إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

    كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!
    . . الحلقة الرابعة . .





    (شمولية الفهم الواقعي للالتزام)

    كنت أظن . .



    أن الهموم والقضايا التي تحيط بالمسلم، ابتداءً من هموم آخرته وما فيها من أهوال وشدائد، ومروراً بهموم دنياه وما يواجهه فيها من مصاعب وفتن، ووصولاً إلى هموم أمته وما نزل بها من نكبات ومحن؛ كفيل بألا يجعل للترويح والمزاح إلى قلب المسلم سبيلاً!! وبالتالي فحياة الملتزم لابد أن يغلب عليها الهم والغم!!




    ولكني اكتشفت . .


    أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نزل عليه الوحي بثقله، وحمل أعظم الهموم وأجلها، متمثلة في الأمانة التي كلفه بها رب هذا الكون بعظمته، هذا فضلاً عن كونه رأي الجنة بنعيمها والنار بأهوالها رأي العين!! وهذا وحده كفيل بأن يذهب بعقل أي واحدٍ منَّا!!


    غير أنه على الرغم من كل ذلك؛ كان يعلمنا كيف نتعامل مع بشريتنا بواقعية متميزة، بل ونهانا عن توهم إمكانية العيش كملائكة!! وذلك من خلال عتابه للصحابي الجليل حنظلة الأسيدي، حين اتهم نفسه بالنفاق؛ لمجرد أنه إذا انصرف من عند النبي صلى الله عليه وسلم داعب الأهل والأولاد فعاتبه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً : (يا حنظلة ساعة وساعة) وكررها ثلاثاً!!


    كما أنه كثيراً ما كان يداعب صحابته للترويح عن نفوسهم (البشرية) حتى قالوا له فيما رواه الترمذي : يارسول الله إنك لتداعبنا!! فقال : "إني لا أقول إلا حقاً" فها هو (صلى الله عليه وسلم) يمازح بلالاً حين أراد أن يضحي بكبشٍ، فلم يجد إلا ديكاً!! فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجزئ عنه، فقال له صلى الله عليه وسلم : (أيضحي مؤذن بمؤذن)؟!


    وهذه امرأة تسأله أن يعطيها بعيراً لتركبه فقال لها : "أحملك على ولد الناقة" فتعجبت!! ما تصنع بولد الناقة، قال لها : "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟!"


    وسأل امرأة ذات مرة : أزوجك الذي في عينه بياض؟! فقالت : عقرى أي (يا ويلي) فقال لها (صلى الله عليه وسلم) : "وهل من عين إلا وفيها بياض"؟!



    بل وتصفه حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن حاله إذا خلا في بيته (صلى الله عليه وسلم) فقالت: "كان ألين الناس وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما".




    هذه الأمثلة كلها، تؤكد على إدراكه صلى الله عليه وسلم التام لطبيعة النفس البشرية، وتعطي نماذج عملية، بل ومثالية في كيفية التعامل معها، ففي النفس بواعث الفرح والحزن، والضحك والبكاء، والحب والبغض، والرضا والغضب، والحماسة والخوف، فكان من البديهي أن يتيح لها منهج الله الشامل الوافي نصيبها المقسوم من كل ذلك (كنفس بشرية) ولكن في إطار توجيهات وسطية دونما إفراط أو تفريط، وكل من يتوهم عكس ذلك فهو واهم، أو إن شئت فقل، لم يبلغ وعيه القدر الكافي بشمولية هذا الدين!!




    فقررت . .


    أن أعيش بدين الله كما أراده الله لي (كنفس بشرية) وألا أحرم نفسي هذا الانسجام التام الذي يتيح لي أن أحيا بتوازنٍ تام بين ما أملك من الصفات البشرية، دون حرمانها من متطلباتها في الأطر الشرعية الصحيحة، وبين ما أواجهه من الأحداث الدنيوية، متفاعلاً معها بقلب المسلم (القدوة) الذي يرشد الناس (بأفعاله) لا بمجرد أقواله فحسب إلى التصرف الصحيح في كل موقف، وبين ما أرجوه من التطلعات الأخروية، بإخلاص القلب لله، وتحويل كل عمل دنيوي بالنية الصادقة إلى عبادة أخروية!!


    فأخالط الناس مبتسماً ضحوكاً، وأكون بحكمتي قريباً منهم، وفي كل مواقفي وأطروحاتي مؤثراً لا متأثراً، وأتفاعل مع قضايا الأمة، ولكن دون إتاحة الفرصة للهموم لكي تغالبني، وإنما أبعث بها مع أول تنهيدة عبر الأمال العريضة إلى آفاق الوعد المحتوم بنصر الله لهذا الدين، دونما تقاعس عن بذل كل ما في مقدوري، ولو بالدعاء لإخواني بظهر الغيب.




    وهكذا لو تفاعل المسلم مع كل ما يعترضه من أحداث من خلال هذا المنظور الواقعي للتفاعل إيجابياً بمنهج هذا الدين، مع نفسه ومع البيئة المحيطة به، فلن يعرف البؤس أبداً طريقاً إلى حياته، بل سوف يشعر بسعادة بالغة تغمر حياته، هذا إلم يفاجأ يوماً بأنه قد صار بحكمته وسعة صدره؛ مصدر الكثيرين من حوله للحصول على تلك السعادة!!




    إن تصويب المسلم بصره نحو آخرته، وثبات أقدامه على طريق رضوان ربه، وتذليل الصعاب أمام مسيرته بما كان من هدي نبيه، لهو المنهج الشامل الذي يجعل المسلم يحترف كيف يتفاعل بهذا الدين، روحاً وقلباً، جسداً ونفساً، مشاعراً وعقلاً، عزلة واختلاطاً، فرحاً وحزناً، يسراً وعسراً، ليجعل من مسيرته كلها، أفضل رحلة إلى الله والدار الآخرة!!





    تماماً كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم




    تابعوا . .




    والدكم المحب



    أبو مهند القمري




    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق

    يعمل...
    X