الصلاة.. الصلاة.. الصلاة
--------------------------------------------------------------------------------
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم تكلم ثلاثاً، وإذا سلّم سلّم ثلاثاً، وإذا دعا دعا ثلاثاً.عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً) [رواه البخاري].
ولعله مع تكرار الدعاء يكون أحرى للإجابة، فمن طرق الباب أكثر من مرة ربما يفتح له الباب المغلق، وأما السلام عند إلقائه يمكن ألا يسمع لأول مرة، أو يكون المسلم عليه منشغلا فلا ينتبه إلا مع التكرار للسلام، ولأنه يمكن أن يتهم الطرف الآخر بأنه لم يسلم عليه تكبراً، ومع تكرار الكلام يتم التأكيد على المطلوب، ويحصل الفهم ويزول الالتباس، وهذا الهدي النبوي أسلوب تربوي تعليمي يقتدي به المسلم إذا احتاج إلى ذلك، ولو نادينا أهل الغفلة عن الصلاة لسمعناهم وقلنا الصلاة الصلاة الصلاة.
هل من المسلمين من لا يصلي؟
عجيب أن تسمع أن من المسلمين من لا يصلي، حدثنا أحد كبار السن ممن هم من أهل الصلاح والصلاة بأنهم لم يكونوا يسمعون أن في مجتمعهم من لا يصلي، ولم يكن يتصور وجود من لا يصلي وهو مسلم ويعيش بين ظهراني المسلمين، ويسمع الأذان خمس مرات في اليوم والليلة ينادي للقيام لأداء الصلاة، حتى نشأت ناشئة من أبناء المسلمين خرجت عن الجادة وفي ظل الترف وبحبوحة العيش بدأ البعض منهم يبتعد عن عبادة ربه ويتهاون في أداء الصلاة، وأقعدهم الكسل عن القيام بعبادة مولاهم الحق وغفلوا عما خلقوا لأجله، ونسوا حظهم من الآخرة، وتركوا العمل بما ينفعهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى (فسوف يلقون غياً) [مريمـ 59]، فهؤلاء صدهم البحث عن الملذات عن إقامة الصلاة، وقد توعدهم الله بالعذاب الأليم، وندعوهم إلى التوبة والندم على ما فات من التقصير، وأن يكون ذلك منهم عاجلا غير آجل حتى تشملهم رحمة الله، ويقبل توبتهم ويعفو عنهم، قال تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) [مريمـ 60].
وبالصلاة ربما تتحقق لهم حسن الخاتمة، فإن الصلوات تتخلل ساعات الليل والنهار، وهي من الأعمال عظيمة الأجر والمثوبة.
إلى الله تب قبل انقضاء الشمل
أخي ولا تأمن مفاجأة الأمر
ولا تغفلن عن دعائي فإنما
دعوتك إشفاقاً عليك من الوزر
تنوح وتبكي للأحبة أن مضوا
ونفسك لا تبكي وأنت على الأثر
يا من تصلي لقد وفقت على خير كثير سيقودك إلى فوز كبير، ولك السعدُ فيما بعدُ، فالزم ما أنت عليه حتى تلقى ربك وهو عنك راض.
ويا من تهاون في أداء الصلاة، تهاونك سيودي بك إلى الخسران وهل ترضى أن تلقى الله وهو عليك غضبان فبادر إلى التوبة، وأقم الصلاة قبل فوات الأوان قاصداً بعملك رضى الرحمن، والنجاة من النيران، والفوز بالجنان، قال تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) وإقامة الصلاة سبيل لذلك الفوز العظيم.
لا حياة بلا صلاة
لا حياة فيها راحة قلبية، وسعادة نفسية، وطمأنينة إلا بالقيام بالصلاة، قال تعالى (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) [الأنعامـ 122].
