إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الى أين المصير ؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى أين المصير ؟!!

    بسم الله الرحمن الرحيم




    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فـلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

    اما بعد .....اخواني في الله


    الى أين المصير ؟!!


    وهذا سؤال يجب على كل واحد منا أن يسأله لنفسه فى الليل والنهار ، يا من بارزت الله بالزنا قل لنفسك أين المصير ؟!
    يا من ذهب زَوجَكِ إلى بلاد الغربة ليوفر لَكِ وللأولادكِ المعيشة الطيبة الحلال فلم تحفظيه فى عرضه وماله قولى لنفسك أين المصير ؟!
    يا من تلاعبت ببنات المسلمين وبارزت الله بالمعاصـى قـل لنفسك أين المصير ؟
    يا من أكلت الربا قل لنفسك أين المصير ؟!!
    يا من أكلت الحرام قل لنفسك أين المصير ؟!!
    يا من تظلم الناس قل لنفسك أين المصير ؟!!


    مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشاً قلق الأحشاء حـيراناَ


    النار تلهب من غيظٍ ومن حنقٍ على العصاةِ ورب العرش غَضباناَ


    اقرأ كتابك يا عبدُ على مَهَـل فهل ترى فيه حرفاً غـير ما كانا


    فلما قرأت ولم تنكر قراءتـه إقرار من عرف الأشياء عرفـانا


    نادى الجليل خذوه يا ملائكتى وامضوا بعبدٍ عصا للنار عطشانا


    المشركون غـداً فى النار يلتهبوا والمؤمنـون بدار الخـلد سكانا


    ماذا تقول لربك غداً إذا وقفت بين يديه عـارٍ: أين المنصب ؟!
    أين الجاه ؟! أين السلطان ؟!! أين الأموال ؟!! أين القوة ؟!!
    (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ))
    أين المصـير ؟! وجه لنفسك اليوم هذا السؤال : هل أنت ممن عمل الطاعة وتنتظر من الله الجنـة أم أنك مصرف على نفسك بالمعصية ومع ذلك تتمنى على الله الأمانى وترجوا الجنة ما أقل حياء من طمع فى الجنـة وهولم يعمل بالطاعة ولم يمتثل لأوامر الله .. إننا لا نقوى على النار ومن يقوى عليها ؟! ومن يقوى على نار الدنيا وهى (( ناركم هذه التى توقد ابن آدم جزء من سبعين جـزءاً من نار جهنم ))([1]).

    فاتقوا النار أيها المسلمون فإن حرها شديد ، وقعرهـا بعيد ، ومقامعها من حديد ، إن الطعام فى النار نار ، وإن الشراب فى النار نار ، وإن الثياب فى النار نار ، وطعام أهل النار من الزقوم والغسلين والضريع .
    هل تعلم عن الزقوم والغسلين والضريع شىء ؟!!
    الزقوم شجرة تنبت فى أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين .
    يقول ابن عباس رضى الله عنهما : لو أن قطرة منها قطرت على أهل الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون الزقوم طعامه .

    ] أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ(62)إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ(63)إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64)طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ(65)فَإِنَّهُمْ لآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ[[الصافات : 62-65]

    أما الضريع !! فهو نوع من أنواع الشَّوْك ..

    قال تعالى : ] هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ(6)لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ[[ الغاشية : 1-7 ].

    أما الغسلين !! فهو عصارة أهل النار من فيح وصديد .
    قال تعالى : ] وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ(25)وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ(26)يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27)مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ(29)خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ لْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33)وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(34)فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35)وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ [[ الحاقة : 25-36 ]

    إذا استغاث أهل النار يغاثون بماء ولكن ما هذا الماء ؟

    قال تعالى : ] وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ[[ محمد : 15 ]
    وقال تعالى : ] إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا[

    [ الكهف : 29 ]


    وهنا يستغيث أهل النار بخزنة جهنم ] وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ[[ غافر : 49 - 50]

    فإن يئس أهل النار من خزنة جهنم نادو على رئيس الخزنة ] وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [[ الزخرف : 77 ]

    فيتذكرأهل النار أهل التوحيد ممن كانوا يعرفونهم فى الدنيا فينادونهم ليغيثونهم بشىء من الماء أو مما رزقهم الله

    ] وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ(50)الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ [

    [ الأعراف : 50-51 ]


    فإن يأس أهل النار من الخلق أجمعين استغاثوا بالملك الكريم .
    قال تعالى : ] قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ(106)رَبَّنَا أَخْرِجْـنَا مِنْهَا فَإِنْ عُـدْنَا فَإِنَّا ظَـالِمُونَ(107)قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ [[ المؤمنين : 106-108 ]

    الطعام نار ، والشراب نار ، والثياب من نار .
    قال تعالى : ] هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(19)يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ(20)وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ [[ الحج : 19-21 ]

    أما الذين سعدوا ففى الجنة خـالدين .. جنة لا يعلم ما أُعـِدَّ فيها من كرامة لأوليائه - إلا العزيز الغفار . (( فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))([2]).
    ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه r قال : (( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب ذُرِّى السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة عود الطيب أزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ستون دراعاً فى السماء))([3]).

