لو استعرَضْنا تاريخ البشرية لَوَجَدْناه زاخراً بألوان الطرائف والنكات والضحكات، بل وحتى المؤلَّفات التي أُلِّفَتْ في ذلك، ولا يُمكن بحال من الأحوال أن تجدَ إنساناً مُتكاملاً لا يكون للطرفة محلٌّ من حياته، بل ولا تجد شخصاً سوياً يُنكر على الناس ضَحِكَهم ومرحهم إذا لم يتجاوز الأمر حدود "المعقول".
وأستخلص من كلمة المعقول: الذوق العام، واحترام الناس وهيئاتهم، والكذب والمبالغة فيه.
وأخرج من هذا المعقول لترتفع لما هو أشد منه وأعظم "الدِّين".
كان المنافقون على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد النبوة، عهد الرسالة، الجدِّيَّة، يُمارسون هِوايتهم اللذيذة في لَمْزِ صحابة خير المرسلين، فقالوا: (ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء).
ولما سئلوا، برروا موقفهم بـ: "يا رسول الله، إنما كُنَّا نخوض ونلعب"!
وهم ما وَصَلُوا لهذه المرحلة إلا بعد أن مردتْ نُفُوسهم على النفاق والتمادي، واستسهال ما لا تحتمله القلوبُ المؤمنةُ، كما أنهم في هذا الموضع لم يقربوا القرآن ولا التشريع، ولكن أشخاص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ومع ذلك جُعل الاستهزاءُ بمَن يُمَثِّل هذا الدِّين الحق "دِيناً" وعقيدة، يحذر منه الموحدون، ويحسبون له ألف حساب.
وعند اكتشافِهم للتَّقصير من البعض لَم يكلفوا بالدُّخول في نوايا الناس، والطعن في أمانتهم، وإنَّما الحُكم عليهم بِظَواهِرِهم، وسرائرُهم مُوَكَّلَةٌ لخالِقها، ويردون أمرهم في تقصيرهم بالأمانة لمن يأخذ بِحَقِّهم منهم، أو يرد عليهم ويُعيدهم إلى صَوابِهم.
واليوم التاريخ يعيد نفسه، بالمنهج نفسه والأسلوب نفسه، ولكن بتعدُّد المسميات في قالب واحد: "الاستهزاء"، "الكوميديا"، "الهمز واللمز"، وإن شئتم على قول أحدهم: "ممازحة"!
ثم يأتي مَن يُبَرِّر لهؤلاء، ويستحسن فعالهم، باسم الحق والإصلاح، والواقع، وإظهار الحقائق! في استِغْفال أو تغافُل واضح لعُقول الناس.
فلم نَعُدْ نَدْري أهُمْ يُريدون إِصْلاحاً اجتماعياً أم إصلاحاً شعائرياً؛ لِلَّحْيَة والثوب؟ أم هو التخبُّط؟
خلْطٌ عجيبٌ بين الحق والباطل، وحقٌّ يُراد به باطل، ودخول في نوايا الناس، واتِّهامهم بالفساد وصناعة الإرهاب... وغيرها!
ثُم يتحدثون عن الإصلاح، الذي هم أحوج الناس إليه في تلك الرسائل التي بين أيديهم والتي تمثلها منابرهم أياً كانتْ، وقد صَدَق القائلُ: "رَمَتْني بدائِها وانْسَلَّتْ"!
قال تعالى في حقِّ بعض عبادِه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11، 12].
وإذا ضُيِّق عليهم الخناقُ، وأُفْحِمُوا بالحجج، قالوا بموضة تاريخية، وكرروا النغمة: "إصلاحاً" نريد، "إظهار الحق للناس"، "حُرِّيَّة تعبير"، تَتَعَدَّد الأعذارُ، وقبح الفعل واحد.
مرحباً بالنقد والإصلاح إذا ثبت أنه يُمَثِّل النقد بطُرقِه الصحيحة، أمَّا أن يكون استخفافاً بالعقول واستهزاءً بالدِّين وشعائره، وتمريراً لأهداف، وتخبطاً يُضحَك على أصحابه منه قبل أن يضحكوا على العقول، كالذي يحدث اليوم.. فلا!.
وإن أبيتم فأقول:
استهزئوا، وتمادَوا، واخلطوا، وأَضْحِكُوا الناس، وإن شئتم اعتذروا، لكن الخشية عليكم عندما يُصبح اعتذارُكم في يومٍ لا ينفع فيه الندَم، من النوع الذي قال الله تعالى فيه على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66].
نشر بصحيفة سبق الإلكترونية -08-2011
أشهد الله أنى احبكم فى الله يا إخوانى و أسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب فى ظله يوم لا ظل إلا ظله يا ذا الجلال و الإكرام هذا و ما كان من توفيق فمن الله واحده و ما كان من خطئاً او سهواً او نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء و أعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة ثم يرم به فى جهنم ثم أعوذ به أن اذكركم به و انساه و جزاكم الله خيراً على حسن قراءتكم للموضوع و أسأل الله أن ينفع به كل من قرأه و ارجو ممن قرأه أن ينشره على قدر إستطاعته لكى تعم الفائدة و له الأجر و الثواب ففى الحديث الصحيح قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " من دعا إلى هدى فله أجره و أجر كل من تبعه و من دعا إلى ضلالة فله وزرهم و ووزر كل من تبعه إلى يوم القيامة " أو كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
{من بركة العلم أن تذكر أهله}
منقول
وأستخلص من كلمة المعقول: الذوق العام، واحترام الناس وهيئاتهم، والكذب والمبالغة فيه.
