أنت إذاً ليبــــرالـى !
أشـرف فـوزي | 09-04-2011 00:02
إذا كنت تتقرب إلى آلهتك الخارجية والداخلية بترانيم السير الذاتية لكل من : النفعي البراغماتي «جيرمي بنتام» أو الديمقراطي « جون لوك» أو المتسلط «توماس هوبز» ، وتحفظ عنهم وعن تفاصيل حياتهم أكثر مما تعرف عن أمك وأبيك أو ابنك وأخيك ، وتتعبد بتراتيل محرراتهم في محاريب المعابد العلمانية وفي قاعة الكاتدرائية ، في حين تجهل ماهو الإسلام ومن هو نبي الإسلام ومن هم علماء الإسلام وتصادر على المسلمين حق التعرف على سيرة نبيهم والتأسي بحياة رسولهم ..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذا ليبرالي .
إذا كنت تصادر على الناس الحق في الحياة وفق تراثهم الثقافي ومرجعياتهم الدينية وتفرض عليهم ثقافة نبتت في أرض غير أرضهم ، وإن قبلوا منك ؛صنّفتَهم من المتحضرين والمتطورين والتقدميين ، وإن زهدوا فيما تعرضه عليهم ورفضوا عمليات غسيل المخ التي تريد أن تجريها لهم ،؛ صنّفتهم من المتخلّفين والمتحجّرين والغيبيّبن..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تدلّس على الناس فتعظم لهم «فولتير» وأقوال «فولتير» ودين «فولتير» وسيرة «فولتير»! وتسخر عندهم من أئمتهم وقادتهم وعلمائهم، في حين تصادر علي الناس حقهم في احترام وتعظيم أقوال وأفعال أئمتهم وقادتهم وعلمائهم..أنت إذاً أنت ليبرالي .
إذا كنت غير علمي وغير موضوعي فتقول بفصل الأديان عن الدولة دون أن تميّز أو تفرّق بين دين للروح فقط أقحم نفسه في شئون الدنيا؛ فأقيمت ممالك وإمبراطوريات مسيحية أنزل فيها البابوات أنفسهم منزلة الإله فأفسدوا الدين والدنيا ، ودين آخر كتبت في ظله أول وثيقة مدنية في التاريخ وطلب حاكم في ظله من الناس أن يقوّموه إن خالف أمرهم وعظّم آخر رأي امرأة فخطّأ نفسه ،وأقرّ قولها وقدم نموذجا في العدالة عزيز ، دين شمل كافة جوانب الحياة الروحية والمادية والمدنية فنسجت ( في ظله ) حضارة أثرت دنيا الناس .
إذا كنت لا تراعي الدارسات المقارنة بين الأديان وتدعو لفصل الدين عن الدولة دون أن تدري أنه لاعلاقة للإسلام هنا بفشل المسيحية هناك !.. فتكون مثل الذي نادي بفصل الطب عن المستشفي؛ لأن طبيب أسنان تصدي لعلاج مريض القلب فقتله أو مثل الذي نادي بفصل القضاء عن المحاكم لأن قاضيا تصدي للنظر فيما ليس من اختصاصه فظلم ... إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي.
إذا كنت تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وعدم استخدام المساجد في الشأن السياسي ليل نهار ثم تعلن عن تأسيس حزبك من الكاتدرائية . أنت إذاً تدعو إلى فصل الإسلام فقط عن السياسة ..أنت إذاًَ ليبرالي .
وإذاكنت تعتبر أن الكتلة الاستفتائية الثورية التي قالت «لا »والتي لم تبلغ نسبتها على أفضل تقدير نسبة 25% من الكتلة الثورية هي التي تمثل الثورة، في حين تعتبر أن الكتلة الاستفتائية الثورية التي قالت« نعم »والتي بلغت نسبتها أكثر من 75% من الكتلة الثورية ( ما بينته في مقال : الثورة قالت نعم ) لا تمثل الثورة ..فأنت إذا تعظم توجه الأقلية لأنها وافقت توجه النخبة العلمانية الليرالية وتسفه توجه الأغلبية لأنها خالفت ..إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي .
إذا كنت تشجّع و ترحّب وتحتفي بمؤتمرات أرباب « العلماني اليوم »!المُموّلة أمريكيا وحوارات ( قالوا وطنية ) مريبة تستبق الانتخابات البرلمانية؛ تريد الالتفاف على الإرداة الشعبية الجمعية وحملها كرها على تبني توجهات دستورية أو سياسية تجرح الهوية الثقافية والاجتماعية للدولة المصرية ..إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تعتبر المقالات التي تنتقدك هي : " متهافتة مضمونا ولغة تنشرها بعض المواقع الإلكترونية ضدك " وأن من ينتقدوك هم : " محدودي الحجة وضيقي الأفق يريدون إبعادك عن القضايا العامة أو تغيير أولوياتك" ..أنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تدلّس علي الناس فتبين لهم جوانب الملاحة في الليبرالية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتكتم عنهم جوانب القباحة في الليبرالية الثقافية والوثنية والتي نعتها بعض كبار فلاسفة الغرب بأحط النعوت ؛والتي تقود الفرد إلى التحلل من كل قيمة أو خلق أو دين فتتيح له حرية الشذوذ وتدمير العلاقات الاجتماعية الفطرية الشرعية السوية ..أنت إذاً ليبرالي .
إذا كنت تقيم الدنيا ولا تقعدها ـ ومعك كل الحق ـ لأن أحدهم عبث بحرمة ميت فهدم قبره أو اعتدي على حي بقطع أذنه ، في حين لا تحرك ساكنا أمام عبث البابوات بحرمة الأحياء وحرية الأحياء وقطع الحياة عن الأحياء كما حدث مع كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين .. أنت إذا ليبرالي.
وإذا كانت ترصد بعين ثاقبة القذي في عين قادة وزعماء وأعضاء الحركات الإسلامية ، في حين تغض البصر تأدبا وحياءا عن جزوع النخل في عيون قادة وزعماء وأعضاء التنظيمات الكنسية والمسيحية والعلمانية .. إذا كنت كذلك فأنت إذا ليبرالي.
وأخيرا وليس آخرا إذا كنت تتصدر للعمل العام متصديا لتغيير الاتجاهات الأصيلة (قسرا ) لدي الجماهير وأنت تلوح لهم بيد محاطة بأسورة حمراء غير مكترث بالعرف الاجتماعي أو الثقافي العام ... أنت إذاً ليبرالي جداًَ.
المصدر جريدة المصريون
أشـرف فـوزي | 09-04-2011 00:02
إذا كنت تتقرب إلى آلهتك الخارجية والداخلية بترانيم السير الذاتية لكل من : النفعي البراغماتي «جيرمي بنتام» أو الديمقراطي « جون لوك» أو المتسلط «توماس هوبز» ، وتحفظ عنهم وعن تفاصيل حياتهم أكثر مما تعرف عن أمك وأبيك أو ابنك وأخيك ، وتتعبد بتراتيل محرراتهم في محاريب المعابد العلمانية وفي قاعة الكاتدرائية ، في حين تجهل ماهو الإسلام ومن هو نبي الإسلام ومن هم علماء الإسلام وتصادر على المسلمين حق التعرف على سيرة نبيهم والتأسي بحياة رسولهم ..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذا ليبرالي .
إذا كنت تصادر على الناس الحق في الحياة وفق تراثهم الثقافي ومرجعياتهم الدينية وتفرض عليهم ثقافة نبتت في أرض غير أرضهم ، وإن قبلوا منك ؛صنّفتَهم من المتحضرين والمتطورين والتقدميين ، وإن زهدوا فيما تعرضه عليهم ورفضوا عمليات غسيل المخ التي تريد أن تجريها لهم ،؛ صنّفتهم من المتخلّفين والمتحجّرين والغيبيّبن..إذا كنت كذلك ؛ فأنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تدلّس على الناس فتعظم لهم «فولتير» وأقوال «فولتير» ودين «فولتير» وسيرة «فولتير»! وتسخر عندهم من أئمتهم وقادتهم وعلمائهم، في حين تصادر علي الناس حقهم في احترام وتعظيم أقوال وأفعال أئمتهم وقادتهم وعلمائهم..أنت إذاً أنت ليبرالي .
إذا كنت غير علمي وغير موضوعي فتقول بفصل الأديان عن الدولة دون أن تميّز أو تفرّق بين دين للروح فقط أقحم نفسه في شئون الدنيا؛ فأقيمت ممالك وإمبراطوريات مسيحية أنزل فيها البابوات أنفسهم منزلة الإله فأفسدوا الدين والدنيا ، ودين آخر كتبت في ظله أول وثيقة مدنية في التاريخ وطلب حاكم في ظله من الناس أن يقوّموه إن خالف أمرهم وعظّم آخر رأي امرأة فخطّأ نفسه ،وأقرّ قولها وقدم نموذجا في العدالة عزيز ، دين شمل كافة جوانب الحياة الروحية والمادية والمدنية فنسجت ( في ظله ) حضارة أثرت دنيا الناس .
