قال لى صديقى نكتة بطريقته العفوية الجميلة فى إلقاء النكت، قال إن واحد شاف صاحبه قاعد على القهوة مولع سيجارتين فى وقت واحد، سيجارة فى كل يد، تعجب وسأل صاحبه:
أنت بتشرب سيجارتين فى وقت واحد؟
رد صاحبه:
لا.. أنا باشرب سيجارة لى، وسيجارة لقريبى.
فسأله متعجبا:
سيجارة لقريبك؟ إزاى؟
رد الصديق:
اتفقت معاه وعاهدته على كده.
يا سلام. وسكت.
***
فى يوم آخر رأى صاحبه وفى يده سيجارة واحدة ، أحب أن يناوشه، فسأله:
لماذا تدخن سيجارة واحدة فقط؟، هل صاحبك مات؟
قال لا، الكذب حرام.. أنا بس اللى بطلت التدخين!
***
تأملت هذه النكته العحيبة، وتعجبت منها لأكثر من أمر، أولا نحن شعب عندما يضيق علينا الخناق – كما يحدث لنا فى عهود كثيرة، نلجأ عادة إلى النكت، وهذا الرجل، الطرف الأول، الذى شاف صاحبه يدخن سيجارتين فى وقت واحد، يمثل الشعب المصرى الذى يبدو عبيطا أو مستكينا، والذى يلجئه الذوق والأدب إلى أن يتصنع أنه يصدق صاحبه، ويوهم صاحبه بذلك، حتى إذا ما اقتنع الصاحب أنه نجح، يبدأ فى الاستمرار فى المهزلة والتمادى فيها حتى يقع أخيرا فى مأزق، قد لا يستطيع أن ينجو منه، ولكنه يحاول أيضا أن يستمر فى الاستعباط، ويداوم عليه، متوهما أن الطرف الأول يصدقه، كما بدا له من المرة الأولى، فيقول له كذبة أولى: الكذب حرام.. ويتبعها مباشرة بكذبة ثانية تفوقها جمالا: أنا بس اللى بطلت التدخين، بينما يتصاعد الدخان من سيجارته التى فى يده.
***
زبانية العهد البائد، مع الفارق فى التشبيه، حاولوا كثيرا أن يقنعونا بما لا سبيل إلى الاقتناع به، أنهم مع الفقير، وأنهم يحاولون أن ينتشلوا الشعب من الجهل والفقر والمرض، وأنهم وأنهم.. والشعب يبتسم راضيا قانعا بأنهم يخدعونه، وهم فى نفس الوقت يعتقدون أن الشعب ساذج وأبله، وأن افتراءاتهم وكذباتهم المتتالية انطلت عليه، وأنهم لم يستنزفوا أقوات الشعب وأصوله، ولكنه شعب من سلالة الفراعنة، أوتى حكمة وبلاغة، فتسمعه يقول: اصبر على جار السو، يا يرحل يا تجيله مصيبة.
آهو جات له– بعيد عن السامعين– مصيبة، ولا شماتة.
أنت بتشرب سيجارتين فى وقت واحد؟
رد صاحبه:
لا.. أنا باشرب سيجارة لى، وسيجارة لقريبى.
فسأله متعجبا:
سيجارة لقريبك؟ إزاى؟
رد الصديق:
اتفقت معاه وعاهدته على كده.
يا سلام. وسكت.
***
فى يوم آخر رأى صاحبه وفى يده سيجارة واحدة ، أحب أن يناوشه، فسأله:
لماذا تدخن سيجارة واحدة فقط؟، هل صاحبك مات؟
قال لا، الكذب حرام.. أنا بس اللى بطلت التدخين!
***
تأملت هذه النكته العحيبة، وتعجبت منها لأكثر من أمر، أولا نحن شعب عندما يضيق علينا الخناق – كما يحدث لنا فى عهود كثيرة، نلجأ عادة إلى النكت، وهذا الرجل، الطرف الأول، الذى شاف صاحبه يدخن سيجارتين فى وقت واحد، يمثل الشعب المصرى الذى يبدو عبيطا أو مستكينا، والذى يلجئه الذوق والأدب إلى أن يتصنع أنه يصدق صاحبه، ويوهم صاحبه بذلك، حتى إذا ما اقتنع الصاحب أنه نجح، يبدأ فى الاستمرار فى المهزلة والتمادى فيها حتى يقع أخيرا فى مأزق، قد لا يستطيع أن ينجو منه، ولكنه يحاول أيضا أن يستمر فى الاستعباط، ويداوم عليه، متوهما أن الطرف الأول يصدقه، كما بدا له من المرة الأولى، فيقول له كذبة أولى: الكذب حرام.. ويتبعها مباشرة بكذبة ثانية تفوقها جمالا: أنا بس اللى بطلت التدخين، بينما يتصاعد الدخان من سيجارته التى فى يده.
***
زبانية العهد البائد، مع الفارق فى التشبيه، حاولوا كثيرا أن يقنعونا بما لا سبيل إلى الاقتناع به، أنهم مع الفقير، وأنهم يحاولون أن ينتشلوا الشعب من الجهل والفقر والمرض، وأنهم وأنهم.. والشعب يبتسم راضيا قانعا بأنهم يخدعونه، وهم فى نفس الوقت يعتقدون أن الشعب ساذج وأبله، وأن افتراءاتهم وكذباتهم المتتالية انطلت عليه، وأنهم لم يستنزفوا أقوات الشعب وأصوله، ولكنه شعب من سلالة الفراعنة، أوتى حكمة وبلاغة، فتسمعه يقول: اصبر على جار السو، يا يرحل يا تجيله مصيبة.
آهو جات له– بعيد عن السامعين– مصيبة، ولا شماتة.
اليوم السابع
تعليق