إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموت والاستعداد له

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت والاستعداد له

    الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    أما بعد: فلقد كان فقه السلف في هذا الباب عظيما، ها هو سفيان الثوري رحمه الله بكى ليلة إلى الصباح فلما أصبح قيل له: أكل هذا خوفا من الذنوب؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال :" الذنوب أهون من هذه، وإنما أبكي من سوء الخاتمة "، وهذا من أعظم الفقه ، أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى.

    قال بعض الحكماء:" إعلم أن الخاتمة السيئة - أعاذنا الله منها – لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سمع بهذا و لاعُلم به ولله الحمد، إنما تكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة وإقدام على العظائم، ولربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطوية، فيظفر به الشيطان ويختطفه في تلك اللحظة والعياذ بالله ".

    لما نزل الموت بسليمان التيمي وكان من العباد، قيل له: أبشر لقد كنت مجتهدا في طاعة الله ، فقال:" لا تقولوا هكذا فإني لا أدري ما يبدوا لي من الله عزوجل فإنه سبحانه يقول:) وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون( عملوا أعمالا كانوا يظنونها أنها حسنات فوجودها سيئات"، فاللهم احفظنا يا أرحم الراحمين.

    إن دار الدنيا دار العمل والتزود من طاعة الله قبل الرحيل، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، والخروج من دار العمل إلى دار الحساب شديد، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله :" الدخول في الدنيا هين ، ولكن الخروج منها شديد ".

    فاستعدوا رحمكم الله بالعمل قبل أن يحال بينكم وبينه، فها هو القعقاع بن حكيم يقول:" قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة !، فلو آتاني ما أحببت تأخير شيء عن شيء ".

    واحْتُضِر بعض الصالحين فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك ؟ قالت: عليك أبكي، قال :" إن كنت باكية فابك على نفسك، فأما أنا فقد بكيَت على هذا اليوم منذ أربعين سنة" الله أكبر!!، إنه الا ستعداد للموت قبل الفوت، أين نحن من هؤلاء في الخوف من الله ، والحرص على الطاعات واجتناب المحرمات، تأمل بارك الله فيك في ساعة احتضارك وحلول الموت ببابك.

    إن مشهد الاحتضار مؤثر مقلق حين تبلغ الروح الحلقوم ويقف صاحبها على باب عالَم آخر ومن حوله مكتوفوا الأيدي عاجزون لا يملكون له شيئا:) وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد( قد شلت قدمك ، ويبست يدك ، وشخص بصرك ، وخَرِصَ لسانك وهُدت أركانك.

    فيا أيها العبد الحقير الذليل: إعلم أن من خاف الوعيد قصرعليه البعيد، ومن طال أمله قصرعمله، كل ماهوآت قريب، واعلم أن كل شيء يشغلك عن خالقك فهو مذموم ، و أن أهل الدنيا جميعا من أهل القبور، صغيرُهم، وكبيرُهم ،غنيهم، وفقيرهم، عما قليل إليها منتقلون وعما قدمت أيديهم مسؤولون، )وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(.

    قال الأعمش: كنا نشهد الجنازة ولا ندري من المُعَزى فيها لكثرة الباكين وإنما كان بكاؤهم على أنفسهم لا على الميت.

    زوروا القبور وتذكروا الجنة ونعيمها والنظر إلى وجه الرب جل جلاله، وتذكروا النار وما فيها من الأغلال والسلاسل والحديد والمقامع، وكيف يشرب أهلها شرابا من حميم يصهربه ما في بطونهم والجلود، عجبا!! عجبا!! لذاكر الموت كيف يلهو، ولخائف الفوت كيف يسهو، عجبا!! لمن يقدم على عل معصية الله ويضيع الصلوات ويجاهر الجبار بالمعاصي ، فاللهم احفظنا يا أرحم الراحمين.

    عن صهيب t أن رسول الله r قال:« إذا دخل أهل الجنة الجنة ، و أهل النار النار، نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند ربكم موعدا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : و ما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، و يبيض وجوهنا ، و يدخلنا الجنة و ينجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم ».

    اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم.

    اللهم يا حي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها، ونعوذ بك من النار وعذابها.

    اللهم يا حي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام، اللهم اختم لنا بالحسنى،اللهم اختم لنا بالحسنى، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار.

    اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم.

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    اليوم عمل بلا حساب وغداَ حساب بلا عمل فاغتنم عملك ليوم حسابك ..

    ان للموت سكرات .. وللقبر ظلمات .. وللنار زفرات .. فاعمل قبل ان يقال مات !

  • #2
    رد: الموت والاستعداد له

    جزاك الله خيرا اخى لو سمحت ممكن تراجع موضوع الدكتور مسلم فى القسم العام على هذا الرابط:
    للاهميه... ممكن دقيقه

    تعليق


    • #3
      رد: الموت والاستعداد له

      جزاك الله خيرا اخى
      يارب باركلى فى ابنى محمود واحفظه لى ولأبيه

      تعليق


      • #4
        رد: الموت والاستعداد له

        بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا والله اسال ان يجعلكم زخرا للاسلام وللمسلمين والرجاء الدعاء لنا بظهر الغيب والدعاء لكل مكروب من المسلمين وان يفرج هم المهمومين
        اليوم عمل بلا حساب وغداَ حساب بلا عمل فاغتنم عملك ليوم حسابك ..

        ان للموت سكرات .. وللقبر ظلمات .. وللنار زفرات .. فاعمل قبل ان يقال مات !

        تعليق

        يعمل...
        X