السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى
ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أحدا ,
فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ,
و أشهد أن محمد عبده ورسوله ما أعظمه عبدا وسيدا ,
وأكرمه أصلا ومحتدا , و أبهره صدرا وموردا , وأطهره مضجعا ومولدا ,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه غيوث الندى وليوث العدى,
صلاة وسلاما دائمين من اليوم إلي أن يبعث الناس غدا .
وبعد ،،
قال تعالى
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} سورة الزلزلة
استوقفتني هذه الآية فأخذت أفكر في معناها
ثم استوقفنى حديث " الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "
والحديث وإن ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله
إلا أن معناه صحيح كما ذكر الشيخ بن العثيمين رحمه الله تعالى فقال " هذا حديث مشهور: (الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) هذا لا شك أن معناه صحيح، " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ " [البقرة:111] يتمنون هذا، فالإنسان الذي يتبع نفسه هواها ويتمنى على الله الأماني ليس بكيِّس" ا.هـ .
ثم استوقفتنى كلمات الإمام الحسن البصري رحمه الله قال " رحم الله عبداً وقف عند همّه يحاسب فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل "
ثم استوقفنى شئ ما
ألا وهو
حساب الأرباح والخسائر
في المحاسبة المالية المادية
هناك حساب يسمى حساب الأرباح والخسائر
وهو مكون من طرفين أو جزئين
الطرف الأول " منه "
والطرف الثاني " له "
الطرف الأول " منه" ، يسجل فيه الخسائر والمصروفات والتعويضات المدفوعة ، والتأمينات ، و الاجور والضرائب ..... إلخ
الطرف الثاني " له " يسجل فيه الإيرادات والمكاسب والفوائد الدائنة والخصومات المكتسبة ..... إلخ
ثم بعد ذلك يظهر إما صافي ربح إذا كان الطرف الثاني مجموعه أكبر من الطرف الأول
وإما صافي خسارة إذا كان العكس .
لكن ترى ما علاقة حساب الأرباح والخسائر بما أقول ؟؟
إن له علاقة وطيدة ، فلنسأل أنفسنا
لماذا لا نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا وفي علاقتنا بربنا جل وعلا
نفتح حساب أرباح وخسائر حقيقي
وليكن حساب يومي
ليس المراد منه تقرير الربح أو الخسارة
إذ أن العمل الصالح لا يعلم الإنسان أتقبله الله أم لا
لكن المقصود هو مراقبة ومحاسبة النفس
نفتح حساب من جانبين
جانب عليها أي النفس ، وجانب لها .
جانب عليها
نسجل فيه الزلات والجنيات والمعاصي والذنوب والسيئات ، الغيبة والنميمة ، السب ، الحقد ، الحسد ، الكبر ، العجب ، عدم إخلاص العمل ...... إلخ .
مع تذكر عظيم نعم الله علينا ، ورحمته بنا ، وأنه يقدر علينا ، وأنه يقدر أن يأخذنا بذنوبنا ولا يمهلنا ، وأنه يمهل ولا يهمل ، وأن الله سخر لنا الكون وجعل لنا الارض ذلولا والسماء بناء وأخرج لنا من الثمرات رزق لنا لعلنا نتقي الله جل وعلا .
وجانب لها
نسجل فيه الطاعات ، والحسنات ، والإخلاص ، والمسارعة في الخيرات ، وحب الخير للناس ، وصفاء ونقاء السريرة ، وسماحة الصدر ، وخدمة دين الله جل وعلا ، والصدقات ، والصلوات ، وتلاوة القرآن تدبرا وتفكرا وحفظا ........ إلخ
لنقف على حقيقة أنفسنا
فإن وجدنا خيراً فلنحمد الله
وإن وجدنا غير ذلك فلا نلوم إلا أنفسنا ، ولنجدد التوبة والأوبة
ونستغفر الله فيما مضي ليغفر لنا فيما بقي
ولنتذكر أن عمر بن الخطاب وهو من هو
هو أمير المؤمنين، وصاحب النبي الأمين، وهو المحدث والملهم، وهو الذي زكاه النبي صلى الله عليه وسلم في علمه ودينه
إلى غير ذلك مما ذكره النبي صلى الله ليه وسلم في فضل عمر
لنتذكر في يوم الحديبية حين ذهب لرسول الله ويقول له يا رسول الله ألسنا على الحق ........ الحديث، وكلكم تعرفونه
فيقول عمر "فعملت لذلك أعمالا"
يا الله ، لمجرد أنه ذهب للنبي ليستفسر منه ثم ذهب لأبي بكر ليستفسر منه ذات الاستفسار
يقول "فعملت لذلك أعمالا"
إذا كان هذا ما يقول عمر
فماذا نقول نحن ؟؟
وإذا كان هذا ما فعله عمر
فما نفعل نحن ؟؟
يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل
فتأهبى يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل
قرن الفناء بنا جميعا فما يبقى العزيز ولا الذليل
شكوت نفسي والإله يسمعني ... رجوت عفوا ومن غير ربي يرحمني
ضاقت بي نفسي وضقت بها ... ومن لي سواك من غوايتها يعصمني
فاهد غريبا ضل في الدرب ... واغفر بجودك ذنوبا باتت تؤرقني
واعف بحلمك عمن نفسه غرته ... وبسترك يا ذا المن فاسترني
استغر الله العظيم وأتوب إليه
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى
ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أحدا ,
فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ,
و أشهد أن محمد عبده ورسوله ما أعظمه عبدا وسيدا ,
وأكرمه أصلا ومحتدا , و أبهره صدرا وموردا , وأطهره مضجعا ومولدا ,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه غيوث الندى وليوث العدى,
صلاة وسلاما دائمين من اليوم إلي أن يبعث الناس غدا .
