إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في قلب الثورة الشيخ حامد الطاهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في قلب الثورة الشيخ حامد الطاهر

    من يبني كوخا من الثلج ستذيبه الشمس حين تسطع !!!

    هذا ما فعله الطاغية حسني مبارك الذي جعل كوخه تجاه قرص الشمس , وزين له أعوانه أن اسمه قد كتب على قرص الشمس بلوح من ثلج ولن تستطيع إي قوة إزاحته وكان ما كان من أمر الله وقدره في كونه الذي لا كلمة فيه تعلو فوق كلمة الحق , فذابت ثلوج الظلم الباردة وأشرقت شمس الحرية والكرامة تبدد الظلمات وتعلن عن ميلاد مصر الحرة .

    قدمت ثورة مصر نموذجا جديدا في التعامل مع الظلم والطغيان متلمسة خطى الصابرين الذين قطعوا الظلم إربا إذ صبروا على ما أوذوا ومن الله عليهم بالنصر في أيام ثمانية عشر كانت نحسا مستمرا على النظام وأعوانه , وفألا حسنا على الثوار الذين أنشأوا وطنا حرا افتراضيا على صفحات الفيس بوك ثم جعلوه واقعا في ميدان التحرير الذي شاء الله تعالى أن يكون ميدان الشرف والبطولة والحرية .

    والواقع أننا يجب أن نفرح لزوال دولة مبارك الفاسدة وسقوط نظامه البائد الذي لم يعرف الشرف يوما من الأيام , وأما القادم فهي أقدار الله أولا ثم جهودنا ثانيا لنرى خبيئة الأيام ولعلها أن تكون حسنة رائعة , ولكني أشعر أن لحظة انتصار الثورة حين رحل الطاغية هي الأروع بين اللحظات التي أتت وستأتي , ولن تضاهيها لحظة أخرى في عمر هذه الثورة السعيدة ؛ ولن أقول مباركة حتى لا اتهم بالعمالة للنظام السابق , وأذكر أنني وصلتني يوما رسالة تقول-( في عيد من الأعياد )) - :عيد سعيد , عيد خميس , المهم ما يكونش عيد مبارك!!!

    لقد مللنا حتى جاءنا النصر من الله منة وفضلا .

    وينبغي أن نقف عند دروس وعبر من هذه الثورة السعيدة :

    ** أولا : الثورة تدبير إلهي عجيب , من قبيل قوله تعالى : ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) سورة القصص

    فهي منة من الله والمنة تأتي بغير عمل نقدمه وإلا كانت نعمة كما في نصوص القرآن الكريم , والتاريخ يذكر أن المنة من الله على بني اسرائل جاءت وهم في كرب من عمل فرعون وجنده , ولم يكن أحدهم يستحق هذه النعمة إلا قليلا حتى إنهم بعد عبور البحر وهلاك فرعون قالوا : ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) سورة الأعراف , وعبدوا العجل من دون الله , وكتب عليهم التيه في الأرض أربعين سنة كاملة , ولكن كان هذا تمهيدا لجيل يخلفهم يحمل المشعل من جديد , ومن هنا فإني أرى أن هذه الثورة منة من الله , وهي تغيير يتبعه إصلاح إن شاء الله ,الثمار لن تجنى إلا بعد وقت لأن هذه أعمار أمم لا أعمار أشخاص وأفراد , فعلينا أن نعرف المنة وأن نشكرها بعمل دؤوب بغية الإصلاح والتغيير المرجو الذي يبتغيه الموحدون من إقامة ملكوت الله على الأرض .

    وندائي للسلفيين على وجه الخصوص :

    كنتم آخر من تحرك للتغيير فكونوا أول من تحرك للإصلاح .

    التاريخ لن ينتظر فعربته متحركة لا تعرف التوقف ولابد من اللحوق بها .

    لن تجدي المؤتمرات وحدها والحديث من وراء الميكرفونات لا يسمعه غلا الملتحون وطلبة العلم فحسب , فيجب أن تصل أصواتكم للعالم كله بعملكم لا بمجرد هتافات فحسب , وأنا أراهن على شباب الدعوة لتجديد دمائها و في ظل مباركة الكبار من مشايخنا الأعزاء الذين ننتظرهم في الميدان توجيها وتدبيرا ليكون الشباب على بينة من أمره , فلا تحبسوا أنفسكم في أقبية المساجد وانطلقوا للخلق فإنهم بالأشواق إليكم .

