ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أنَّه رأى في القاعة الشماليَّة (بقصر رئاسة الجمهوريَّة السوريَّة) مكتوباً على جدرانها الخشبيَّة المزيَّنة:
حفظ التاريخ في طيَّاته * اسم من شادوا على العدل الدُول
ولقد أنبأ عمَّن ظلموا * فجرى ذكرهم مجرى المثل!
وقد ذكر ذلك في تحقيقه لـ(رسالة المسترشدين للمحاسبي، ص:128).
فقلت في نفسي: أيا سبحان الله!
ألم يقرأ بشار الأسد ( الرجل المثقف الطبيب قبل أن يكون رئيساً هذا الكلام!!)
وإنني لأعجب مِمَّن لا يزال يناقش في مجالسه الخاصَّة مدافعاً عن النظام السوري، الذي يفتك بأرواح الأبرياء من الشيوخ والنساء والشباب الأعزل وحتَّى الأطفال ...والذي فعل بشعبه ونكَّل بهم كما يفعل العدو اليهودي بالشعب الفلسطيني ...
وأستغرب من المدافعين عن هذا النظام الذين يقولون:ما يجري فيها مجرد أيادي خفية تحركها الماسونية والصهيونية... مع أنَّهم صفقوا للثورة في مصر ، وتونس، واليمن، وغيرها ...
بل لربما أزرى أولئك المدافعين عن النظام السوري على أولئك الشباب الذين خرجوا يطلبون الحرية والكرامة والعزة بعد قمع دام عقوداً من الزمن.
وسر دفاعهم عن ذلك النظام : أنَّ النظام السوري ( نظام ممانعة يحمي المقاومة!) ...
ألا ساءت هذه الفكرة!!
فهل يُعقل أن تحتضن دولة (ما) المقاومة في مكان فيها ، ويحق لها بعد ذلك لتنفرد بقتل وسحق شعبها الذي يبتغي الحرية والكرامة؟!!
إنَّ المقاومة كما أنَّها تريد الحريَّة والكرامة لنفسها، فإنَّ الشعب السوري يريد الحرية والكرامة لنفسه بعد حكمه لأكثر من أربعة عقود بحكم الحديد والنار، وبحكم لا يمت للدين الإسلامي بصلة، ولا للديموقراطية كذلك بصلة إلا إن كان بِصِلَةِ (البصلة)...!!
فما فرق النظام السوري الذي يقتل الأحرار عن اعتداءات الكيان اليهودي على المسلمين المتظاهرين ضدَّ احتلالهم !!!
أقول بكل مرارة: إنَّ أكبر مشكلة عند بعض الإسلاميين حينما يقدَّم بعضهم المصالح الحزبيَّة أو الفئويَّة على مصلحة الأمَّة الإسلاميَّة أو مصلحة الشعب الذي عاش الضيم والضنك ، وبدأ يتحرر من جلاده، فبدلاً من أن ندعو لهم، نتحدث عنهم وكأنَّهم أصحاب فتنة....
وما درى أولئك الذين يقولون عن النظام السوري أنَّه نظام الممانعة بأنَّه من من أكبر حماة الكيان اليهودي المغتصب لأراضينا في فلسطين، وإنَّ العدو اليهودي كذلك يضع يده على صدره يرقب الأحداث ويكتم على نفسه، خشية من سقوط هذا النظام السوري المتعفن...
ولنا أن نستغرب كذلك من سكوت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمريكا لمدة ثلاثة أشهر على المجازر التي يقترفها النظام السوري، وهذا إن دلَّ فإنَّما يدل على تراخيهم عن قمع النظام السوري، ويبدو أنَّهم يرون مصلحة وجوده أفضل وأولى من مصلحة زواله....
• باحث وداعية فلسطيني، رئيس تحرير المركز العربي للدراسات والأبحاث.
حفظ التاريخ في طيَّاته * اسم من شادوا على العدل الدُول
ولقد أنبأ عمَّن ظلموا * فجرى ذكرهم مجرى المثل!
وقد ذكر ذلك في تحقيقه لـ(رسالة المسترشدين للمحاسبي، ص:128).
فقلت في نفسي: أيا سبحان الله!
ألم يقرأ بشار الأسد ( الرجل المثقف الطبيب قبل أن يكون رئيساً هذا الكلام!!)
وإنني لأعجب مِمَّن لا يزال يناقش في مجالسه الخاصَّة مدافعاً عن النظام السوري، الذي يفتك بأرواح الأبرياء من الشيوخ والنساء والشباب الأعزل وحتَّى الأطفال ...والذي فعل بشعبه ونكَّل بهم كما يفعل العدو اليهودي بالشعب الفلسطيني ...
وأستغرب من المدافعين عن هذا النظام الذين يقولون:ما يجري فيها مجرد أيادي خفية تحركها الماسونية والصهيونية... مع أنَّهم صفقوا للثورة في مصر ، وتونس، واليمن، وغيرها ...
بل لربما أزرى أولئك المدافعين عن النظام السوري على أولئك الشباب الذين خرجوا يطلبون الحرية والكرامة والعزة بعد قمع دام عقوداً من الزمن.
وسر دفاعهم عن ذلك النظام : أنَّ النظام السوري ( نظام ممانعة يحمي المقاومة!) ...
ألا ساءت هذه الفكرة!!
فهل يُعقل أن تحتضن دولة (ما) المقاومة في مكان فيها ، ويحق لها بعد ذلك لتنفرد بقتل وسحق شعبها الذي يبتغي الحرية والكرامة؟!!
إنَّ المقاومة كما أنَّها تريد الحريَّة والكرامة لنفسها، فإنَّ الشعب السوري يريد الحرية والكرامة لنفسه بعد حكمه لأكثر من أربعة عقود بحكم الحديد والنار، وبحكم لا يمت للدين الإسلامي بصلة، ولا للديموقراطية كذلك بصلة إلا إن كان بِصِلَةِ (البصلة)...!!
فما فرق النظام السوري الذي يقتل الأحرار عن اعتداءات الكيان اليهودي على المسلمين المتظاهرين ضدَّ احتلالهم !!!
أقول بكل مرارة: إنَّ أكبر مشكلة عند بعض الإسلاميين حينما يقدَّم بعضهم المصالح الحزبيَّة أو الفئويَّة على مصلحة الأمَّة الإسلاميَّة أو مصلحة الشعب الذي عاش الضيم والضنك ، وبدأ يتحرر من جلاده، فبدلاً من أن ندعو لهم، نتحدث عنهم وكأنَّهم أصحاب فتنة....
وما درى أولئك الذين يقولون عن النظام السوري أنَّه نظام الممانعة بأنَّه من من أكبر حماة الكيان اليهودي المغتصب لأراضينا في فلسطين، وإنَّ العدو اليهودي كذلك يضع يده على صدره يرقب الأحداث ويكتم على نفسه، خشية من سقوط هذا النظام السوري المتعفن...
ولنا أن نستغرب كذلك من سكوت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمريكا لمدة ثلاثة أشهر على المجازر التي يقترفها النظام السوري، وهذا إن دلَّ فإنَّما يدل على تراخيهم عن قمع النظام السوري، ويبدو أنَّهم يرون مصلحة وجوده أفضل وأولى من مصلحة زواله....
• باحث وداعية فلسطيني، رئيس تحرير المركز العربي للدراسات والأبحاث.
تعليق