استراتيجية التفكير عند النبى يعقوب عندما فقد يوسف عليه السلام

[ناصر محمد المصرى]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد رسول الله

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ

استراتيجية التفكير عند النبى يعقوب عندما فقد يوسف عليه السلام

صراحة لقد تلجلجت فى طرح هذه الاستنتاجات
ولكن حثنى حديث العلامة بن عثيمين رحمه الله فى تمنية الاستنتاج من قصة فرعون وموسى عليه السلام
ان اعرض بعض ما لاح لى فى تدبرى لبعض قصص القرءان
واتمنى النقاش وابداء الرأى من اخوانى فى الله
لإثراء بعضنا البعض لما نجنيه من الخير والله الموفق

قصة فقد يعقوب ليوسف عليهما السلام

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُأَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ

وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ

فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

قال احد كبار العارفين لولا خوف يعقوب على يوسف عليهما وعلى رسولنا السلام لما كان فقد يوسف
فصراحة اوقفنى قول هذا العارف قليلا ولا اعرف من اين استنتج فقررت ان ارى كيف وجد ذالك
وكنت يوما اقراء فى كتاب السر فى علم البرمجة اللغوية العصبية فكان احد المحدثين يقول: لما تظنون ان اثر اثرياء العالم واحد فى المائة فقط وبالطبع هم على اصابع اليد تعدهم
فقال ذالك لأنهم لم يفكروا فى شىء غير ان يجنوا الاموال فقط هذا الذى يشغل كل تفكيرهم بمنتهى البساطة كان ذالك بعلم أو اكتسابياً عن طريق تربية العائلة لهم فحصلوا على الاموال كما يحبون
ثم نجد بعد ذالك ان من هؤلاء من فقد ثروته ورجع الى الصفر
وذالك لأن فكرة الخوف استولت على جميع افكارهم فحصدوا نتاج تفكيرهم
ثم مرة اخرى جنوا الاموال كما كان الوضع الاول عليه وذالك لأن بعد افكار الخوف التى استولت عليهم وخسروا كل ما لديهم اصبحوا لا يخافون على شىء لأنه صار لا شىء بعد خسارة الاموال يخافون عليها
فأصبحت فكرت تكوين الثروة من جديد تستولى على افكارهم ليل نهار فعادت اليهم ثروتهم مرة اخرى بالسعى طبعاً

فالذى اقوله ان خوف النبى يعقوب عليه السلام على ابنه يوسف عليه السلام استولى على كل افكاره فحصد مما زرع وكله بقضاء الله والقدر وعلمه عند الله فى الازل وفى ذالك اية لأولى الالباب وما ذالك منى الا تدبر والله اعلم

مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً

أما تأويل الرؤيا فكان عند يعقوب عليه السلام تأويلها وهو من علمه أما كيفية السبيل لتحقق الرؤيا فكان بإذن من الله وفيه ابتلاء

وذاك ما اعطى الامل ليعقوب عليه السلام وهو شأن الرؤيا ومكانة يوسف عليه السلام فيها