كذبة أبريل :
الكذب خلق ذميم ، حرمه الله تعالى في كتابه فقال : (( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)) [النحل/105] ، و قال جل جلاله : ((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ )) [الزمر/60] ، و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا )) صحيح مسلم ، و رغم أن الكذب خلق ذميم وفعل مشين ، إلا أنه قد وجد في هذه الأيام من يروج له ، بل و يحتفل به كل عام ، ففي أول أبريل من كل عام يُقيم بعض الناس احتفالاً للكذب !! ، و هذا اليوم هو أحمق أبريل في ألمانيا ، و مغفل أبريل في إنجلترا ، و سمكة أبريل في فرنسا ، وهو ما اشتُهر بكذبة أبريل بيننا ، هذا وقد اختلفت الأقوال حول أصل هذه الكذبة اختلافاً كبيراً و لعل هذه هي أهم الأقوال التي ذكرت في أصل هذه الكذبة :
-يرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع إذ هي بقايا طقوس وثنية ، و أعمال شركية.
-ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول ابريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام .
-وبعضهم يقول: إن أول إبريل كان قديمًا في بعض البلدان هو أول أيام (الصيد)، ولكن الفشل والإخفاق في معرفة أماكن الأسماك كثيرًا ما كان يلازم الصيادين في هذا اليوم، ومن باب التندر على الصيادين اعتبر الناس أن الصيد في ذلك اليوم يعتبر أكذوبة ، و منها جاءت الأكاذيب التي تختلق في أول شهر أبريل .
-ويرى البعض أن هذه الكذبة بدأت في فرنسا عام (1564م) بعد فرض التقويم الجديد والذي يبدأ العام الميلادي فيه أول يناير بعد أن كان يبدأ أول إبريل قبل ذلك التاريخ، لكن ظل بعض الناس محافظين على هذا التقويم القديم ورافضين التقويم الجديد، مما جعلهم محط سخرية الآخرين في الأول من إبريل من كل عام، حيث ترسل لهم الهدايا الكاذبة والأخبار غير الصحيحة!.
مع وجود هذه الأقوال و غيرها ، إلا أن الدليل لا يقوم لها ، ولئن كان لها أصل معروف أو غير معروف فهذا لا يغير في حقيقة الكذب - الذي حرمه الله تعالى و نهى عنه رسوله صلى الله عليه و سلم - شيء، وقد ترتب على هذه الاحتفالات الباطلة أمورا تُعرف بها حكمة الشارع في تحريمه للكذب ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض. وبعض الناس يُتحدث معه كذباً عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها، وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل، وتأباه المروءة الصادقة.
المزاح بالكذب :
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((إِنِّي لأَمْزَحُ , وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا)) رواه الطبراني و صححه الألباني ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادق )) رواه أحمد و الطبراني ، و قال الألباني : صحيح لغيره ، كما في صحيح الترغيب و الترهيب ، و في الحديث : ((وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ )) رواه أبو داود و الترمذي و حسنه الألباني .
وقال الحسن: الكذب جماع النفاق .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: إياك أن تستعين بكذوب؛ فإنك إن تُطِع الكذوب تهلكْ.
وعن عمر - رضي الله عنه - قال : لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يدع الكذب في المزاح.
و قد قيل :
إِيّاكَ مِن كَذَبِ الكَذوبِ وَإِفكِهِ فَلَرُبَّما مَزَجَ اليَقينَ بِشَكِّهِ
و قال الشاعر :
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكُن لَكَ صاحِباً إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ خِلاً يُصحَبُ
حصاد الكذب :
* الكذب وسيلة لدمار صاحبه أُمما و أفرادا .
* الكذب قد يؤدي بصاحبه إلى النار .
* الكذب يُذهب المروءة و البهاء و الجمال .
* الكذاب لص يسرق العقل كما يسرق اللص المال .
* الكاذب مهان ذليل .
* الكذب يورِّث فساد الدين .
* الكذب دليل على خسة النفس و دنائتها .
* الكذاب يحتقره الناس و يبعدونه عنهم .
* الكذاب يحتقر نفسه و يمقتها .
