مجلة البنيان المرصوص
العدد الأول
تم بفضل الله وحده
نسأل الله التوفيق والسداد
يقول ربي وأحق القول قول ربي :
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين
[سورة آل عمران:133].
================================================== ======
درس من السيرة
كتبها :: د/ مسلم
غفر الله له ولوالديه
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدأن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابهأجمعين
أما بعد: فكان أولانبثاق نور الله على عبده ورسوله ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم بالعلم والتوحيدفنزل عليه
اقرأوهذا أمر بالعلمباسم ربكوهذا أمربالتوحيدالذي خلق * خلق الإنسان من علقوهذا أمر بمعرفة ربوبيةاللهأقرأ وربك الأكرمهذا أمر بمعرفة ألوهية الله عز وجل فهو أكرممن كل شيء إذ هو أكبر من كل شيء, إذ هو الإله الذي يستحق وحده العبادة.
كان هذا أول ما نبئ بهرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرسل بالمدثر, نزل عليه صدر سورة المدثر وفيهاالأمر بالبلاغ والأمر والأمر بالتوحيد
قم فأنذرهذا هوالأمر بالبلاغ
وربك فكبرفهذا هو الأمر بالتوحيد
وثيابك فطهرأي من الشرك ورجزه
والرجزفاهجروالرجز هو عبادة الأصنام فهذا أمر من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليهوسلم بالمبالغة في هجران الأصنام, في هجران الشرك وأهله وأمر له بالثبات والاستمراروالدوام علي ذلك.
وقامرسول الله صلى الله عليه وسلم بواجب الدعوة إلي ربه خير قيام لبث في مكة ثلاثة عشرعاما يدعو قومه إلي توحيد الله عز وجل ويدعوهم إلي مكارم الأخلاق وينهاهم عن عبادةالأوثان ويسفه أحلام أولئك الذين عبدوا أحجارا لا تنفع ولا تضر, ثلاثة عشر عاماكلها دعوة دائبة ثابتة مستمرة لتأسيس الإيمان في القلوب وغرس بذرة التوحيد فيالنفوس ورعايتها حتى تؤتي أكلها بإذنربها.
ثمهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلي هذه المدينة المباركة وواصل فيها دعوته النبويةالمباركة فمكث في هذه المدينة عشر سنين أكمل فيها بناء المجتمع الإسلامي وثبتخلالها أركان الدولة الإسلامية وأشهر خلالها نار الجهاد مع نور الدعوة وكان مجملعمر دعوته النبوية صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين عاما غير فيها وجه التاريخ بإذنربه وأشعل نور سراج الإسلام الذي مازال ينير للناس طريقهم حتىاليوم.
ثلاثة وعشرون عاما عمر قصير في تاريخ البشرية ولكنها كانت كافية لتحقيقتلك الأهداف العظمى علي يد النبي صلى الله عليه وسلم, وهنا درس عظيم في مدرسةالدعوة النبوية يجب أن نعيه وندركه تماما فثلاثة وعشرون عاما كابد فيها سيدنا رسولالله صلى الله عليه وسلم من المشاق ما تنوء به كواهل البشر ومرت به خلالها من المحنوالشدائد والفتن والمواقف الحرجة ما تنهار دونه الجبال الرواسي ولكنه صلى الله عليهوسلم تحمل كل ذلك صابرا محتسبا ثابتا علي طريقالدعوة.
فلماذا كل هذا الابتلاء الشديد؟ولماذا كل هذه المكابدة العظيمة للنبي المصطفي صلى الله عليهوسلم؟
فالله جل جلاله قادر علي أن يحقق لنبيه ومصطفاه كل تلك الأهداف العظيمةمن دعوته دون أي مكابدة أو مشقة يلاقيها صلى الله عليه وسلم, قادر أن يحقق له كلذلك بطريق المعجزة والخوارق, ألم يشق له القمر نصفين حتى رأت قريش كل نصف منهما فيجهة فلماذا لم يحقق جل جلاله كل تلك الأهداف السامية العظيمة في الدعوة النبوية بلامكابدة أو مشقة بطريق المعجزة
لقد شاء جلت قدرته أن تكون الدعوة النبوية درسا لهذه الأمة بعد نبيهاصلى الله عليه وسلم, ولذلك فقد سارت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في طريق السننالربانية وليس في طريق المعجزات والخوارق الكونية لأن محل القدوة هو في تلك السننوليس هو في تلك الخوارق مع أن المعجزات صاحبت دعوته صلى الله عليه وسلم وظهرت خلالحياته صلى الله عليه وسلم لكن المعجزة كانت تأتي وظيفتها بعد أن يستنفذ النبي صلىالله عليه وسلم كافة مستلزمات السنن الربانية التي لا تتغير ولا تتبدللأحد
ولنضرب بعض الأمثلة والنماذج علي هذه الحقيقة الهامة وعلي هذاالدرس العظيم ::
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم فيدعوته الوسائلوالأساليب التي تتطلبها المرحلة وتقتضيها الظروف ففي بادئ الأمر في بداية دعوته صلىالله عليه وسلم وهو وحيد أو هو مع أفراد قلائل ممن آمن وعود الدعوة طرى بعد كان صلىالله عليه وسلم يدعو إلي الله سرا, لبث يدعو إلي الله سرا ثلاث سنين حتى نزل عليهقوله تعالى: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين[الحجر:94].