وأخرج من هذا المعقول لترتفع لما هو أشد منه وأعظم "الدِّين".
كان المنافقون على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد النبوة، عهد الرسالة، الجدِّيَّة، يُمارسون هِوايتهم اللذيذة في لَمْزِ صحابة خير المرسلين، فقالوا: (ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء).
ولما سئلوا، برروا موقفهم بـ: "يا رسول الله، إنما كُنَّا نخوض ونلعب"!
وهم ما وَصَلُوا لهذه المرحلة إلا بعد أن مردتْ نُفُوسهم على النفاق والتمادي، واستسهال ما لا تحتمله القلوبُ المؤمنةُ، كما أنهم في هذا الموضع لم يقربوا القرآن ولا التشريع، ولكن أشخاص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ومع ذلك جُعل الاستهزاءُ بمَن يُمَثِّل هذا الدِّين الحق "دِيناً" وعقيدة، يحذر منه الموحدون، ويحسبون له ألف حساب.
وعند اكتشافِهم للتَّقصير من البعض لَم يكلفوا بالدُّخول في نوايا الناس، والطعن في أمانتهم، وإنَّما الحُكم عليهم بِظَواهِرِهم، وسرائرُهم مُوَكَّلَةٌ لخالِقها، ويردون أمرهم في تقصيرهم بالأمانة لمن يأخذ بِحَقِّهم منهم، أو يرد عليهم ويُعيدهم إلى صَوابِهم.
واليوم التاريخ يعيد نفسه، بالمنهج نفسه والأسلوب نفسه، ولكن بتعدُّد المسميات في قالب واحد: "الاستهزاء"، "الكوميديا"، "الهمز واللمز"، وإن شئتم على قول أحدهم: "ممازحة"!
ثم يأتي مَن يُبَرِّر لهؤلاء، ويستحسن فعالهم، باسم الحق والإصلاح، والواقع، وإظهار الحقائق! في استِغْفال أو تغافُل واضح لعُقول الناس.
فلم نَعُدْ نَدْري أهُمْ يُريدون إِصْلاحاً اجتماعياً أم إصلاحاً شعائرياً؛ لِلَّحْيَة والثوب؟ أم هو التخبُّط؟
خلْطٌ عجيبٌ بين الحق والباطل، وحقٌّ يُراد به باطل، ودخول في نوايا الناس، واتِّهامهم بالفساد وصناعة الإرهاب... وغيرها!
ثُم يتحدثون عن الإصلاح، الذي هم أحوج الناس إليه في تلك الرسائل التي بين أيديهم والتي تمثلها منابرهم أياً كانتْ، وقد صَدَق القائلُ: "رَمَتْني بدائِها وانْسَلَّتْ"!
قال تعالى في حقِّ بعض عبادِه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11، 12].
وإذا ضُيِّق عليهم الخناقُ، وأُفْحِمُوا بالحجج، قالوا بموضة تاريخية، وكرروا النغمة: "إصلاحاً" نريد، "إظهار الحق للناس"، "حُرِّيَّة تعبير"، تَتَعَدَّد الأعذارُ، وقبح الفعل واحد.
مرحباً بالنقد والإصلاح إذا ثبت أنه يُمَثِّل النقد بطُرقِه الصحيحة، أمَّا أن يكون استخفافاً بالعقول واستهزاءً بالدِّين وشعائره، وتمريراً لأهداف، وتخبطاً يُضحَك على أصحابه منه قبل أن يضحكوا على العقول، كالذي يحدث اليوم.. فلا!.
وإن أبيتم فأقول:
استهزئوا، وتمادَوا، واخلطوا، وأَضْحِكُوا الناس، وإن شئتم اعتذروا، لكن الخشية عليكم عندما يُصبح اعتذارُكم في يومٍ لا ينفع فيه الندَم، من النوع الذي قال الله تعالى فيه على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66].
نشر بصحيفة سبق الإلكترونية -08-2011
أشهد الله أنى احبكم فى الله يا إخوانى و أسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب فى ظله يوم لا ظل إلا ظله يا ذا الجلال و الإكرام هذا و ما كان من توفيق فمن الله واحده و ما كان من خطئاً او سهواً او نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء و أعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة ثم يرم به فى جهنم ثم أعوذ به أن اذكركم به و انساه و جزاكم الله خيراً على حسن قراءتكم للموضوع و أسأل الله أن ينفع به كل من قرأه و ارجو ممن قرأه أن ينشره على قدر إستطاعته لكى تعم الفائدة و له الأجر و الثواب ففى الحديث الصحيح قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " من دعا إلى هدى فله أجره و أجر كل من تبعه و من دعا إلى ضلالة فله وزرهم و ووزر كل من تبعه إلى يوم القيامة " أو كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
{من بركة العلم أن تذكر أهله}
منقول
تعليق