بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وإنتظرنا بإذن الله
(وإلزم الإستغفار وذكر الملك والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم )
ما تنساش
ثم اما بعد:
فإخوتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فإخوتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إخوتاه ..................
غير خفي علينا أنه يعيش المسلمون هذه الأيام في أماكن شتى أيامًا عصيبة ومصائب كبيرة، فما إن يندمل جرح من جسد الأمة الإسلامية إلا وتُصاب بجرح آخر قد يكون أعظم مما سبق، وهذا ما يشهده الواقع اليوم من تطورات كبيرة في مراحل الصراع بين الأمة وأعدائها، في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من بلاد الله تعالى.
وفي كثير من هذه المراحل لا يملك الكثير من المسلمين ـ سواء ممن يعيشون في قلب الحدث كما يقال أو ممن هم بعيدون عنه بأجسادهم ولكن مع إخوانهم بقلوبهم ـ إلا الصبر والدعاء، إلى أن يمنَّ جل وتعالى بفرج من عنده.
(اللهم عجًل بهذا النصر وإستعملنا ولا تستبدلنا يارب )
(اللهم عجًل بهذا النصر وإستعملنا ولا تستبدلنا يارب )
أيها المسلمون، هذه بعض القواعد المهمة في هذا الباب، لعلّها تكون عونًا لنا في الصبر والتسلية وفي رفع الغمّة بإذن الله:
قواعد هامة لكل الأمة لرفع الغُمة بإذن الله
القاعدة الأولى:
أن يعلم المؤمن أن كل ما يحصل في هذا الكون من حوادث وصراعات فهو بقضاء الله وقدره وبعلمه وإرادته ومشيئته
لا يخرج شيء من ذلك
كما قال الملك سبحانه: إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر
وأنه سبحانه قدّر ذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
فلن تموت نفسٌ قبل أجلها المحدّد لها
لا يخرج شيء من ذلك
كما قال الملك سبحانه: إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر
وأنه سبحانه قدّر ذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
فلن تموت نفسٌ قبل أجلها المحدّد لها
كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)) رواه مسلم.
فإذا علم المؤمن ذلك وآمن به انشرحت نفسه ولم يجزع أو يتسخّط
ورضي بقضاء الله وقدره، وانشغل بعبادة ربّه وتحصيل معاشه بنفسٍ مطمئنة
عكس من لم يؤمن بذلك، فتجد الهلع والخوف قد استولى على قلبه
فلا يجد للحياة طعمًا، بل يصل به الأمر إلى الوفاة أو محاولة قتل النفس للتخلُّص من الحالة التي يعيشها.
ورضي بقضاء الله وقدره، وانشغل بعبادة ربّه وتحصيل معاشه بنفسٍ مطمئنة
عكس من لم يؤمن بذلك، فتجد الهلع والخوف قد استولى على قلبه
فلا يجد للحياة طعمًا، بل يصل به الأمر إلى الوفاة أو محاولة قتل النفس للتخلُّص من الحالة التي يعيشها.
القاعدة الثانية:
أن الصراع والاختلاف سُنّة ربّانية ماضية
وهذا الصراع قد يكون بين أهل الحق وأهل الباطل
وهو صراع دائم ومستمر، ولن ينتهي إلا عندما يترك أهل الإسلام دينهم
كما قال سبحانه: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُم إن استطاعوا.
وقد يكون الصراع أيضًا بين أهل الحق أنفسهم، أو بين أهل الباطل أنفسهم، نتيجة الاختلاف في المواقف أو الأطماع.
والشواهد من التاريخ على ذلك كثيرة في الماضي والحاضر
وخير شاهد ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
والله سبحانه قد يولِّي بعض الظالمين بعضًا ويكون في ذلك الخير والفرج للمؤمنين
كما قال سبحانه: وَكَذَلِكَ نوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون؛
ولهذا ينبغي للمؤمن أن لا يستغرب حدوث مثل هذه الصراعات والأزمات
بل يؤمن أنها سُنّة جارية.
وهذا الصراع قد يكون بين أهل الحق وأهل الباطل
وهو صراع دائم ومستمر، ولن ينتهي إلا عندما يترك أهل الإسلام دينهم
كما قال سبحانه: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُم إن استطاعوا.
وقد يكون الصراع أيضًا بين أهل الحق أنفسهم، أو بين أهل الباطل أنفسهم، نتيجة الاختلاف في المواقف أو الأطماع.
والشواهد من التاريخ على ذلك كثيرة في الماضي والحاضر
وخير شاهد ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
والله سبحانه قد يولِّي بعض الظالمين بعضًا ويكون في ذلك الخير والفرج للمؤمنين
كما قال سبحانه: وَكَذَلِكَ نوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون؛
ولهذا ينبغي للمؤمن أن لا يستغرب حدوث مثل هذه الصراعات والأزمات
بل يؤمن أنها سُنّة جارية.
القاعدة الثالثة:
أن ما أصاب المؤمنين من تسلُّط الأعداء عليهم وتقتيلهم وهدم بيوتهم وتهجيرهم من ديارهم قد يكون بسبب أنفسهم
كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم.
وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم لما هُزموا في معركة أُحد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تساءلوا فيما بينهم عن سبب الهزيمة
فأنزل الله سبحانه قوله: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم
كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم.
وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم لما هُزموا في معركة أُحد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تساءلوا فيما بينهم عن سبب الهزيمة
فأنزل الله سبحانه قوله: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم
وكان الذنب الذي بسببه هُزموا هو مخالفة الرُّماة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونزولهم من الجبل
فعلينا أن نحذر من الذنوب والمعاصي، فهي سبب الهزيمة والضعف والوهن
ولن ننتصر على عدونا الخارجي إلا إذا انتصرنا على عدونا الداخلي وغيَّرنا من حالنا وأقبلنا على طاعة ربنا
إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم.
ولن ننتصر على عدونا الخارجي إلا إذا انتصرنا على عدونا الداخلي وغيَّرنا من حالنا وأقبلنا على طاعة ربنا
إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم.
القاعدة الرابعة:
من أعظم ما يجب على المؤمن التوكلُ على الله في الرخاء والشدة
واللُّجوء إليه عند المحن والأزمات
وطلب الفرج منه، فهو الناصر والمعين
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه
والثقة بنصره وعدم الخوف من كثرة العدو وقوته
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم.
واللُّجوء إليه عند المحن والأزمات
وطلب الفرج منه، فهو الناصر والمعين
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه
والثقة بنصره وعدم الخوف من كثرة العدو وقوته
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم.
ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم خير برهان
فهو لم ينتصر في معاركه الكثيرة مع الكفار بكثرة جيشه وأسلحته
ومن كان الله معه فليبشر بالنصر والتمكين
إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون.
فهو لم ينتصر في معاركه الكثيرة مع الكفار بكثرة جيشه وأسلحته
ومن كان الله معه فليبشر بالنصر والتمكين
إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون.
وإنتظرنا بإذن الله
(وإلزم الإستغفار وذكر الملك والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم )
ما تنساش
تعليق