آفات السان !!
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:
إن اللسان من نعم الله تعالى على الإنسان ،ومن أرخى له العنان وأفسح له المجال فقد انتهج مسالك الشيطان وساقه إلى جرف هاو ، ومن أحكم السان وقيده بلجام الشرع والحكمة والتبصير فلا ينطق إلا بما يرضي الله تعالى فقد سار في طريق السداد والرشاد.
ومع صغر حجم هذا العضو إلا أنه ربما يكون سبب في شقاء صاحبه وتعاسته في الدنيا والآخرة ؛ولما لا وقد سأل معاذ بن جبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أنؤاخذ بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم.
لذا وجب علينا أن نحفظ ألسنتنا حتى لا نكون من أصحاب الفئة التى أطاعت شهواتها وعصت ربها فقال عنها :
(( يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ))
فها هو أبو بكر الصديق (( رضي الله عنه )) يشير إلى لسانه ويقول :
(( هذا الذي أوردني الموارد )) .
وقال عبد الله بن مسعود :
(( والله الذي لا إله إلا هو ما شىء أحوج إلى طول السجن من اللسان )) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه رواه الترمذي وغيره هكذا.
فمن حَسُنَ إسلامُه ترك ما لا يعنيه من المحرمات أو المشتبهات والمكروهات وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها فهذا كله لا يعني من كمل إسلامه وبلغ إلى درجة الإحسان وهو أن يعبد الله تعالى كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه.
وخرج الترمذي وابن ماجه من حديث أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله عز وجل.
ولهذا قال بعض العارفين إذا تكلمت فاذكر سمع الله لك وإذا سكت فاذكر نظره إليك.
وقد وقعت الإشارة في القرآن العظيم إلى هذا المعنى في مواضع كقوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
وخرج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال توفى رجل من أصحابه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو
لا تدري فلعله تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا يغنيه.
لا تدري فلعله تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا يغنيه.
ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إني مطاع في قومي فما آمرهم قال له مرهم بإفشاء السلام وقلة الكلام إلا فيما يعنيهم.
نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا وأ يجنبنا فضول الكلام.
أخوكم فارس الإسلام
:)
:)
تعليق