حينئذ جهر صلى الله عليه وسلم بدعوته وفي تلك المرحلة السرية التي امتدتثلاث سنين في مكة كان صلى الله عليه وسلم يتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لإخفاءنشاطاته وتحركاته عن أعين جبابرة المشركين وطواغيت قريش آنذاك حتى لا يئد الدعوة فيمهدها حتى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما أراد قبل إسلامه الوصول إلي رسول اللهصلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف أين يجده ولا أين يجتمع صلى الله عليه وسلم بأصحابهولولا أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأوا رقة عمر وميله إلي الإسلام , لولا أنهم دلوه علي مكانه صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم ما اهتدى إليه عمر وفيهذا درس عظيم لهذه الأمة أن تتخذ لكل شيء سببا , فأما إذا لم تتخذ الأسباب فلاتلومن حينئذ إلا نفسها إذا خابت النتائج.
فيهذا درس عظيم للمؤمنين ألا يغتروا بأنفسهم ويتقاعسوا عن بذل الأسباب ثم ينتظرونالنصر والتمكين ينزل عليهم من السماء علي أجنحة الملائكة, كلا ليس الأمر كذلك فانالقضية ليست قضية خوارق ومعجزات ولكنها قضية أسباب ومسببات فمن بذل الأسباب أدركالنتائج ومن فوت الأسباب فوت النتائج, فإذا لم يبذل المؤمنون الأسباب ولم يوفوابالشروط فاتهم الظفر والتمكين وفي دعوة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لهم قدوةوأسوة ودرس بليغ في ذلك .
أعوذ بالله من الشيطانالرجيم:وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهمفي الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينه الذي أرتضى لهم وليبدلنهم منبعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون[سورة النور:55].
وصلى اللهم على نبينامحمدا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
================================================== =========
تعالوا نحارب الرياء بإذن الله
د/ خالد الرفاعي
غفر الله له ولوالديه
حديث مرعب
كنت كلما قرأت هذا الحديثشعرت بالرعب لذا فقد رأيت أن أنقله لكم كما هو ثم نتحدث عن فقه التعامل مع مثل هذاالحديث و الآفة الخطيرة التي يتحدث عنها
حدثنا سويد بن نصرأخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا حيوة بن شريح أخبرني الوليد بن أبي الوليد أبوعثمان المدائني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه : أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد أجتمع عليه الناس فقال من هذا فقالوا أبو هريرة فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له أنشدك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعللأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغه فمكث قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيرهثم نشغ أبو هريرة نشغه أخرى ثم أفاق فمسح وجهه فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت مامعنا أحد غيري وغيرهثم نشغ أبو هريرة نشغه أخرى ثم أفاق ومسح وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلموأنا معه في هذا البيت ما معه أحد غيرى وغيرهثم نشغ أبوهريرة نشغه شديدة ثم مال خارا على وجهه فأسندته علي طويلا ثم أفاقف قالحدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل امة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتلفي سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به أناء الليل وأناء النهار فيقولالله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال إن فلانا قارئ فقدقيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله لهكذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيلذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله تعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة وقال الوليد أبو عثمان فأخبرني عقبة بن مسلم أن شفياهو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنهكان سيافا لمعاوية فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق الله ورسوله { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريبقال الترمذي : حديث حسن غريب
انظروا ما حدث لأبي هريرة رضي الله عنه عندماأراد أن يروي فالحديث و إن كان مخيف فالطريقة التي روا بها الصحابي الجليل الحديثأكثر رعبا .