وشتان بين حياة المصلي المبتهج بما يعمل المتفائل المصدق بموعود ربه المطمئن الآمن، وحياة من لا يصلي ويعيش في قلق بسبب ما حصل منه من تقصير، والصلاة نور لصاحبها، عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء) [رواه البخاري]، فهي نور لمن يقوم بها، وتورثه الأمن قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [البقرةـ 277].
وقد ذكر ابن القيم تأثير الصلاة في حياة صاحبها، قال رحمه الله: الصلاة مجلبة للرزق، مقوية للقلب جالبة للبركة، شارحة للصدر، دافعة للأذى منورة للقلب، مذهبة للكسل، مبيضة للوجه، منشطة للجوارح، مفرحة للنفس، مبعدة للشياطين، مقربة من الرحمن. أ هـ
والصلاة تورث نوراً وحسناً في وجه المصلي، وفي هذا المعنى نذكر موقفا طريفا عن القاضي شريك، جلس القاضي شريك بن عبدالله يملي حديثا على تلاميذه فساق الإسناد ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سكت حتى يكتب المستملي، فدخل عليهم ثابت بن موسى الزاهد فنظر إليه شريك ولما رأى آثار العبادة في وجهه، قال شريك: من كثرة صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، ويقصد ثابت فظن ثابت أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ يحدث به.
ومن أدى الصلاة على الوجه المشروع لها تورث حياة طيبة على صاحبها، وأن أداءها يتضح على وجه صاحبها، قال تعالى (سيماهم في وجوهم من أثر السجود) ومن يتهاون في أداء الصلاة يعرف ذلك بكآبة تعلو وجهه، وليس كل شخص يرى هذه الكآبة وإنما هي فراسة يجعلها الله عند أهل الصلاة والإيمان يعرفون بها تلك الوجوه البائسة وإلا من هم على شاكلتهم في التقصير فلا يوجد عندهم هذا الحس، فأهل الصلاة على نور من ربهم ولن يخيبهم الله جزاء ما عملوا فهم قد امتثلوا قوله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) [البقرةـ 110].
--------------------------------------------------------------------------------
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم تكلم ثلاثاً، وإذا سلّم سلّم ثلاثاً، وإذا دعا دعا ثلاثاً.عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً) [رواه البخاري].
ولعله مع تكرار الدعاء يكون أحرى للإجابة، فمن طرق الباب أكثر من مرة ربما يفتح له الباب المغلق، وأما السلام عند إلقائه يمكن ألا يسمع لأول مرة، أو يكون المسلم عليه منشغلا فلا ينتبه إلا مع التكرار للسلام، ولأنه يمكن أن يتهم الطرف الآخر بأنه لم يسلم عليه تكبراً، ومع تكرار الكلام يتم التأكيد على المطلوب، ويحصل الفهم ويزول الالتباس، وهذا الهدي النبوي أسلوب تربوي تعليمي يقتدي به المسلم إذا احتاج إلى ذلك، ولو نادينا أهل الغفلة عن الصلاة لسمعناهم وقلنا الصلاة الصلاة الصلاة.
هل من المسلمين من لا يصلي؟
عجيب أن تسمع أن من المسلمين من لا يصلي، حدثنا أحد كبار السن ممن هم من أهل الصلاح والصلاة بأنهم لم يكونوا يسمعون أن في مجتمعهم من لا يصلي، ولم يكن يتصور وجود من لا يصلي وهو مسلم ويعيش بين ظهراني المسلمين، ويسمع الأذان خمس مرات في اليوم والليلة ينادي للقيام لأداء الصلاة، حتى نشأت ناشئة من أبناء المسلمين خرجت عن الجادة وفي ظل الترف وبحبوحة العيش بدأ البعض منهم يبتعد عن عبادة ربه ويتهاون في أداء الصلاة، وأقعدهم الكسل عن القيام بعبادة مولاهم الحق وغفلوا عما خلقوا لأجله، ونسوا حظهم من الآخرة، وتركوا العمل بما ينفعهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى (فسوف يلقون غياً) [مريمـ 59]، فهؤلاء صدهم البحث عن الملذات عن إقامة الصلاة، وقد توعدهم الله بالعذاب الأليم، وندعوهم إلى التوبة والندم على ما فات من التقصير، وأن يكون ذلك منهم عاجلا غير آجل حتى تشملهم رحمة الله، ويقبل توبتهم ويعفو عنهم، قال تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) [مريمـ 60].
