خواطر متفرقة (12)
من كان عزاؤه الله، هانت عليه مرارة دنيا، وسعدت به آخرته وعقباه.
****************************
مع ازدياد الزيف في حياة الناس، تصعب المعاملات، وتسيء الأخلاقيات، وتصبح الحياة أشبه برباط العنق الذي يضيق يوماً بعد يوم على صاحبه؛ ليولّد الشعور بالاختناق.
****************************
عرفت الحياة مزيجاً من الخداع والزيف، ولم أر راحتي أو أشعر بوجداني إلا في رحاب الأخوة الصادقة التي تشبه التقلب في ألوان النعيم ما دامت خالصة لوجه الله تعالى؛ فإذا ما شابها شيءٌ من الدنيا تعكّر صفوها، وزال بريقها، وأخذت تضفي على النفس خصال هي أشبه ما تكون بخصال السباع والوحوش، فإذا ما رزقك الله الأخوة الصادقة، فلا تلوثها بروث الدنيا؛ فتفقد الأمرين معاً، إذ الدنيا لا تدوم، أما الأخوة الصادقة، فتدوم ما لم تلوث بروث هذه الحياة.
****************************
يكاد يكون غشاء الغفلة من أقوى الحواجز وأمنعها، إذ لا يمكن لعبد إزاحته عن قلوب الغافلين إلا بتوفيق من الله وهدايته، وإلا فما الذي كان من أمر أبي لهب وأتباعه، وهم الذين سمعوا من آيات الذكر ما أذعنت له القلوب، ورضخت له الجبال الرواسي، إلا أن ران الجحود والغفلة الجاثم على قلوبهم حالت دون تأثرهم بذلك، فما أشد حواجز الغفلة، وما أقواها من موانع تحجب القلوب عن ذكر الله تعالى !!
****************************
الحياة فصول من قصة واحدة تتكرر مضطردة في أوساط وحياة الناس، فما بين مستوعب لدروسها، مترقب لتقلب أحوالها، وما بين غافل عن أحوالها، جازع لتلقب أموره بها.
****************************
ليست العبرة بكثرة الأنصار والأتباع في الدنيا، وإنما العبرة بالنجاة من عذاب القبر، وأهوال يوم القيامة.
****************************
تمر الدنيا بلحظات صفوها وكدرها، ولا يبق منها إلا ما ادخرته لآخرتك ، فلا تمض وراء السراب، وأحجم خطى سير أيام عمرك عن المضي قدماً، إلا فيما يقربك من ربك.
****************************
سعادة الدنيا تمتد إذا ما اقترنت ببذل الخير للآخرين، أما إذا ما كانت محصورة على النفع الذاتي فحسب، فإنها تكون أقصر ما تكون؛ لأن الأنانية التي شابتها تسحق معها كل طعم للشعور بالسعادة أو الراحة أو الطمأنينة النفسية.
****************************
ما أكثر المغتربين عن آخرتهم في هذه الحياة، إذ خلقوا من أجلها، لكنهم انجرفوا عنها بمشاغل الحياة الزائفة، فما أشد لحظات قدومهم على الله، إذ لا وفود استقبال لهم سوى زبانية النار، وما أسوأ منقلبهم إلى الله؛ إذ ليس لهم مآلٌ سوى غضب الجبار، فما أسوأها من غربة تودي بأصحابها إلى قعر النار !!
****************************
فرص التقرب إلى الله كثيرة كثيرة، غير أن العبد لا يوفق إليها إلا برحمة من الله وفضل، لذا عليك أن تتوخى تلك الفرص في موطنها، متذللاً لربك أن لا يحرمك منها، إذ الفضل والمنة لله، واعلم أن جزاء الحسنة الحسنة تتبعها، وجزاء السيئة السيئة تتبعها، فارحم نفسك بالطاعة ولا تشقيها بالمعصية؛ فتخسر الدارين معاً ( نسأل الله العافية ).
تعليق