السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الشوق إلى الله؟
- الشوق هو سفر القلب في طلب المحبوب، ونزوعه إليه،
المحب دائماً مشتاق إلى لقاء حبيبه، لا يهدأ قلبه،
ولا يقر قراره إلا بالوصول إليه.
ولا يقر قراره إلا بالوصول إليه.
- وقيل: هو اهتياج القلوب إلى لقاء الله.
كيف نشتاق إلى الله سبحانه ؟
- والشوق إلى لقاء الله -تعالى- لا يكون إلا بالهروب من مساخط الله -تعالى- ومعاصيه،
كما أنه لا يرجو لقاء الله -تعالى- إلا من أحسن العمل؛
لقوله -تعالى-: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(العنكبوت:5).
لقوله -تعالى-: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(العنكبوت:5).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي: في الدار الآخرة، وعمل صالحاً -أي في الدنيا-،
ورجا ما عند الله من الثواب الجزيل، فإن الله سيحقق له رجاءه، ويوفيه عمله كاملاً موفراً،
فإن ذلك كائن لا محالة؛ لأنه سميع الدعاء، بصير بكل الكائنات"
فإن ذلك كائن لا محالة؛ لأنه سميع الدعاء، بصير بكل الكائنات"
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "قيل: هذا تعزية للمشتاقين، وتسلية لهم.
أي: أنا أعلم أن من كان يرجو لقائي، فهو مشتاق إلي، فقد أجَّلت له أجلاً يكون قريب؛
فإنه آتٍ لا محالة، وكل آتٍ قريب...، وفيه تعليل للمشتاقين برجاء اللقاء.
فإنه آتٍ لا محالة، وكل آتٍ قريب...، وفيه تعليل للمشتاقين برجاء اللقاء.
لولا التعلق بالرجاء لقُطـِّعَت
نفس المحب صبابة وتشوُّقا
حتى إذا رَوْح الرجاء أصابه
سكن الحريقُ إذا تعلل باللُّقا
ويقول الله -تعالى- عن موسى -عليه السلام-: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى).
وهذا جواب موسى -عليه السلام- لربه -تعالى- عندما قال له:
(وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)
(طه:83-84).
(طه:83-84).
فالذي حمله على المبادرة هو طلب رضى ربه، وأن رضاه -تعالى- في المبادرة إلى أوامره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن رضى الرب في العجلة إلى أوامره".
وبهذه الآية استدل السلف على أن الصلاة في أول الوقت أفضل.
مثيرات الشوق إلى لقاء الله - سبحانه وتعالى-:
أولاً: الشوق إلى لقاء الله -تعالى- أثر من آثار المحبة، ومرتبط بها زيادة ونقصاً، وقوة وضعفاً.
وعليه فلابد للعبد المؤمن المشتاق إلى لقاء الله -تعالى- أن يتلبَّس دائماً بالأسباب الجالبة لمحبة الله -تعالى-
من قراءة القرآن بالتدبر، والتقرب إليه -تعالى- بالنوافل بعد الفرائض، ومن دوام ذكره على كل حال، ومن إيثار محابِّه على محابِّك لاسيما عند غلبات الهوى، ومطالعة القلب لأسمائه وصفاته،
وتقلبه في رياض هذه المعرفة، ومشاهدة بره وإحسانه، وانكسار القلب بين يدي الله -تعالى-،والخلوة به وقت النزول الإلهي، ومجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم كما يُنتَقى أطايب الثمر،
ومباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله -تعالى-.
ثانياً: والشوق إلى لقاء الله - سبحانه وتعالى- ثمرة الشكر لله -تعالى-،
وتقلبه في رياض هذه المعرفة، ومشاهدة بره وإحسانه، وانكسار القلب بين يدي الله -تعالى-،والخلوة به وقت النزول الإلهي، ومجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم كما يُنتَقى أطايب الثمر،
ومباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله -تعالى-.
ثانياً: والشوق إلى لقاء الله - سبحانه وتعالى- ثمرة الشكر لله -تعالى-،
فعلى قَدْر شكر العبد ربه -تعالى- بالأعمال الظاهرة والباطنة،
وتصحيح العبودية يكون سروره به، واستبشاره بلقائه.
