المناضل المخدوع
من هو هذا المناضل؟؟
ولماذا خُدع ؟؟
ومن الذين خدعوه ؟؟
وماذا كان رد فعله إزاء هذه الخديعة ؟؟
وما هي علاقتنا نحن بهذا الأمر من الأساس ؟؟؟
لا تتعجل أخي الحبيب فستعرف كل هذا بعد لحظات قليلة …..بعد أن تقرأ هذا الحديث ……
عن أنس رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم قال: (( أتدرون مما أضحك )) قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: (( من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ )) قال: ( يقول: بلى ) قال: (( فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ))فيقول (( كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً وبالكرام الكاتبين شهوداً )) قال: (( فيُختم على فيه ويقال لأركانه انطقي )) قال: (( فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول لأعضائه: بعداً لكنَّ وسُحقاً فعنكن كنت أناضل )).
أظنك الآن عرفت الإجابة على كل الأسئلة السابقة !!!
فالمناضل هو أنا أو أنت أو أي شخص أسرف على نفسه بالمعاصي وظن أنه سيفلت يوم القيامة من الحساب ولكن جاءته المفاجأة من حيث لا يحتسب ولا يشعر فخدعه من كان يظن أنهم لن يخدعوه أبدا .
فيا من تناضل في الدنيا من أجل إشباع رغبات جوارحك …. انتبه !!!!!
فهذا النضال لن يشفع لك عندهم يوم القيامة فهم أول من سيتبرأ منك يومها لأنهم قبل أن يكونوا ملك لك فهم عبيد لله تعالى وخلق من خلقه فولاؤهم الأول والأخير لله تعالى وليس لك وما كنت تظن أنه يفرحهم في الدنيا ستعرف يوم القيامة أنه كان يغضبهم أشد الغضب ولكن غضبهم كان صامتا لأنهم لا يستطيعون الكلام في الدنيا…
ويوم القيامة يكون قد فاض بهم الكيل من ذنوبك في الدنيا فيتكلمون ويتكلمون….تتكلم الأيدي والأرجل والجلود وغيرها من الجوارح ..
يقول المولى عز وجل {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (24) سورة النور
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (65) سورة يس
{حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} فصلت (20: 24 ).
ولنقارن أيها الأحبة بين موقف هذا الشخص وموقف آخر بين يدي الله لشخص مختلف
شخص أسرف على نفسه ولكن تداركته رحمة الله في حياته فتاب وأناب وسلك طريق الهداية ثم مات على ذلك وجاء يوم القيامة عند الحساب وهو خائف وجل يخشى ألا يكون الله عز وجل قد غفر له … انظر كيف سيحاسبه الله عز وجل…
يقول النبي ” إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه وستره من الناس ويقرره بذنوبه فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه “.
فيا لها من فرحة كبيرة يفرحها هذا العبد التائب عندما يرى رحمة الله وهي تغمره …..
والآن أخي الحبيب أريد منك أن تقارن بين هذين الموقفين السابقين ثم تختار أيهما تحب أن يكون موقفك يوم القيامة….
وأنا على يقين بأنك ستختار الموقف الثاني… موقف العبد التائب الذي فاز في الدنيا والآخرة وهذا هو الاختيار الصحيح بالتأكيد.
ولن نكثر عليك الكلام خذ الآن القرار وأعلنها توبة نصوحة تعود بها إلى الله وتسأله أن يغفر لك ذنوبك ويتجاوز عن سيئاتك ويبدلها لك حسنات حتى تلقاه يوم القيامة فائزا.
تسأله ألا يجعلك ممن يناقشون الحساب يوم القيامة لأن من نوقش الحساب عذب كما أخبر النبي e في الحديث الشريف الذي قال فيه ” من حوسب يوم القيامة عذب قالت عائشة أو ليس يقول الله { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قال ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك
ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا جميعا يوم القيامة تحت ظله وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم آمين
تعليق