بسم الله الرحمن الرحيم
آيات كادت تقتلني
بقلم
عمرو محمد صالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :صليت المغرب فسمعت الإمام يقرأ بعض الآيات التي كاد قلبي أن يطير لما فكرت في معناها ... وهي قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [ فاطر : 15_18] .
يا الله يا لها من آيات لمن يعيش معانيها .. ويفهم مقاصدها .. نعم ما غرك أيها الإنسان .. ما الذي يجعلك تسير بهذا الكبر .. وتتكلم بهذه اللغة .. ألست أنت الفقير المسكين الذي إذا أصابك وجع يسير في ضرسك أو في شيء من جسمك لا تنام وتظل تصيح وجعا .. أين قوتك ؟؟ .. أين كبريائك .. يا الله يا غني يا حميد سبحانك كم أمهلتني وقد رأيتني وأنا أعصيك بنعمك .. وأتجرأ على عصيانك على أرض قد بسطها لي ومهدتها من أجلي .. وتحت سماء سبحانك أنت رافعها بلا عمد .. ما أغرني من إنسان عاجز .. لو شئت ربي أهلكتني ولن يجيرني من دونك أحد .. لو شئت ربي منعت عني الطعام والشراب والكسوة ولن يرزقني من دونك أحد .. لو شئت ربي فضحتني ولن يسترني من دونك أحد ... سبحانك يا ستير يا كريم ....
· أين أنت من نفسك أيها الإنسان
لما سمعت قول الله : { وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } كادت هذه الآية أن تقتلني ... سبحان الله أنا الذي أطالع عيوب غير .. وأجلس يومي أحكم على غيري ... أين أنا من نفسي ..
كنا صغارًا نسمع من الآباء كلمة ( أنت حر ) فترى على وجه أحدنا من شحوبة اللون من الخوف ...
فكأني بهذه الآية تقول أيها الإنسان إن تبت ورجعت وأصلحت نفسك فهذا من أجلك أنت لا من أجل أحد أخر ... فلن ينفعك أحد بين يدي الله .. والله سيتبرأ منك كل أتباعك وكل من اتبعت ... سيفرون منك ولن ينفعوك ... فأصلح نفسك وراقبها وتوقف معها ... فإنه (لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) كل أحبابك الذين تخليت من أجلهم عن بعض مبادئك هم أول من سيفر منك ويجري .. حتى أبوك وأمك .. حتى أخوك وصاحبتك .. وكذلك أنت أيتها الأخت يا من تخليت عن حجابك من أجل الشاب الفلاني والله سيجري منك ولن ينفعك بل سيتبرأ منك بين يدي الله .. وتقفين أمام الله فريدة وحيدة ليس بينك وبينه ترجمان ...
· فهلا قدمنا لأنفسنا ...
التوبة إلى الله يا شباب ... آن والله أوانها وحان حينها وجاء وقتها ... قبل ألا توبة ولا عودة ولا كرة ... آن أن تترك الكلام في الحرام والسعي في الإجرام وملازمة الآثام ... آن أن تكسر شريحة الهاتف التي عليها رقم الفتاة التي تدعوك إلى المعصية ... آن وقت ارتداء الحجاب والتشبه بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ... آن وقت التخلص من سماع الأغاني وشرب الدخان ... آن والله يا أحبابي أن نعود إلى الله ونرجع إليه سبحانه وتعالى ... فهذا ليس لا ينفع أحد إلا نفسك لأنه ( لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ..
فهيا يا شباب إلى الله فإنه يدعونا إليه ... ويبسط يده بالليل والنهار لنرجع معشر المسيئين إليه ... فرحمت ربنا وسعت كل شيء ... لا تفوت هذه الفرصة ... فالموت أقرب لأحدنا من شراك نعلك ...وإذا دخلت القبر فلا أنيس ولا جليس ولا صاحب إلا ما قدمت في الدنيا من حسنات وقربات لأن الله قضى ((لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) ..
أسأل الله أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه ...
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...
تعليق