وتصحيح العبودية يكون سروره به، واستبشاره بلقائه.
ثالثاً: استحضار رؤية الله سبحانه و -تعالى- في الآخرة، فهي سبب عظيم للشوق إلى لقاء الله سبحانه و-تعالى-؛
ولذلك ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهما في هذا الدعاء العظيم:
(وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ).
ولذلك ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهما في هذا الدعاء العظيم:
(وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ).
- وكذلك استحضار ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-:
(يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
(يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
ولن نعدم من ربٍّ يضحك خيراً كما روي عن الصحابة -رضي الله عنهم-!
وفي حديث المرور على الصراط: (حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه...
وفيه الحوار الجليل العظيم بين الربِّ -جَلَّ جَلالُهُ- وبين هذا العبد بعد أن أنجاه الله -تعالى- من النار...
وفيه ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟
فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب -عز وجل- من قوله، فيقول: لا، ولكني على ذلك قادر...) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وفيه الحوار الجليل العظيم بين الربِّ -جَلَّ جَلالُهُ- وبين هذا العبد بعد أن أنجاه الله -تعالى- من النار...
وفيه ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟
فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب -عز وجل- من قوله، فيقول: لا، ولكني على ذلك قادر...) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
من تأمل ذلك كان عوناً له على الشوق إلى لقاء الله -تعالى.
السلف والشوق إلى الله سبحانه -تعالى-:
- هذه الأسباب والمثيرات هي التي هَيَّجت الصالحين على طلب الشوق إلى الله سبحانه و-تعالى-، والعيش على ذلك.
كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: "أحب الموت اشتياقاً إلى ربي...".
كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: "أحب الموت اشتياقاً إلى ربي...".
وكانت عجوزٌ مُغيبة (أي: غاب قريب لها)، فلما قدم من سفره، فرح به أهله وقاربه،
وقعدت تبكي، فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت: ذكَّرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على الله -عز وجل-!
وقعدت تبكي، فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت: ذكَّرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على الله -عز وجل-!
وكان أبو عبيدة الخواص -رحمه الله- يمشي في الأسواق،
ويضرب على صدره، ويقول: "واشوقاه إلى من يراني ولا أراه".
ويضرب على صدره، ويقول: "واشوقاه إلى من يراني ولا أراه".
وقال عنبسة الخولاني: "كان من قبلكم لقاء الله أحب إليهم من الشهد".
وقال بعضهم: "طال شوقي إليك فعجِّل قدومي عليك".
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في بداية أمره يخرج أحياناً إلى الصحراء
يخلو عن الناس، لقوة ما يَرِد عليه، ويتمثل بقول الشاعر:
يخلو عن الناس، لقوة ما يَرِد عليه، ويتمثل بقول الشاعر:
وأخرج من بين البيوت لعلَّني أحدِّث عنك النفسَ بالسر خالياً
يقول ابن القيم -رحمه الله-: "وصاحب الحال إن لم يرده الله -سبحانه وتعالى-
إلى الخلق بتثبيت وقوة، وإلا فإنه لا صبر له على مخالطتهم"، والله المستعان.
إلى الخلق بتثبيت وقوة، وإلا فإنه لا صبر له على مخالطتهم"، والله المستعان.
- اسأل نفسك:
هل نحن نحب ونشتاق إلى لقاء الله سبحانه و -تعالى- في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة؟
أم أن هناك عوائق وحوائل تحول بيننا وبين ذلك؟
أم أن هناك عوائق وحوائل تحول بيننا وبين ذلك؟
كل منا يسأل نفسه ويجيب!
- قال أبو بكر لعمر -رضي الله عنهما- حين وصَّاه: "إن حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت -ولابد منه-،
وإن ضيعتها لم يكن غائب أكره إليك من الموت، ولن تُعجِزه".
وإن ضيعتها لم يكن غائب أكره إليك من الموت، ولن تُعجِزه".
وقال أبو حازم -رحمه الله-: "كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت".
وقال بعض السلف: "ما يكره الموت إلا مُريب".
وأحسن القائل عندما قال:
أمستوحشٌ أنت مما جَنَيْتَ فأحسن إذا شئت واستأنس
اللهم إنا نسألك لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ. آمين.
اللهم اجعلنا مما يبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق