كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!
. . الحلقة (14) . .
صيانة التوحيد
كنت أظن . .
ولا زلت أظن، بل وأعتقدأن كل من تلفظ بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وكفر بما يُعبد من دون الله، وأقامَ الصلاة وآتى الزكاة وصامَ رمضان، وحجَّ البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ فقد دخل في دين الله (الإسلام) وله ما للمسلمين من حقوق، وعليه ما عليهم من واجبات!!
ولكني اكتشفت. .
أن الشيطان الرجيم ما كان ليترك العباد ينجون منه بسلامة دينهم، ويموتون على توحيدهم، دون أن يحاول وسعه الزيغ بهم عن صراط الله المستقيم، من خلال اختلاق شتى أنواع الشرك الظاهر والباطن؛ كي يخدش التوحيد في قلوبهم، حتى يفقدهم هذه النعمة التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض!!
فاكتشفت من عوام المسلمين . . من نطق بالشهادتين، ولكن الشيطان أغواه فذبح لغير الله!! وطاف بغير بيت الله (كالأضرحة)!! ودعا غير الله(كالأولياء)!! ونذر لغير الله(للأولياء)!! ورجى النفع من غير الله (من الأولياء)!! واعتقد أن هناك من يدفع عنه الضر سوى الله(كالأولياء)!!واعتقد وجود أقطاب تتحكم في هذا الكون مع الله (من الأولياء)!!
واكتشفت من خواص المسلمين . . من نطق بالشهادتين، ولكن الشيطان استدرجه للاعتقاد بأن الديمقراطية من الإسلام، وليس فيها ما يخالف دين الله!! وأن الحكم للشعب وليس لله!! وأنه لا فرق بين السنة والشيعة!! وهذه الأمور كلها تقدح في عقيدة التوحيد الصافية النقية!!
فقررت. .
أن أحيا حياتي بالتوحيد الكامل لله رب العالمين، بعد أن أتعلم أصوله وشروطه ونواقضه من أهل العلم الثقات، كما أمرني الله تعالى في قوله : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) فجعل الله تعالى العلم قبل القول والعمل!!
وأن أحرص دوماً على صيانة توحيدي من الشيطان الرجيم، من خلال الوقوف على ما في النظريات المخالفة لمنهج الإسلام من بطلان، مستنداً في كل ما يتعلق بعقيدتي إلى العلم النافع من مصادره الموثوقة، المتمثلة في (الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح) لا أن أتكل على مجرد النطق بشهادة التوحيد، ثم أترك للشيطان المجال رحباً؛ كي يصول ويجول في قلبي وعقلي، بما يشوب توحيدي واعتقادي من شوائب الشرك والكفر التي امتزجت بها العديد من نظريات العلمانيين والمستشرقين والدخلاء!!
فالله قد جعل التوحيد وحده مناط النجاة في الآخرة، فهل بوسع أي صادق في طلب تلك النجاة؛ التهاون في أمره أو التفريط في صيانته؟!
فوثقوا القلوب عباد الله بتوحيدكم لله وحده، وابذلوا مهجكم دوماً في سبيل صيانة هذا التوحيد، حيث به فقط تكون لكم النجاة!!
تابعوا . .
محبكم
أبو مهند القمري
تعليق