( أيكم زادته هذه إيمانا ) (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال تعالى :{ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }
قال العلامة السعدي رحمه الله : إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها، فيبين لهم من معاني القرآن وجلالته واتفاقه، وعدم اختلافه وتناقضه، وما يدعو إليه من معرفة الله وخوفه ورجائه، وأحوال الجزاء، فيحدث لهم بذلك من تفاصيل الإيمان، ما لا يعبر عنه اللسان..
===========================
قلت لتكن منهم يا رحمك الله .. لتكن من أولئك الأشراف الأطهار .. أولئك الذين زكى الله قلوبهم وأحياها وطهرها .. أولئك الذين عقلوا المعاني فعلموا لماذا أنزل الله الكتب ..
إخوتي وأحبابي إن الله تبارك وتعالى أخبرنا أنه عندما تتلى آياته فإن الناس ينقسمون عند السماع إلى فريقين .. ألم تسمع قول الله : {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } ..
فالذين آمنوا إذا ما تليت عليهم الآيات تعمل فيهم فتقشعر جلودهم وتخشع قلوبهم ولما لا وإلى مثل هذا وجههم ربهم وأرشدهم إن الله قال ومن أصدق من الله حديثا وهو يعاتب أهل الإيمان عتابا رقيقا : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ...}
فالذين آمنوا تخشع قلوبهم لذكر الله تبارك وتعالى .. والخشوع يارعاك الله أصله كما قال ابن رجب : لين القلب ورقته وخضوعه وإنكساره وحرقته ..
فتلين قلوب أهل الإيمان وتوجل وتخضع وتنكسر وتحترق على ما وقع منها من مخالفة لأمر الله قبل عند سماع آيات الله تبارك وتعالى ...
ولما كان هذا شأنهم فإنهم تنطلق منهم كلمة الطاعة والاستجــــابة دونما خيرة من أمرهم فتسهل عليهم وقد حكى الله مثل هذا في أخر سورة البقرة فارجع إليه ....
وقال الله تبارك وتعالى أيضا : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}..
ومما يحسن ذكره بعد سمـــاع هذا .. هذا الموقف الرائع والتطبيقي وإن كانت المواقف أكثر من أن تعد أو تحصر ...
قال أبو غده رحمه الله : قال عبد الرحمن بن مهدى تلميذه : كنا فى جنازه فسألته عن مسأله فغلط فيها , فقلت له وأنا يومئذ حدث : أصلحك الله ليس هكذا , القول فيها كذا وكذا فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : ( صدقت يا غلام إذا أرجع إلى قولك وأنا صاغر , فلأن أكون ذنباً فى الحق أحب إلى من أن أكون رأساً فى الباطل ) ..
لن أطنب أكثر من هذا ولنا وقفة أخرى في الموضوع ذاته مع القسم الآخر خشية أن أثقل على حضراتكم
والحمد لله رب العالمين
عمرو بن صـــــــــالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال تعالى :{ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }
قال العلامة السعدي رحمه الله : إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها، فيبين لهم من معاني القرآن وجلالته واتفاقه، وعدم اختلافه وتناقضه، وما يدعو إليه من معرفة الله وخوفه ورجائه، وأحوال الجزاء، فيحدث لهم بذلك من تفاصيل الإيمان، ما لا يعبر عنه اللسان..
===========================
قلت لتكن منهم يا رحمك الله .. لتكن من أولئك الأشراف الأطهار .. أولئك الذين زكى الله قلوبهم وأحياها وطهرها .. أولئك الذين عقلوا المعاني فعلموا لماذا أنزل الله الكتب ..
إخوتي وأحبابي إن الله تبارك وتعالى أخبرنا أنه عندما تتلى آياته فإن الناس ينقسمون عند السماع إلى فريقين .. ألم تسمع قول الله : {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } ..
فالذين آمنوا إذا ما تليت عليهم الآيات تعمل فيهم فتقشعر جلودهم وتخشع قلوبهم ولما لا وإلى مثل هذا وجههم ربهم وأرشدهم إن الله قال ومن أصدق من الله حديثا وهو يعاتب أهل الإيمان عتابا رقيقا : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ...}
فالذين آمنوا تخشع قلوبهم لذكر الله تبارك وتعالى .. والخشوع يارعاك الله أصله كما قال ابن رجب : لين القلب ورقته وخضوعه وإنكساره وحرقته ..
فتلين قلوب أهل الإيمان وتوجل وتخضع وتنكسر وتحترق على ما وقع منها من مخالفة لأمر الله قبل عند سماع آيات الله تبارك وتعالى ...
ولما كان هذا شأنهم فإنهم تنطلق منهم كلمة الطاعة والاستجــــابة دونما خيرة من أمرهم فتسهل عليهم وقد حكى الله مثل هذا في أخر سورة البقرة فارجع إليه ....
وقال الله تبارك وتعالى أيضا : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}..
ومما يحسن ذكره بعد سمـــاع هذا .. هذا الموقف الرائع والتطبيقي وإن كانت المواقف أكثر من أن تعد أو تحصر ...
قال أبو غده رحمه الله : قال عبد الرحمن بن مهدى تلميذه : كنا فى جنازه فسألته عن مسأله فغلط فيها , فقلت له وأنا يومئذ حدث : أصلحك الله ليس هكذا , القول فيها كذا وكذا فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : ( صدقت يا غلام إذا أرجع إلى قولك وأنا صاغر , فلأن أكون ذنباً فى الحق أحب إلى من أن أكون رأساً فى الباطل ) ..
لن أطنب أكثر من هذا ولنا وقفة أخرى في الموضوع ذاته مع القسم الآخر خشية أن أثقل على حضراتكم
والحمد لله رب العالمين
عمرو بن صـــــــــالح
تعليق