انظروا ما حدث لأبي هريرة رضي الله عنه عندماأراد أن يروي فالحديث و إن كان مخيف فالطريقة التي روا بها الصحابي الجليل الحديثأكثر رعبا .
أول من تسعر بهم النار ليسوا من أعداء الإسلامفي الظاهر ليسوا من الكفرة أو الزناة أو الملحدين أو المحاربين لدين الله بل ......... عالم و مجاهد و شخص منفق لأمواله في الخير .
أخوتاااه لا أريد أن أطيل علكم فموضوع الرياء يحتاج لعشرا الصفحات للكلامعليه و لكن اليوم نحن في محاولة جادة للتخلص من تلك الآفة المرعبة فما الوسيلة
1- الدعاء
عن معقل بن يسار قال : انطلقت معأبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من جعل مع الله الها آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلتهذهب عنك قليله وكثيرهقال قلاللهمإني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لاأعلم
2- تذكر عواقب الرياء أو السمعة الدنيويةوالأخروية
3- معرفة الله - عز وجل - حق المعرفة ، فإن هذهالمعرفة تعين على تقدير الله حق قدره ، الأمر الذي يؤدى إلى التخلص من الرياء أوالسمعة ، ثم التحلي بالإخلاص ، وسبيل ذلك معايشة الكتاب و السنة .
4- مجاهدة النفس ، حتىتهذب من الغرائز التي تملى على الإنسان الرياء أو السمعة و التي من جملتها الرغبةفي الصدارة أو المنصب ، وكذلك الطمع فيما في أيدي الناس ، وحب الثناء أو المحمدة .
5- الوقوف على أخبارالمرائين ، ومعرفة عواقبهم ، فإن ذلك مما يساعد على تجنب هذا الداء ، أو هذه الآفة، لئلا تكون العاقبة كعاقبة هؤلاء
.6- دوام النظر أو السماع للنصوص المرغبة في الإخلاص ، والمحذرة من الرياء ، فإن بداية الإقلاع عن الأخطاء والالتزام بالصواب تكون بوضوحالرؤية ، ودقة التصور ، إذ من جهل شيئاً عاداه ، كما قال الله عز وجل{ بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله }
.7- محاسبة النفس أولاًبأول للوقوف على عيوبها ، ثم التخلص من هذه العيوب
.8- التذكر بأن كل شئ يجرى في هذا الكون بقضاء وقدر :
عن معقل بن يسار قال : انطلقت معأبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من جعل مع الله الها آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلتهذهب عنك قليله وكثيرهقال قلاللهمإني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لاأعلم
2- تذكر عواقب الرياء أو السمعة الدنيويةوالأخروية
3- معرفة الله - عز وجل - حق المعرفة ، فإن هذهالمعرفة تعين على تقدير الله حق قدره ، الأمر الذي يؤدى إلى التخلص من الرياء أوالسمعة ، ثم التحلي بالإخلاص ، وسبيل ذلك معايشة الكتاب و السنة .
4- مجاهدة النفس ، حتىتهذب من الغرائز التي تملى على الإنسان الرياء أو السمعة و التي من جملتها الرغبةفي الصدارة أو المنصب ، وكذلك الطمع فيما في أيدي الناس ، وحب الثناء أو المحمدة .
5- الوقوف على أخبارالمرائين ، ومعرفة عواقبهم ، فإن ذلك مما يساعد على تجنب هذا الداء ، أو هذه الآفة، لئلا تكون العاقبة كعاقبة هؤلاء
.6- دوام النظر أو السماع للنصوص المرغبة في الإخلاص ، والمحذرة من الرياء ، فإن بداية الإقلاع عن الأخطاء والالتزام بالصواب تكون بوضوحالرؤية ، ودقة التصور ، إذ من جهل شيئاً عاداه ، كما قال الله عز وجل{ بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله }
.7- محاسبة النفس أولاًبأول للوقوف على عيوبها ، ثم التخلص من هذه العيوب
.8- التذكر بأن كل شئ يجرى في هذا الكون بقضاء وقدر :
{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابمن قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } ، وأن الخلق مهما كانت قوتهم ، ومهما كانسلطانهم فإنهم عاجزون عن أن يجلبوا لأنفسهم نفعاً أو يدفعوا عنها ضراً فضلاً عن أنيملكون هذا لغيرهم { إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوالكم إن كنتم صادقين } ، { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً }.
================================================== ===============
تعليق