وبالصلاة ربما تتحقق لهم حسن الخاتمة، فإن الصلوات تتخلل ساعات الليل والنهار، وهي من الأعمال عظيمة الأجر والمثوبة.
إلى الله تب قبل انقضاء الشمل
أخي ولا تأمن مفاجأة الأمر
ولا تغفلن عن دعائي فإنما
دعوتك إشفاقاً عليك من الوزر
تنوح وتبكي للأحبة أن مضوا
ونفسك لا تبكي وأنت على الأثر
يا من تصلي لقد وفقت على خير كثير سيقودك إلى فوز كبير، ولك السعدُ فيما بعدُ، فالزم ما أنت عليه حتى تلقى ربك وهو عنك راض.
ويا من تهاون في أداء الصلاة، تهاونك سيودي بك إلى الخسران وهل ترضى أن تلقى الله وهو عليك غضبان فبادر إلى التوبة، وأقم الصلاة قبل فوات الأوان قاصداً بعملك رضى الرحمن، والنجاة من النيران، والفوز بالجنان، قال تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) وإقامة الصلاة سبيل لذلك الفوز العظيم.
لا حياة بلا صلاة
لا حياة فيها راحة قلبية، وسعادة نفسية، وطمأنينة إلا بالقيام بالصلاة، قال تعالى (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) [الأنعامـ 122].
وشتان بين حياة المصلي المبتهج بما يعمل المتفائل المصدق بموعود ربه المطمئن الآمن، وحياة من لا يصلي ويعيش في قلق بسبب ما حصل منه من تقصير، والصلاة نور لصاحبها، عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء) [رواه البخاري]، فهي نور لمن يقوم بها، وتورثه الأمن قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [البقرةـ 277].
وقد ذكر ابن القيم تأثير الصلاة في حياة صاحبها، قال رحمه الله: الصلاة مجلبة للرزق، مقوية للقلب جالبة للبركة، شارحة للصدر، دافعة للأذى منورة للقلب، مذهبة للكسل، مبيضة للوجه، منشطة للجوارح، مفرحة للنفس، مبعدة للشياطين، مقربة من الرحمن. أ هـ
والصلاة تورث نوراً وحسناً في وجه المصلي، وفي هذا المعنى نذكر موقفا طريفا عن القاضي شريك، جلس القاضي شريك بن عبدالله يملي حديثا على تلاميذه فساق الإسناد ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سكت حتى يكتب المستملي، فدخل عليهم ثابت بن موسى الزاهد فنظر إليه شريك ولما رأى آثار العبادة في وجهه، قال شريك: من كثرة صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، ويقصد ثابت فظن ثابت أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ يحدث به.
ومن أدى الصلاة على الوجه المشروع لها تورث حياة طيبة على صاحبها، وأن أداءها يتضح على وجه صاحبها، قال تعالى (سيماهم في وجوهم من أثر السجود) ومن يتهاون في أداء الصلاة يعرف ذلك بكآبة تعلو وجهه، وليس كل شخص يرى هذه الكآبة وإنما هي فراسة يجعلها الله عند أهل الصلاة والإيمان يعرفون بها تلك الوجوه البائسة وإلا من هم على شاكلتهم في التقصير فلا يوجد عندهم هذا الحس، فأهل الصلاة على نور من ربهم ولن يخيبهم الله جزاء ما عملوا فهم قد امتثلوا قوله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) [البقرةـ 110].
تعليق