بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد..........
الساده أصحاب الفضيلة / شيوخ الدعوة السلفيه المباركة
السلامعليكمورحمةاللهوبركاته
شيوخنا ليتسع صدوركم لي وانا أعلم منزلي التي لا تليق بالمثول بين أيديكم لأتكلم ولكن لعلمي بحلمكم وسعة صدوركم لي لأرفع اليكم رجائي أملا ان يجد لديكم القبول....
اما بعد
ان العالم لا يجد في هذه الايام العذرفي ان لا يتصل باخوانه من اهل العلم في نازلة مثل هذة الايام بمصرنا وقاها الله من كل مكروه وسوء وذلك لإخراج فتوي في الواقع والنازلة الحادثة الان لتصل الي أهل الارض مدوية ويعلم بها القاصي قبل الداني لان تخلف البيان عن وقت الحاجة خيانة وفتنة لاتباع المنهج السلفي من طلبة العلم خاصةوالناس عموما.
ثانيا:
علي العالم الا يقدم علي قول او فعل في النازلة منفردا دون ان يستفرغ الوسع في النظر فيها مع اهل الفن من اهل الدستور والقانون ولا يكفيه فيها السمع والإخبار بحدوثها دون ادراك الواقع وتحقيق مناطها.
بل تحرير المناط ومعرفة القصد والوسائل والغاية والمألات التي في تلك النازلة التي حتما ستؤول اليها حركة الفعل لا ظنا.
ثالثا :
وصف علة الفعل وصفا منضبطا ومعتبرا بحيث تأخذ مصطلحا شرعيا منضبطا ينزل عليه الحكم الشرعي المناسب لتلك العلة بحيث يكون هذا الوصف يحيط بالنازلة من كل طرف وماهيتها من حيث الموضوعي والاجرائي والشكلي والتفريق بين تلك الاوصاف ودفع ما كان من المتشابه فيها وذلك يبحث الاثار التي تنشأ عن العلة من حيث الاثار اللازمة والاثار الغير اللازمة والاثار المباشرة والاثار الغير مباشرة ومسالك تلك العلة وماتفضي اليه في كل مراحلها ومألاتها اليقينية والحتمية والمألات الظنية التي قد تقع وقد لا تقع في ضوء القواعد الفقهيه ومنها علي السبيل المثال درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح وتحصيل أكبر المصلحتين وارتكاب اخف المفسدتين وهذا ليس علي الاطلاق فقد يجبر الفقيه علي الافتاء بارتكاب لأخف المفسدتين وقد يفتي بارتكاب أكبر المفسدتين وذلك لان مسالك العلة في المفسدة الصغري تنقطع ومسالك العلةتحدث فسادا أكبر تبعا لاثارها اللازمة التي لاتندفع الا بارتكاب المفسدة الكبري صيانة للمجتمعات والافراد.
رابعا:
ان بنية المجتمعات قد تغيرت تغيرا تام عما سبق واصبحت تتكون من مكونات مركبة وأصبح منصب ولي الامر متعدد الارادات فلم تعد ارادة واحدة حيث توزيع السلطات القضائية والتنفذية والتشريعية في ضوء عقود مدنية تنص علي الحقوق والواجبات ووسائل الشكاية والاعتراض والتظلم وفسخ العقود بالطرق السلمية التي من شانها الا تحدث فتنة كما كان ذلك في السابق من الحتميات.
ويرجع لوصف هذا وضبطه اهل الدستور والقانون ومجلس الدولة والقضاء الاداري وهم من اهل الفن في النازلة بحيث لا يرجع لغيرهم في وصف الحادثة وصفا منضبطا وفعليا ليقوم الفقيه الشرعي والقانون بتنزبل الحكم معا.
خامسا:
ان العالم الشرعي يجب ان يتخلي عن الصور الذهنية المستقرة في العقل والوجدان من التاريخ القديم واحكامها بحيث يتجرد عن الحكام المسبقة ولا يستسلم للقديم في النظر والقياس للجديد الا بعد استيفاء الغرض في الاجتهاد لادراك العلة الحقيقية للنازلة ولا يقع اسير الاحكام المسبقة وذلك لان النوازل قد تتشابة ولا تتماثل في الاحكام والعلل والمألات.( لذا انوه )
سادسا :
ان عذري في مقالتي ما تعرضت له الساحة الاسلامية من صدور بيانات وفتاوي متعارضة و متضاربة ومضطربة ولا تخلو من عوار في الوصف والحكم وما ينشأ عنها من اضطرابات في المفهوم عند الناس وهذا يفتح باب شر عظيم لا يعلم مداه الا الله مما يجعل الدعوة والدعاه في سياق خارج سياق الزمن والتاريخ والشان الجاري.
سابعا:
شيوخنا الافاضل ان استقرت في وجدانكم لهذة المقالة معاني ولقت الاستجابة لها لذلك انصح بان يكون هناك مجلس فتوي دائم من اهل الفن لمجارات الاحداث وتصويبها والتعامل معها بكل الوسائل الممكنه لدفع خطرها علي الدعوةوالدعاه الاتباع من مريديكم الذين اضطربوا اضطرابا عظيما في الفترة السابقه مع تتابع الاحداث وتضارب البيانات.
كما انصح لكم ان تجيبوا علي سؤالي هذا الي متي سيظل دعاة السلفية خارج سياق الاحداث يتناولونها بالوصف والدعوة الي الاعتزال ولا يشاركون في صناعة مستقبل الامة بامتلاك ادوات التعامل مع الواقع من حيث العلوم والوسائل التي بها تدار الاحداث وتصنع بها الحضارات ويخلي بين الدعاه والناس لبلاغ كلام الله ورسوله دون استجداء او تحايل علي القانون وقد هب كل اهل الفجور لكي يحفظوا حقوقهم وتسن بها قوانين
الي متي نكتفي بالوصف ولا نشارك في صنع المستقبل الامة الذي هو بيد الله
هذا من عبد الله الفقير واليه المشتكي وعليه التكلان
نقلا عن شيخي
عبدالله/ صفوت بركات
المنصورة 12 ربيع الاول 1432 هجريا
تعليق