وبعد ،،
قال تعالى
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} سورة الزلزلة
استوقفتني هذه الآية فأخذت أفكر في معناها
ثم استوقفنى حديث " الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "
والحديث وإن ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله
إلا أن معناه صحيح كما ذكر الشيخ بن العثيمين رحمه الله تعالى فقال " هذا حديث مشهور: (الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) هذا لا شك أن معناه صحيح، " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ " [البقرة:111] يتمنون هذا، فالإنسان الذي يتبع نفسه هواها ويتمنى على الله الأماني ليس بكيِّس" ا.هـ .
ثم استوقفتنى كلمات الإمام الحسن البصري رحمه الله قال " رحم الله عبداً وقف عند همّه يحاسب فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل "
ثم استوقفنى شئ ما
ألا وهو
حساب الأرباح والخسائر
في المحاسبة المالية المادية
هناك حساب يسمى حساب الأرباح والخسائر
وهو مكون من طرفين أو جزئين
الطرف الأول " منه "
والطرف الثاني " له "
الطرف الأول " منه" ، يسجل فيه الخسائر والمصروفات والتعويضات المدفوعة ، والتأمينات ، و الاجور والضرائب ..... إلخ
الطرف الثاني " له " يسجل فيه الإيرادات والمكاسب والفوائد الدائنة والخصومات المكتسبة ..... إلخ
ثم بعد ذلك يظهر إما صافي ربح إذا كان الطرف الثاني مجموعه أكبر من الطرف الأول
وإما صافي خسارة إذا كان العكس .
لكن ترى ما علاقة حساب الأرباح والخسائر بما أقول ؟؟
إن له علاقة وطيدة ، فلنسأل أنفسنا
لماذا لا نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا وفي علاقتنا بربنا جل وعلا
نفتح حساب أرباح وخسائر حقيقي
وليكن حساب يومي
ليس المراد منه تقرير الربح أو الخسارة
إذ أن العمل الصالح لا يعلم الإنسان أتقبله الله أم لا
لكن المقصود هو مراقبة ومحاسبة النفس
نفتح حساب من جانبين
جانب عليها أي النفس ، وجانب لها .
جانب عليها
نسجل فيه الزلات والجنيات والمعاصي والذنوب والسيئات ، الغيبة والنميمة ، السب ، الحقد ، الحسد ، الكبر ، العجب ، عدم إخلاص العمل ...... إلخ .
مع تذكر عظيم نعم الله علينا ، ورحمته بنا ، وأنه يقدر علينا ، وأنه يقدر أن يأخذنا بذنوبنا ولا يمهلنا ، وأنه يمهل ولا يهمل ، وأن الله سخر لنا الكون وجعل لنا الارض ذلولا والسماء بناء وأخرج لنا من الثمرات رزق لنا لعلنا نتقي الله جل وعلا .
وجانب لها
نسجل فيه الطاعات ، والحسنات ، والإخلاص ، والمسارعة في الخيرات ، وحب الخير للناس ، وصفاء ونقاء السريرة ، وسماحة الصدر ، وخدمة دين الله جل وعلا ، والصدقات ، والصلوات ، وتلاوة القرآن تدبرا وتفكرا وحفظا ........ إلخ
لنقف على حقيقة أنفسنا
فإن وجدنا خيراً فلنحمد الله
وإن وجدنا غير ذلك فلا نلوم إلا أنفسنا ، ولنجدد التوبة والأوبة
ونستغفر الله فيما مضي ليغفر لنا فيما بقي
ولنتذكر أن عمر بن الخطاب وهو من هو
هو أمير المؤمنين، وصاحب النبي الأمين، وهو المحدث والملهم، وهو الذي زكاه النبي صلى الله عليه وسلم في علمه ودينه
إلى غير ذلك مما ذكره النبي صلى الله ليه وسلم في فضل عمر
لنتذكر في يوم الحديبية حين ذهب لرسول الله ويقول له يا رسول الله ألسنا على الحق ........ الحديث، وكلكم تعرفونه
فيقول عمر "فعملت لذلك أعمالا"
يا الله ، لمجرد أنه ذهب للنبي ليستفسر منه ثم ذهب لأبي بكر ليستفسر منه ذات الاستفسار
يقول "فعملت لذلك أعمالا"
إذا كان هذا ما يقول عمر
فماذا نقول نحن ؟؟
وإذا كان هذا ما فعله عمر
فما نفعل نحن ؟؟
يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل
فتأهبى يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل
قرن الفناء بنا جميعا فما يبقى العزيز ولا الذليل
شكوت نفسي والإله يسمعني ... رجوت عفوا ومن غير ربي يرحمني
ضاقت بي نفسي وضقت بها ... ومن لي سواك من غوايتها يعصمني
فاهد غريبا ضل في الدرب ... واغفر بجودك ذنوبا باتت تؤرقني
واعف بحلمك عمن نفسه غرته ... وبسترك يا ذا المن فاسترني
استغر الله العظيم وأتوب إليه
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
كتبه المعتز بالله العلي الفقير لجوده الجلي
كريم أبو القمصان
كريم أبو القمصان
تعليق