إذا كنت لا تراعي الدارسات المقارنة بين الأديان وتدعو لفصل الدين عن الدولة دون أن تدري أنه لاعلاقة للإسلام هنا بفشل المسيحية هناك !.. فتكون مثل الذي نادي بفصل الطب عن المستشفي؛ لأن طبيب أسنان تصدي لعلاج مريض القلب فقتله أو مثل الذي نادي بفصل القضاء عن المحاكم لأن قاضيا تصدي للنظر فيما ليس من اختصاصه فظلم ... إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي.
إذا كنت تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وعدم استخدام المساجد في الشأن السياسي ليل نهار ثم تعلن عن تأسيس حزبك من الكاتدرائية . أنت إذاً تدعو إلى فصل الإسلام فقط عن السياسة ..أنت إذاًَ ليبرالي .
وإذاكنت تعتبر أن الكتلة الاستفتائية الثورية التي قالت «لا »والتي لم تبلغ نسبتها على أفضل تقدير نسبة 25% من الكتلة الثورية هي التي تمثل الثورة، في حين تعتبر أن الكتلة الاستفتائية الثورية التي قالت« نعم »والتي بلغت نسبتها أكثر من 75% من الكتلة الثورية ( ما بينته في مقال : الثورة قالت نعم ) لا تمثل الثورة ..فأنت إذا تعظم توجه الأقلية لأنها وافقت توجه النخبة العلمانية الليرالية وتسفه توجه الأغلبية لأنها خالفت ..إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي .
إذا كنت تشجّع و ترحّب وتحتفي بمؤتمرات أرباب « العلماني اليوم »!المُموّلة أمريكيا وحوارات ( قالوا وطنية ) مريبة تستبق الانتخابات البرلمانية؛ تريد الالتفاف على الإرداة الشعبية الجمعية وحملها كرها على تبني توجهات دستورية أو سياسية تجرح الهوية الثقافية والاجتماعية للدولة المصرية ..إذا كنت كذلك فأنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تعتبر المقالات التي تنتقدك هي : " متهافتة مضمونا ولغة تنشرها بعض المواقع الإلكترونية ضدك " وأن من ينتقدوك هم : " محدودي الحجة وضيقي الأفق يريدون إبعادك عن القضايا العامة أو تغيير أولوياتك" ..أنت إذاً ليبرالي .
وإذا كنت تدلّس علي الناس فتبين لهم جوانب الملاحة في الليبرالية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتكتم عنهم جوانب القباحة في الليبرالية الثقافية والوثنية والتي نعتها بعض كبار فلاسفة الغرب بأحط النعوت ؛والتي تقود الفرد إلى التحلل من كل قيمة أو خلق أو دين فتتيح له حرية الشذوذ وتدمير العلاقات الاجتماعية الفطرية الشرعية السوية ..أنت إذاً ليبرالي .
إذا كنت تقيم الدنيا ولا تقعدها ـ ومعك كل الحق ـ لأن أحدهم عبث بحرمة ميت فهدم قبره أو اعتدي على حي بقطع أذنه ، في حين لا تحرك ساكنا أمام عبث البابوات بحرمة الأحياء وحرية الأحياء وقطع الحياة عن الأحياء كما حدث مع كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين .. أنت إذا ليبرالي.
وإذا كانت ترصد بعين ثاقبة القذي في عين قادة وزعماء وأعضاء الحركات الإسلامية ، في حين تغض البصر تأدبا وحياءا عن جزوع النخل في عيون قادة وزعماء وأعضاء التنظيمات الكنسية والمسيحية والعلمانية .. إذا كنت كذلك فأنت إذا ليبرالي.
وأخيرا وليس آخرا إذا كنت تتصدر للعمل العام متصديا لتغيير الاتجاهات الأصيلة (قسرا ) لدي الجماهير وأنت تلوح لهم بيد محاطة بأسورة حمراء غير مكترث بالعرف الاجتماعي أو الثقافي العام ... أنت إذاً ليبرالي جداًَ.
المصدر جريدة المصريون