لـمـاذا يـا نفــس؟
· إذا شعرت بالسعة في الرزق أصابك الزهو والغرور والاستعلاء على الناس وحب التبذير في المال على ملذات الحياة؟ ونسيتي أيام فقرك وحاجتك وبغضك للمتكبرين المغرورين المتعالين على الناس، وحب الاقتصاد في النفقة والمسارعة لمساعدة المحتاجين المكروبين؟
لـمـاذا يـا نفــس؟
· إذا اصابك الخوف لجأت إلى الله وذرفتي دموع الخوف والرجاء والرهبة، وعاهدت نفسك على التوبة الصادقة؟ وإذا أصابك الأمن فرطت في جنب الله، ونسيتي ما كان من عهود؟!!!
لـمـاذا يـا نفــس؟
· إذا خالطت الصالحين علت همتك وسهل عليك القيام بالطاعات، وإذا انفردت بحالك دنت همتك وهانت عليك المعاصي التي كنت تستعظمي الوقوع فيها يوماً والله مطلع عليك؟
لـمـاذا يـا نفــس؟
· إذا خالطت الغافلين التمست لنفسك الأعذار في السكوت عن منكرهم؛ تأليفاً لقلوبهم، فإذا ما فارقتيهم وجهت سهام اللوم لحالك على عدم قيامك بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بعدما عاينت بنفسك كم كان تأثرك بمنكرهم، وأن غبار غفلتهم قد أصاب منك القلب في مقتل ؟!
لـمـاذا يـا نفــس؟
· إذا سافرت منفردة؛ ألقيت عن كاهلك الكثير من الالتزامات والواجبات بحجة اختلاف عادات الشعوب والمجتمعات، وأنه من المستحيل العيش بنفس النمط الذي كنت عليه في مجتمعك!! فإذا بك تنسلخين رويداً رويداً من كل قناعاتك، فإذا ما عدت وأيقنت أن هذه الأبام قد ضاعت من عمرك في غير طاعة، بل وربما في الكثير من الغفلات والمعاصي، استدركت أنه كان ينبغي عليك أن تكوني داعية إلى الله على كل حال، مهما اختلف بك الزمان والمكان!!
لـمـاذا يـا نفــس؟
· تودعين كل يوم مفارقاً لهذه الحياة، ولا تفكرين في اليوم الذي سيودعك فيه الناس كمفارقة لهذه الحياة، فتحسنين القول وتتقنين العمل قبل فوات الأوان؟!
لـمـاذا يـا أبا مهند القمري؟
· لا زلت توجه نصائحك للناس، وأنت فيك ما فيك من القصور والعيوب والتفريط في حق الله، أما كانت كل هذه النصائح أولى في حقك، قبل ما توجهها لغيرك من الناس؟!
فهذه تنهيدة نفس أحببت أن أشارك فيها إخواني
الذين أفرطوا في إحسان الظن بأخيهم
عساهم أن يدعو له بالهداية والاستقامة على أمر الله
أسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة
تعليق