إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفثة يسيرة حول الأحداث الكائنة بمصر -حرسها الله- ::ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفثة يسيرة حول الأحداث الكائنة بمصر -حرسها الله- ::ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم::

    الحمد لله الموفق إلى ما يحب ويرضى, والصلاة والسلام على من اتّبعناه فسوف نجد ما به نرضى !
    وبعد,

    النفثات كثيرة.. لدرجة أن من كثرة ورودها وهجومها على القلب والعقل يعجز اللسان عن الحديث ويكأنني عليلٌ لم أتعلم الهجاء بعد -وما أنا بعليل- .
    ولكن بمرور الأوقات تبرز بعض النفثات لتُفرض نفسها في الأولويات الواجب تذكير النفس بها, وبثها بين الخلائق, عسى أن يتذكرها ناسٍ, أو ينتفع بها منتفع ... والله يُسمع من يشاء ويختار .

    ولكن باديء ذي بدء = أقول لشعب مصر مبارك* على خلع اللا مبارك; هذا الظالم الذي كان من البُدِّ أن يُرى فيه مثل هذه المهانة في الدنيا قبل الآخرة -إذا شاء ربنا-**
    وقد قال ربنا جل ذكره "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" مع التنبيه أنه قُطِعَ جزئيًا لا جزريًا .

    أما عن النفثة.. أقول: أن في أوقات الفتن واضطرابات الأقوال والأفعال على كآفة الأطياف = يكثر اللغط, ويتصدر الكثير ممن لا يُحسنون التصدر إلى الكلام والنداء; بل ولربما يترأس البعض ويصير رأسًا مُتَّبعًا.
    فالفتنة أرض خصبة لبروز كُسَيْر وعُوَيْر وثالثٍ ما فيه خير.. فالفتنة منبر لمن لا منبر له !
    وعليه = ياتُرى من يُسمع له..؟! ومن الذي تُتَرَقَّب أفعاله كي تُشَنَّف به الأذنان, تتفاعل معه الجوارح والأركان..؟!
    الإجابة على هذا السؤال -وكل سؤال فيه مصالح الأمة- لن يخرج أبدًا عن كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام, "ألا يعلم من خلق, وهو اللطيف الخبير" ..؟! بلى وربنا, فهو الذي خلقنا, وهو الذي يعرف ما يُصلحنا وما يفسدنا .
    فقال الله تبارك وتعالى في قرآنه الذي جعله برهانًا ونورًا للعالمين "ولا تؤمنوا إلا لِمَنْ تَبِعَ دينَكُم..."***
    قال العلامة السعدي -رحمه الله-: أي: لا تثقوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم ...اهـ
    فيَخرج بهذا القيد كل من:
    1- من ليس على ديننا.. فكل من هو على ملة غير ملة الإسلام لا ننصت له في تحديد مصير أمتنا الإسلامية!, فضلًا على أن نجعله رمزًا ورأسًا متبوعًا .
    2- من لم يتبع هذا الدين.. فكل من يقول بلسانه أنه مسلم; ولكنه لا يتبع هذا الدين الإتباع الذي يحبه الله ويرضاه من مطالبة تحكيم شرع الله تبارك وتعالى, والسعي بأن يسوس هذا الأمة بدين الله في كآفة المجالات لينهض بالأمة إلى الأمام كما قام بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- والخلفاء من بعدهم, وما يخفى عنكم زمن الرخاء الذي كان أيام عمر بن عبد العزيز; حتى أنه وصل الأمر به -رحمه الله- بأنه كان يُزَوِّج شباب المسلمين من بيت مال المسلمين(1)
    فكل من ليس بذلك.. فهو ليس متبع لديننا بحقٍّ.. فلا ينبغي الإنصات له .
    حيث أنه يقول بلسانه أنه مسلم.. ولكن الواقع أنه مُتَشَبِّع بالأفكار الغربية من العلمانية والليبرالية والماركيسية(2)...إلخ هذه النعرات التي هي جدّ خطيرة, ولكن كثيرا من قومي لا يعلمون !
    فلا ينبغي أن يستخفّ هؤلاء بعقولنا.. فلا ينبغي أن ننخدع بكلامهم ولا ننظر إلى كسب أيديهم !(2)

    فلا ينبغي ألا نسمع ونتبع إلا من توافق فيه شرطين:
    الأول: أن يكون على ديننا .
    الثاني: أن يكون متبع لهذا الدين قولًا وعملًا .

