، فاعلم أنَّ هذا ليس مفيدًا لنا الآن ؛ لأنَّ الله صرفه عنَّا .

                          فتعلمه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " [2]

                          وليس من التربية أن تلبي جميع متطلبات أولادك فينشأ الواحد منهم عبد شهواته، كلما تاقت نفسه إلى شيء طلبه فإنَّه إن لم يجده سيسرق ويزنى ويخون من أجل أن يحقق ما يشتهي .


                          إن لابنك حقًا أعظم من الدنيا ، وهو أن تعلمه كيف ينجو من النار ، اللهم نجنا وأولادنا من النار . قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون " [التحريم / 6 ]


                          إخوتاه ..

                          نحتاج إلى صفات " الرجولة " ، والرجل الحق لا يعرف الترف .

                          قال عمر : اخشوشنوا فإنَّ النعمة لا تدوم .

                          وقالت العرب قديما : وعند الصباح يحمد القوم السُّري [3] .


                          قال الشاعر :

                          ليسَ أمرُ المرءِ سهلاً كله *** إِنَّما الأمـرُ سهـولٌ وحزونْ
                          ربما قـرَّتْ عيونٌ بشجى *** مُرْمضٍ قد سخنتْ عنه عيونْ
                          تطلبُ الراحةَ في دارِ العنا *** خابَ من يطلبُ شيئاً لا يكونْ


                          أيها الأحبة في الله ..

                          موقف لطيف جرى بين عالمين جليلين ، فقد اجتمع يومًا ابن حزم الأندلسي الفقيه الظاهري مع أبي الوليد الباجي الفقيه المالكي، وجرت بينهما مناظرة سنة 440 من الهجرة ، فلما انقضت المناظرة قال أبو الوليد الباجي لابن حزم : تعذرني فإن أكثر مطالعاتي كانت على سرج الحراس .

                          فأبو الوليد الباجي كان فقيرًا لا يجد مالاً ، لا يجد مصباحًا في بيته ، فاعتذر لابن حزم لأن قراءته ومذاكرته وطلبه للعلم كان على مصابيح الحراس ، فالحراس كانوا يمشون في الليل بمشاعل لحماية البلاد من اللصوص ، فكان هو يسير وراءهم يقرأ في الكتاب ، ويذاكر على ضوء مصابيح الحراس .

                          سبحان الله العظيم !! وهذا بقي بن مخلد المحدث المشهور صاحب المسند ، وهو أكبر من مسند الإمام أحمد بن حنبل ، الشاهد قال لتلاميذه يومًا : أنتم تطلبون العلم !!

                          إنني كنت أطلب العلم فلا أجد ما أتقوت به فأجمع من على المزابل أوراق الكرنب الخضراء لآكلها ، وأتعشى بها ، حتى أتي اليوم الذي بعت فيه سراويلي من أجل أن أشتري أوراقًا أكتب بها ، وجلست بلا سراويل .

                          قال ياقوت الحموى : فالغني أضيع لطلب العلم من الفقر .


                          وقال بعض المحققين : كثرة المال وطيب العيش تسد مسالك العلم إلى النفوس ، فلا تتجه النفوس إلى العلم مع الترف غالبًا ، فإن الغني قد يسهل اللهو ويفتح بابه ، وإذا انفتح باب اللهو سد باب النور والمعرفة ، فلذائذ الحياة وكثرتها تطمس نور القلب ، وتعمي البصيرة ، وتذهب بنعمة الإدراك ، أما الفقير وإن شغله طلب القوت ، فقد سدت عنه أبواب اللهو ، فأشرقت النفس ، وانبثق نور الهداية والله الموفق والمستعان .


                          إخوتاه ..

                          هذه هي القضية أن الترف مفسد ، وكثرة المال تلهى ، فاللهم أعطنا ما يكفينا ، وعافنا مما يطغينا .
                          وللأسف الشديد الناس في هذا الزمان لا يطلبون ما يكفيهم ، بل يطلبون ما يطغيهم ، لا يكتفون بما يرضيهم بل يطلبون ما يعليهم .
                          انظر لطلبة العلم الآن ، فأكثرهم لم يختم القرآن حفظًا ، والحفاظ أصبحوا ندرة ، فإذا سئلت لماذا لم تحفظ القرآن ؟!! فالجواب عادة : لأنني لا أجد الوقت .
                          لماذا ـ أخي ـ لا وقت عندك ، لأنك تضيعه في طلب الدنيا أو طلب شهوات النفس ، أليس لله حق في وقتك ، فاتقِِ الله . ولا حول ولا قوة إلا بالله


                          يتبع ان شاء الله

                          السبب الثالث : رواسب الجاهلية


                          تعليق


                          • #14
                            رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            جزاك الله كل خير أخي الحبيب رضوان

                            سامحني اين أنا من هذا الموضوع المهم والقيم جداً

                            بالفعل عوائق متواجدة دائماً

                            ونحن بحاجة لدراستها

                            حتى نتخطاها ونجدد إلتزامنا مع الله

                            ومتابع بإذن الله

                            بارك الله فيك أخي الحبيب


                            قال الحسن البصري - رحمه الله :
                            استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                            [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                            تعليق


                            • #15
                              رد: عوائق في طريق الملتزمين...؟؟؟ (متجدد ان شاء الله )



                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                              جزاك الله خيرا أخي الحبيب

                              أبو المعالي

                              على مرورك الطيب

                              أسأل الله أن يبارك فيك وينفع بك

                              أحبك في الله



                              تعليق

                              يعمل...
                              X