منقول
الكذب خلق ذميم ، حرمه الله تعالى في كتابه فقال : (( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)) [النحل/105] ، و قال جل جلاله : ((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ )) [الزمر/60] ، و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا )) صحيح مسلم ، و رغم أن الكذب خلق ذميم وفعل مشين ، إلا أنه قد وجد في هذه الأيام من يروج له ، بل و يحتفل به كل عام ، ففي أول أبريل من كل عام يُقيم بعض الناس احتفالاً للكذب !! ، و هذا اليوم هو أحمق أبريل في ألمانيا ، و مغفل أبريل في إنجلترا ، و سمكة أبريل في فرنسا ، وهو ما اشتُهر بكذبة أبريل بيننا ، هذا وقد اختلفت الأقوال حول أصل هذه الكذبة اختلافاً كبيراً و لعل هذه هي أهم الأقوال التي ذكرت في أصل هذه الكذبة :
-يرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع إذ هي بقايا طقوس وثنية ، و أعمال شركية.
-ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول ابريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام .
-وبعضهم يقول: إن أول إبريل كان قديمًا في بعض البلدان هو أول أيام (الصيد)، ولكن الفشل والإخفاق في معرفة أماكن الأسماك كثيرًا ما كان يلازم الصيادين في هذا اليوم، ومن باب التندر على الصيادين اعتبر الناس أن الصيد في ذلك اليوم يعتبر أكذوبة ، و منها جاءت الأكاذيب التي تختلق في أول شهر أبريل .
-ويرى البعض أن هذه الكذبة بدأت في فرنسا عام (1564م) بعد فرض التقويم الجديد والذي يبدأ العام الميلادي فيه أول يناير بعد أن كان يبدأ أول إبريل قبل ذلك التاريخ، لكن ظل بعض الناس محافظين على هذا التقويم القديم ورافضين التقويم الجديد، مما جعلهم محط سخرية الآخرين في الأول من إبريل من كل عام، حيث ترسل لهم الهدايا الكاذبة والأخبار غير الصحيحة!.
مع وجود هذه الأقوال و غيرها ، إلا أن الدليل لا يقوم لها ، ولئن كان لها أصل معروف أو غير معروف فهذا لا يغير في حقيقة الكذب - الذي حرمه الله تعالى و نهى عنه رسوله صلى الله عليه و سلم - شيء، وقد ترتب على هذه الاحتفالات الباطلة أمورا تُعرف بها حكمة الشارع في تحريمه للكذب ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض. وبعض الناس يُتحدث معه كذباً عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها، وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل، وتأباه المروءة الصادقة.
المزاح بالكذب :
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((إِنِّي لأَمْزَحُ , وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا)) رواه الطبراني و صححه الألباني ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادق )) رواه أحمد و الطبراني ، و قال الألباني : صحيح لغيره ، كما في صحيح الترغيب و الترهيب ، و في الحديث : ((وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ )) رواه أبو داود و الترمذي و حسنه الألباني .
وقال الحسن: الكذب جماع النفاق .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: إياك أن تستعين بكذوب؛ فإنك إن تُطِع الكذوب تهلكْ.
وعن عمر - رضي الله عنه - قال : لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يدع الكذب في المزاح.
و قد قيل :
إِيّاكَ مِن كَذَبِ الكَذوبِ وَإِفكِهِ فَلَرُبَّما مَزَجَ اليَقينَ بِشَكِّهِ
و قال الشاعر :
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا يَكُن لَكَ صاحِباً إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ خِلاً يُصحَبُ
حصاد الكذب :
* الكذب وسيلة لدمار صاحبه أُمما و أفرادا .
* الكذب قد يؤدي بصاحبه إلى النار .
* الكذب يُذهب المروءة و البهاء و الجمال .
* الكذاب لص يسرق العقل كما يسرق اللص المال .
* الكاذب مهان ذليل .
* الكذب يورِّث فساد الدين .
* الكذب دليل على خسة النفس و دنائتها .
* الكذاب يحتقره الناس و يبعدونه عنهم .
* الكذاب يحتقر نفسه و يمقتها .
منقول
تعليق