    هذا هو التوجيه الرباني لنا.. وقد أنزل سبحانه هذا القرآن لنستبصر به أمورنا ويكون برهانًا فرقانًا بين الحق والباطل,
    فقال "يا أيها الناس قد جآءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينا"
    وقال سبحانه "وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا, ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشآء من عبادنا, وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم"
    فلا تثقوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم
    والله أسأل أن يكون شعب مصر -وسال المسلمين في كل مكان- ممن يُهْتَدَوْا بكلام ربنا, ويكون هو قدوتنا لينير لنا الدرب .

    والله أسأل أن تكون كلامتي واضحة غير ملتبسة.. ومستقيمة غير منتكسة
    وأن تصل لإخواني وأحبابي من هذا الشعب الذي يفخر الكثير بنسبته إليه -وأنا منهم- .

    الله أسأل أن يوفقنا للخيرات.. وأن يباعد بيننا وبين المنكرات
    فهو بكل شيء كفيل.. وهو حسبنا ونعم الوكيل
    والحمد لله رب العالمين
    ..
    كتبه/ الراجي الخير للمسلمين وبلده
    أبو مصعب السلفي
    المشرف العام على منتدى الحور العين السلفي



    -----
    * وهناك كثير صار يضيق صدره من لفظة "مبارك".. وهذا لا ينبغي, حيث أنها لفظة شرعية, فقال الله "وهذا كتاب أنزلناه مبارك..." الأنعام/155, وقال "وهذا ذكر مبارك..." الأنبياء/50 .
    ** فقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن ذنبان تُعَجَّل عقوبتهما في الدنيا قبل الآخرة, البغي والعقوق .
    *** آل عمران/73 . ومن يراجع الآيات وتفسيرها يجد أن هذه الكلمات حكاها الله على لسان أهل الكتاب, حيث أنهم كانوا يتواصون بينهم بأن يكتموا أمرهم بينهم, ولا يثقوا في كلام من هو ليس على دينهم... وهذه قاعدة شرعية عقلية نحن أولى بالعمل بها; فنحن على الحق المبين, إذ نجانا الله رب العالمين بأن نكون في دين المشركين والكافرين; الذين هم في الآخرة من الأذلّين, وفي النار خالدين, إذ "إنّ الدين عند الله الإسلام" و "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" .
    (1) وحتى لا يقول أحد أننا نتكلم بكلام بعيد عن الواقع, ففي هذه المادة الطرح اللعلمي العملي, وتصورًا لكيفية الحكم بشرع الله, وأن فيه الخير كله.. المادة: البرنامج السلفي للنهوض بشعب مصر (ظهور الدين وإعزاز الأمة)
    (2) وفي هذا المعنى روي في "روضة العقلاء" أنه كان هناك صيادًا للعصافير, فذهب ليصطاد في يومٍ كان الريح فيه شديدة, فأخذت الريح تُدخل في عينيه الغبار وتدمع عيناه بسببه, وفي أثناء ذلك كان إذا اصطاد عصفورًا كسر جناحه وألقاه في شباكه.. فقال عصفور لآخر: ما أرقع علينا!, ألا ترى دوع عينيه!, فقال له العصفور الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه, ولكن انظر إلى عمل يديه .
    قال الشاطبي في الموافقات
    "المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبدًا لله اختيارا, كما هو عبد لله اضطرارًا"


يعمل...
X