رغم أن الإسلام دعا إلى الوحدة بين المسلمين جميعًا، بل أمر بها وجعلها من أسس الإيمان الصادق، إلا أن الدولة الفارسية الطامعة الحاقدة تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تمزيق شمل المسلمين والتعاون مع أعدائهم لقصم ظهورهم وابتلاع أراضيهم، والتواطؤ ضدهم بجميع الوسائل والحيل الظاهرة منها والباطنة.
فهي التي ساهمت أكبر مساهمة في كل هزيمة ساحقة حلت بالمسلمين سواء في التاريخ القديم أم الحديث، وكلما هدأت عواصف الفتن الطائفية ظهر مؤجج فارسي جديد ناقم على الإسلام، طامع في زعامة الجهلاء والمغرضين، مثل زمننا هذا الذي سارت فيه إيران بخطى خمينيّها ذاك الذي أجج النعرات الطائفية من جديد، وسكب عليها المزيد من بنزين الفتن والبدع وفتاوى اللعن والشتم والبذاءة والتكفير لأموات المسلمين والمسلمات وأحيائهم على حد سواء. كل ذلك تحت عباءة حب آل البيت عليهم السلام الذي يخدعون به كل جاهل ومتهور، رغم أنهم يمقتون صاحب البيت وأهله، ويغيرون تعاليم دعوته ويبتدعون البدع ويبثون الافتراءات ويحرفون الكتاب، ويكرهون العرب ولغتهم، وينظرون إليهم نظرة دونية حاقدة رغم ادعائهم موالاة آل البيت وهم العرب الخلّص، وكأنه لا يحبهم سواهم، ثم بكائهم بدموع التماسيح عليهم، بل وصل بهم الحال أن يدّعوا أنهم هم أنفسهم آل البيت، فهل آل البيت العرب الأقحاح سلخوا جلودهم العربية إلى أعجمية، وتبرأوا من العربية التي هي لغة كتاب المسلمين ويعتز بنطقها أي مسلم على ظهر هذه البسيطة ؟!.
ثم ها هم الآن قد ابتلعوا العراق بمباركة أمريكية، بعد أن التهموا لبنان في غفلة عربية، ثم التفتوا إلى مصر يحاولون امتطاءها بمحاولات استغلالية للأوضاع الراهنة بدلاً من أن يثبتوا حسن نواياهم لها في هذا المفترق العصيب، كما استماتوا لاحتلال البحرين وما زالوا يحاولون، لولا أن الله صدهم بسد خليجي منيع، فالتفتت الأفعى الفارسية مع أعوانها للبطش بالسوريين العزّل لنشر استبدادها الشعوبي المتغطرس ومدّها الصفوي المنحرف.
ولكن مما يؤلم في الأمر أنه رغم كل تلك الأفاعيل العدائية الجلية، إلا أن هناك من يدين بالولاء لهم من بعض العرب، ولاءً ظاهرًا لا مراء فيه، فعلى سبيل المثال: يصلني على بريدي الإلكتروني رسائل متتابعة من موقع من المواقع الإلكترونية والمجموعات البريدية المتأثرة بتلك الادعاءات الفارسية المهوّلة، وللأسف أنه موقع داخلي سمى نفسه بالبصيرة الرسالية، يبث أخبارًا وآراءً تدعو للفرقة والفتنة بين أبناء وطننا الواحد، بحجة أن هذه الطائفة مظلومة ولا يوجد مساواة بينها وبين باقي فئات المجتمع السعودي؟!
ليس ذلك فحسب بل تدعو لمناصرة أبناء هذه الطائفة الشيعية المظلومة في البحرين، ضد من؟ ضد حكومة وطنهم وهي الحكومة السعودية التي سارعت مع بقية الاتحاد الخليجي إلى إنقاذ البحرين العربية من فتنة لا تبقي ولا تذر ذات نيران إيرانية ووقودها أجساد عربية خليجية، بل وتنشر هذه المجموعة المسماة بالبصيرة آراء بعض الممنوعين المتطرفين ممن هم دعاة الفتن المشبوهين، كما تدعو إلى إقامة البدع الظاهرة المستنكرة في الأماكن المقدسة، وتطالب بعدم معارضتها من قبل الدولة وأبناء الوطن حتى لو كانت مخلة بالنظام ومخالفة للدين والعقل.
والناظر العادل الملاحظ لواقع الأحوال في المملكة العربية السعودية يلحظ أن الحكومة السعودية تتعامل مع جميع أبناء وطنها بالمساواة والعدالة بقدر الإمكانات البشرية من ناحية الثواب أو العقاب معًا، سواء في التعليم أم التوظيف، أم نسب البطالة، أم إقامة العقوبة على المذنبين والمنحرفين والمفسدين، من جميع الفئات الاجتماعية والطوائف الدينية لا فرق بينهم في ذلك، مهما ادّعى المحرضون أو متوهمو عقدة الاضطهاد.
إلا أن اللافت في مثل هذه الأمور أنه من المؤكد بأن هذه الرسائل التي تصلني من هذا البريد، لا تصلني أنا فقط، بل إن مرسليها يودون نشرها بين جميع الكتاب والكاتبات لبث الدعايات المضللة المغرضة في الإعلام، فهي تصل لغيري كما تصل إليّ، ومع ذلك لم أقرأ لأي كاتب ردًا عليها مثلما ردوا على المرسل الشهير أبو عزيز، الذي رد عليه الكثير منهم بقسوة بالغة وتشهير غير حيادي، فلماذا عدم المساواة بين كل من يخطئ في حق الوطن ومسؤوليه ومواطنيه، لكي يقتنع القارئ بحيادية الكاتب ومصداقيته وحرصه على المصلحة الداخلية العامة؟!.
منقول
تعليق