بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد :
فإخوتي في الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إخوتاه
إذا قلبت نظرك في حال المسلمين اليوم تتبين لك غربة الدين واضحة
تراها في حال المسلمين رغم هذا الضياء لدين الله
ترى حال الأمة يؤول إلى ما أخبر عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال: ((إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز إلى المسجدين كما تأرز ـ أي ترجع ـ الحية إلى جُحرها)) رواه مسلم وغيره.
استحكمت غربة الدين في مظاهر كثيرة في واقعنا المعاصر وفي مجتمعنا الإسلامي
منها ما نشاهده في كثير من بلاد الإسلام من انحراف خطير في عقيدتهم في رب العالمين والإيمان به وتوحيده بالعبادة ومن عودةٍ إلى الوثنية وانتشار مظاهر الشرك وعبادة القبور وتقديس الأولياء المزعومين
عادت الغربة عبر مظاهر مزرية من الانحلال الخلقي في السلوك.
أصبح ظاهراً ومعلناً ومحمياً من قبل الدول، وترعاه مؤسسات وقنوات، ويدخل إلى الأسر والبيوتات.
عادت الغربة من خلال تساهل كثير من المسلمين في كبائر الإثم ووقوعٍ في الموبقات والفواحش
عادت الغربة من خلال التفريط في العبادات وتضييع أوكد المفروضات، وجهل كبير بأحكام الحلال والحرام، وغير ذلك من الآفات والآثام
وعذرا حتى صار الإسلام في نفوس كثير من المسلمين بالاسم والهوية، ليس إلا عاطفةً باردة، أو فكرةً جميلة، أو عصبيةً أو عرقيةً، أو قصةً عبر التاريخ، لا يبذل لها شيئاً يكلفه، ولا يدافع عنها بشيء يخسره، ولا يضحي لأجل الدين
وهكذا بقي ما بينه وبين الإسلام إلا اسمه الذي سمي به، أو وطنه الذي يعيش فيه
التبست لدى كثير من الناس معالم الدين ومكارم الأخلاق، وتداخلت لديهم الحدود بين الحلال والحرام، والمعروف والمنكر.
إما بسبب غزوٍ فكري خارجي أو تراخٍ علمي، أو تراجع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى رفعَ في هذه الأجواء أهلُ الجهل رؤوسَهم، وشحذ أهل الجاهلية ألسنتهم وأسنتهم، وبرَوا أقلامهم ليتربصوا بالدين وأهله الدوائر.
إن من أهمِّ أسباب غربة الدين :::
ما ذكره الله تعالى وحذرنا منه حين قال معاتباً أهل الكتاب: وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:42]، إن لبس الحق وتزيين الباطل والتغرير بالأمة ومنع الحق وحبسه عن الناس ثم سوق الباطلُ في لباسِ الخيرِ
كلُّ ذلك سبب لضياع الحق وانتشار الباطل وظهور الفساد في البر والبحر، وهذا ما بليت به الأمة.
فالحق كتمه أهله من العلماء والمصلحين، إما تواكلاً وفتوراً، وإما جبناً وخوراً، وإما جهلاً بوسائل نشره، وإما خشيةً من ذهاب بعض دنياهم، وإما طمعاً في جاه أو دنيا ينالونها بسكوتهم ويقدمون الثمن بالدين.
وعذرا فللموضوع بقية بإذن الله
ولعلي إن قدر الله لي مواصلة الموضوع
أقول لكم بإذن الله
تعليق