أيها الأستاذ الموفق: السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أحمد الله عز وجل أن جمعني وإياك على هذه الأسطر التي نبعت من الأعماق .. لتصل إليك مترجمة عن حب كبير أُكنه لك في قلبي .. وتقدير وإجلال عظيمين أحملهما لك في فؤادي .. أخي المعلم : زادك الله من فضله وأسبغ عليك من عظيم آلائه ومننه .. كم يطيب لي أن أبث إليك حديثاً ملؤه النصح .. ومنبعه الحب .. ومنشؤه الإخاء ...
أيها المعلم المبجل: كم يخالجني السرور حين أراك وقد قمت بين أبنائنا معلماً نافعاً وموجهاً ناصحاً فأتذكر تلك المكانة العظيمة التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)) فهل أدركت أخي هذا الفضل الذي يسره الله لك ؟!! أسأل الله أن يرزقك الإخلاص والقبول ...
أخي المعلم : قضية جد مهمة أثيرها في نفسك لعلك تعيد النظر فيها، ألا وهي : قضية القدوة الحسنة التي نفتقدها اليوم .. إن جيلنا الصاعد بأمس الحاجة إلى قدوات عملية ومربين مصلحين يكونون قدوة لأبنائنا في الخير والصلاح، فهل أدركت أخي المعلم عظم الدور الذي أنيط بك، وكبر المسؤلية التي ألقيت على عاتقك ؟ !!.. إنها أمانة التعليم ومسؤولية التربية والتوجيه...
هل تعلم أيها المعلم الوقور: أن التربية بالفعل لها أثر عميق على نفوس أبنائك وطلابك .. وأن أفعالك وأخلاقك قد تؤثر أكثر من أقوالك وألفاظك .. فكن قدوة خير لطلابك .. واجعل من نفسك وتعاملك وأخلاقك سِفراً ينهل منه أبناؤنا الخير والصلاح .. وهيئ نفسك لأن تكون أنموذج عطاء ومشعل هداية وينبوع رشاد لأبنائك . وكن داعية في صمت .. ودالاً على الخير في سكوت.
أنت أيها المعلم صاحب رسالة جد عظيمة في الحياة .. فإياك أن تخرج منها دون أن ترسم على دفترها لمسات من الخير تشير إليك .. وراياتٍ تدل عليك .. وأكفاً تدعو لك .. وإن شئت فاسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : وذكر منها : أو علم ينتفع به)) .
جعلني الله وإياك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر .. ونفع الله بك .. وسلك بك مسالك الرشاد.