خواطر متفرقة (11)
قلبك ماذا دهاه بمرور الأيام ؟! . . فسبحان من جعله يطوق شوقاً لآخرته يوماً ما، وجعلك الآن تكابد الفتن، وأنت كالغريق الذي يبحث عن النجاة .
***************************************
ضريبة الدنيا تؤخذ من الدين، وكلما زاد همّ الدنيا قلّ همّ الآخرة، وكلما قلّ همّ الآخرة ازداد القلب وحشةً وظلمةً، فأين النافضون عن أنفسهم غبار روث هذه الحياة في دنياهم، كي ينجوا من نيران عذاب الله في آخرتهم ؟
***************************************
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وإن استطعت ألا يفارق ذكر الموت خاطرك فافعل؛ فإنك بذلك تقصد النجاة في عقر موطنها .
*************************
أي مقدار من الركون للخير الذي تظنه في نفسك مهما صغر، كفيل بأن يوردك موارد الهلكة إذ الفضل والمنة لله، ولا يوفق للطاعة سواه، فإذا ما ظننت في نفسك الخير بأي مقدار، وركنت إلى ذلك؛ فقد أسلمت رأسك للشيطان يعبث بها كيفما يشاء، ولن تفيق من أوهامك إلا على حقيقة مفجعة، وهي أنك وصلت على حين غفلة إلى قاع الضياع، إذ رب طاعة أدخلت صاحبها النار؛ لما تحدثه في النفس من الغرور والعجب، فيتخلى الله عن صاحبها؛ حتى يهلك في دروب المعاصي، ولا يهلك على الله إلا هالك!!
*************************
عوامل مشتركة وإن اختلف مضمونها بين أهل الدنيا وأهل الآخرة، فلكل واحدٍ منهما هموم وأعداء ومخاطر وأهداف وعاقبة، ولكن شتان بين من كانت همومه وأهدافه أرضية ينحط معها كلما انشغل بها وسعى لتحقيقها، وبين من سمت به روحه وعلت همته؛ كلما انشغل بتلك الشواغل الربانية، وسعى لتحقيق أهدافه الإيمانية، فالجميع يركبون قطاراً واحداً، هو رحلة هذه الأيام، غير أن العاقبة تتباين تماماً، إذ لا يمكن مقارنة عاقبة من يتصارعون على قصعة هذه الدنيا الدنيئة، بعاقبة هذه الفئة الطاهرة من الربانيين والصديقين والشهداء والصالحين،وحسن أولئك رفيقاً، فاللهم اجعلنا منهم.
****************************
ما رأيت للجبناء أحكم من قول الشاعر : أي يومين من الموت أفرّ ، يوم لا يُقدر أو يوم قُدر يوم لا يُقدر لا أرهبه، ومن المقدور لا ينجو الحذر .
***********************
عرفناك أيتها الدنيا، فما لديك من الفتن والمكائد أكبر بكثير من أن يصمد العباد على ضعفهم أمامه، غير أن الاستعانة بالله وحده، وإدارة الظهر كاملاً لمغرياتك، هي السبيل للنجاة من فتنك ومضلاتك .
***********************************
رويداً . . فما العمر بالكثرة التي تحتمل هذا التبديد في الغفلات والملذات، فقطار العمر يمضي وخطى الأيام تسير بلا توقف أو هوادة، والطريق قد شق بك إلى آخرتك، فعن ماذا يكون التغافل ؟ عن نهاية لابد من مواجهتها، أم عن آخرة لابد لها من سعيٍ صادق للنجاة من هولها ؟
****************************
حرارة المال تلهب القلوب، لاسيما إذا ما اقتربت من شغافها، وأوشكت الأيادي على ملامستها، فحيينها لا تسل عن العقول أين ذهبت، وعن الضمائر كيف سُحقت، وعن القلوب كيف نُكست !!
***********************************
الصدق أمان يستمد زاده من الله منبع الأمان، فكلما كنت صادقاً مع ربك، كلما ازداد شعورك بهذا الأمان .
****************************
عجباً . . كيف يحيا من لا يحب الخير للآخرين ؟!
تعليق