    ويكفى أخى الكريم : أن تقف على أدنى أهل الجنة منـزلة لتعلم قدر أعلى أهل الجنة ففى صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أن النبى r قال : (( سأل موسى ربه جل وعلا فقال : يارب ما أدنى أهل الجنة منـزلة ؟ فقال هو : رجل يجىء بعد أُُدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أى رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟! فيقال : له أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِكٍ من ملوك الدنيا ؟ فيقول رضيت رب ، فيقال : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ، فيقول فى الخامسة : رضيت رب ، فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك .
    فيقول موسى : يا رب هذا أدنى أهل الجنة منـزلة فما أعلاهم منـزلا قال الله : ذلك الذى أردت غرست كرامتهم بيدى وختمت عليهم فلم ترى عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ))([4])

    أيها المسلمون : إن أعلى نعيم أهل الجنـة هو النظر إلى وجه الله جل وعلا قال تعالى : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ))
    [ القيامة : 22-23 ]

    ففى صحيح مسلم من حديث أنه r قال : (( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تعالى : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير بين يديك ،فيقول : هل رضيتم ؟! فيقولون : يا ربنا قد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك ، وما لنا لا نرضى ؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ، فيقولون : أى شىء أفضل من ذلك ، فيقول : أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبدا ))([5]).

    وفى رواية أبى سعيد : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى الله عز وجل : قال تعالى : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))

    والزيادة هى النظر إلى وجه الله تعالى .

    والسؤال الأخير : إذا كان الأمر كذلك فمتى ستتوب ؟!!
    .
    فيا أيها الأحبة الكرام أيها الآباء الفضلاء .. وأيها الأخوات الفضليات وأيها الشباب متى سنتوب ؟! متى سنرجع إلى علام الغيوب ؟!

    أما آن لقلوبنا أن تخشع ، وأن ترجـع وأن تخضع لله رب العالمـين إن الموت يأتى بغته ، وإن أقرب غائب ننتظره هو الموت فلا تسوف التوبة ، وعاهد الله من الآن أن تقف عند حدوده وأن تراقبه فى سرك وعلانيتك .. فى خلوتك وجلوتك ، وأن تحرص على مجالس العلم وأن تفرغ لها من الوقت والجهد والمال فإن مجالس العلم تجدد الإيمان فى القلب ، وتحول بينك وبين معصية الله عز وجل لأن مجلس العلم طريق إلى الجنة وطريق يبعدك عن النار كما قال نبيك المختار : (( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سَهَّلَ الله له طريقاً إلى الجنة ))([6]).






    ([1]) رواه البخارى ( 3265 ) فى بدء الخلق ، باب صفة النار وأنها مخلوقه ، ومسلم ( 2843 )
    فى الجنة وصفة نعيمها ، باب شدة حر نار جهنم .
    ([2]) رواه البخـارى رقم ( 3244 ) فى بدء الخلـق ، باب ما جاء فى صفة الجنة ، مسلم رقم
    ( 2845 ) فى الجنة فى فاتحته ، والترمذى رقم ( 3195 ) فى التفسير .
    ([3]) رواه البخـارى رقم ( 3245 ) فى بدء الخلق ، باب أول ما جاء فى صفة الجنة ، ومسلم
    ( 2834 ) فى الجنة ، باب أول زمرة يدخلون الجنة على صورة ليلة القمر البدر ، و الترمذى
    ( 2540 ) فى صفة الجنة .
    ([4]) رواه مسلم رقم ( 189 ) فى الإيمـان ، باب أدنى أهل الجنة منـزلة فيها والترمذى رقم
    ( 3196 ) فى التفسير ، باب ومن سورة السجدة .
    ([5]) رواه البخارى ( 6549 ) فى الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم ( 2829 ) فى
    صفة الجنة ، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة ، والترمذى ، ( 2558 ) فى صفة الجنة
    ([6]) رواه مسلم رقم ( 2699 ) فى الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القـرآن
    وعلى الذكر ، وأبو داود رقم ( 4946 ) فى الأدب باب فى المعونة للمسلم ، والترمذى
    رقم ( 1425 ) فى الحدود ، باب ما جاء فى الستر على المسلم .

  • #2
    رد: الى أين المصير ؟!!

    تعليق


    • #3
      رد: الى أين المصير ؟!!



      جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب


      تعليق

      يعمل...
      X