حقا كانت نعم الزوجة أرجوا العزاء
كانت في الثالثة عشر صغيرة بريئة كانت طفلة
كنت فتى في العشرين اصغر من طالته تلك المحنة
كانت تأتى لزيارة أبيها ومع الأيام صارت عروسا تلك الطفلة
إذا بابيها يخطبنى لها قلت أأفعل …والقضبان قال نعم نِعم الخلة
وانفرجت المحنة وما نسيت كلمات أبيها وما قاله وسط الأزمة
فاتحت أمي قالت ابنة خالك أولى بك لعلها تنسيك تلك الغمة
قلت لا يا أمي أريد من تعينني على الطريق وتحمل عنى هموما صعبة
قالت أنت وشئنك فرحت اعد لهذا اليوم يوم الخطبة
ذهبت إليها نظرت في عينيها أطرقت خجلا وأضاءت على وجهها بسمة
قلت أترضين بي زوجا قالت لقد ارتضاك أبى قلت انتظري لحظة
قالت ماذا قلت مطارد يوم معك ويوم تأتي الفتنة
قالت لهذا ارتضيتك قلت يحاربونني ويطاردونني قالت وما العلة
قلت لأني على الحق قالت عرفت فالزم قلت قد أصبح جثة
قالت وماذا جنيت قلت أقول ربى الله قالت إذن تسبقني إلى الجنة
قلت ولكن أمي قالت استعن بالله..واصبر قمت كأني غريبا عاد لوطنه
فعقدت عليها قلت لها لا اعرف كلام الغزل قالت يكفيني من عينيك نظرة
قلت يا بنت الناس مازلنا على البر قالت إني في البحر ونعم الغرفة
قلت محني كثيرة قالت ومن لها غيري أحب حياتك ونعم السكنة
ثم تزوجنا وحملت بطفل ما أسعدنا لكن فجأة عادت تلك الطعنة
وجروني مكبلا فترقرق الدمع في عينيها قلت الم اقل لكي حياتي خشنة
قالت اثبت انك على الحق قيدك حول رقبتي اثبت إياك والدعة
ذهبوا بي لمكان بعيد كانت تأتى لزيارتي قلت ثقل حملك استريحي مرة
قالت وما الراحة إلا في جوارك آتيك شوقاً وان طالت المدة
ولكن شاء الله أن تكون مشقة الطريق سببا لوفاة جنينها ...كانت صدمة
زارتني فقالت أضعت أمانتك قلت مشيئة الله قالت قمت بدفنه
وانفرجت المحنة ومرت الأيام وكانت المفاجأة لن تكون أماً يوما فقالتبشة
لما لا تتزوج لم اجبها فكررتها قلت ومن قال لكي أنى لم أتزوج فأخذتها هزة
قالت بصوت متحشرج منذ متى قلت من قبل أن نتزوج قالت تمزح قلت البتة
ولى من البنيين والبنات وأحبهم ويحبونني قالت من أمهم؟ قلت الدعوة
أبناؤها أبنائي وبناتها بناتي قالت أربيهم معك قلت نعم نِعم الزوجة
واتيتها يوما فرحا حبيبتي معي عقد عمل سنسافر ونبتعد عن كل خوف وكل الظلمة
نظرت في صرامة
وقالت ما على هذا تبعتك قلت على ما إذن؟ قالت ما تبعتك لدنيا عفنة
بل على الجهاد والصبر فإن سفرنا فمن للصبر والثبات قلت احبك هذه الغيرة
ومرة أخرى اسحب وراء القضبان هذه المرة قد تطول همٌ لا اعرف وزنه
قلت لها يا بنت الناس أنت في حل قالت لا تكمل ليتني مكانك تلك السُنة
قلت تزوجي قالت وهل في الرجال احد بعدك قلت قد اعدم قالت تسبقني إلى الجنة
وذهبت وراء القضبان وظلت تأتى لزيارتي لكن بدأت تذبل تلك الوردة
سألتها مالك قالت من قلقي عليك داهمها السرطان لم تخبرني لم تتأخر مرة
آآه هذه الأسلاك تمنعني أن المس يدها قلت اكشفي وجهك قالت الناس حولنا أين العفة
كانت تخفي علي مرضها وفجأة مأمور السجن يقول زيارة وعلى وجهه بشة
من غير أسلاك ولا قضبان أخيرا انظر إلى وجهك ما هذا أين وجهك كانت كسرة
قالت من حقك أن تعرف حقيقة مرضى هل أنت عنى راض أيامي أصبحت معدودة
ثرت بكيت لما أنا أخر من يعلم قالت ما كان يجديك أن تتألم ساعات مُرة
هل أنت عنى راض قد لا نلتقي بعد اليوم ...لا لا سأحطم هذه القضبان النتنة
أكرهكم أيها الطغاة .. شددت على يدي مودعة وقالت لعل الله يبدلك من هي خير منى عشرة
ظللت أبكى واختفت من أمامي ثم آتاني نعيها في نفس اليوم نعم ماتت كانت غصة
سمحوا لي بحضور جنزتها وأنا محمولا كالشيخ الهرم اذكر كلاماتها تلك الفطنة
دس أخوها في يدي خطاب منها توصيني بالصبر والثبات وتترك لي أسماء زوجات عدة
مزقت الورقة وعدت لزنزانتي وقلت
وهل في النساء احد بعدك نِعم الزوجة
تعليق