خواطر متفرقة (15)
لأن تفقد هذه الحياة برمتها، أهون من أن تفقد شعورك برعاية الله لك، وقربك منه سبحانه إذ أن هذا الشعور وحده، كفيلٌ بأن يجمع لك كل ألوان الطمأنينة والسعادة النفسية التي هي في حقيقتها الأمل المنشود والغائب في آنٍ واحد لكافة النفوس البشرية، فاحرص ألا تفارق أعتاب باب ربك، ووثق علاقتك القلبية به سبحانه؛ حتى لا تفقد هذه الثروة التي لا تقدر بأي ثمن في هذه الحياة.
****************************
يختلف تفكيرك في الشيء حسب ابتعادك عنه أو قربك منه، فإن عرضت عليك بعض الأمور حتى تتفكر في شرعيتها وأنت بعيد من واقعها، كانت لديك القدرة على موازنتها وتقرير مدى شرعيتها، أما إذا ما اجتاحتك على حين غرة في خضم مشاغلك، وكانت تسير في خضم مصالحك المادية؛ فإن قدرتك على التمييز حيينها ستضعف، إلا إذا امتن الله عليك بفرقانٍ يستطيع أن يصمد قلبك معه بالإخلاص الصادق في أحلك الأحيان.
****************************
متعجل غبي من يرائي بعمله، إذ أن مدح الناس وذمهم لا يمثل إلا قشرة ظاهرية سريعة الزوال، في حين أن رضوان الله تعالى على العبد لإخلاصه في العمل، وثوابه العظيم على ذلك العمل ليس له نهاية أو زوال، فكيف يبيع هذا الجاهل باقياً بزائل، وكيف يرضى لنفسه أن يكون أرجوزاً للعباد، ليس له هم إلا إرضاءهم، وليس له غاية إلا نيل مدحهم بل أضحى لا يبالي بوقوعه في الشرك الأصغر الذي يوشك الله أن يسخطهم عليه بسببه، ويبغضه إليهم بشؤمه ؟!
****************************
أفضل الناس حالاً من لا يعبأ بساعة الموت متى حضرته، فلقاء الله أحب إليه من الدنيا وما عليها.
****************************
إليكم يا شاهقي الأعناق تحية بما استعليتم على قاذورات هذه الحياة، وأدرتم ظهوركم بصدق لفتنها، فأنتم الجديرون حقاً للنجاة برحمة الله من هول يوم القيامة.
****************************
ثوابت الحق هي الموت الذي لا منه مفر، ولا يعرف أحد كنهه إلا الله، والروح التي اختص الله علمها لنفسه، وانضباط حركة هذا الكون العظيم بما فيه من عوالم لا يعلمها إلا الله على كثرتها ودقتها، أفلا يُعمل كافر عقله ولو للحظة؛ لعله يعقل أو يبصر؟!
****************************
الناخرون في عظام الصحوة هم الداعون دوماً للنيل من كل رخصة، والإعراض عن كل عزيمة.
****************************
كيف تنفصل (بهموم دنياك)!! وقد خلقت لتتصل (بحمل هم آخرتك).
___________________________
لا تغدر إذا ما عاهدت الله من نفسك على شيء؛ فإن عهد الله كان مسؤولاً.
بقلم : أبو مهند القمري
تعليق