    ** ثانيا : اتضح للجميع بعد ترديد عبارات : (( الفراغ الدستوري )) أن الحكم بالقوانين الوضعية والأحكام البشرية لا يجدي , وأن شرع الله تعالى فيه المخرج من كل شيء , وإن الله تعالى الذي أنزل الأحكام بوحيه قرآنا وسنة أنزلها ليعمل بها لا لمجرد الاستئناس بها , وعلى الساسة أن يعلموا ذلك جيدا وأن يفقهوه (( ِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) سورة الأنعام

    ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) سورة يوسف .

    ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) سورة يوسف .

    لقد كان عهد المظالم البائد في أوله مبشرا بخير عميم بعدما أفرج عن المعتقلين وأطلق بعض الحريات ولكنه عاد ليلقى حتفه لأنه بدأ بحكم وضعي يزين له الانحراف والمظالم , ولم يكن مقيدا بشرع السماء الذي لا يعرف محاباة لحاكم , ولا جورا لمحكوم , بل الكل عبيد في مملكة الله الواحد الأحد .

    والله رب العالمين قد قال : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُفَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) المائدة ....ثم قال تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)

    هكذا جاء البيان ليعلم الجميع ان الحكم لابد أن يكون شرعيا , ولا اريد استباق الأحداث فلن يكون الأمر هينا ؛ وأعلم يقينا أن هناك من يدير حربا قادمة يستعد فيها للهجوم على الأصوليين (( كما يسمونهم )) ولكن لابد من التواجد بقوة داخل الحدث حتى نحافظ على أصول الدستور الذي يضمن هوية مصر الإسلامية السنية بضمان المادة الثانية منه , وهي التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي ومصدر التشريعات , وإن ابتعادنا عن الحدث يضمن لغيرنا التحايل على هذه المادة , فيجب أن تشرئب الأعناق لا إلى السلطة ؛ بل إلى نصح السلطة وتوجيهها توجيها صحيحا سليما .

    ** ثالثا : أثبتت الوقائع بعد الشرائع أن العدل أساس الملك والحفاظ عليه وأن أكثر الدول ثباتا وبقاء هي الدولة العادلة التي تعرف ميزان الحق ولا تحيد عنه أبدا , وأن لكل ظالم نهاية وهذا الرابط مهم جدا ليتك تتعامل معه لتعرف نهاية الظالمين على اختلاف أعمالهم http://www.ettaher.com/main/play-252.html#UP

    ** رابعا : أن النصر من عند الله لا من عند غيره وهو القائل سبحانه : ((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران

    وقال : ((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الأنفال

    لقد كان مبارك ظلوما شديد القوة , كثير العدة بإشارة بأصبعه يحرك الجيوش ويطلق زبانية الشرطة ولكن منعه مانع من ذلك , وما أراها إلا قدرة الله التي ساقت موسى إلى قصر فرعون وهو يبحث عنه ويحميه بستر رقيق من قلب امرأة حانية بعد هوان فرعون على الله فكان ما كان من أمره سبحانه .

    إن يد القدرة حين تعما تعطب معها قدرات البشر

    وإذا عجز البشر ظهر كمال القدرة الإلهية !!

    وهذا درس الدروس , فلا أريد أن ينخدع الناس بأسباب الأرض دون توجيه البصر صوب السماء للبحث عن سر الانتصار الذي توج الله تعالى به جهد هؤلاء الشباب بالنجاح والفوز حتى لا تسلب منهم ثورتهم بعد أن يركنوا للأرض وأسبابها دون الرجوع إلى الله تعالى .

    ** خامسا : أثبتت الجمعة أنها المباركة بين أيام الله وهي التي كان فيها زوال زين العابدين , وحسني مبارك , وجمعة الغضب , وجمعة الرحيل , فكلها تبدأ بعد الصلاة وهذا ما يثبت للجميع دور الصلاة التي هي في الأصل تحرير للنفس من السجود لغير الله وتحرير من العبودية لغير الله .

    ** سادسا : ذكرت في مقال سابق أن هذه الثورة فيها من تدبير الله لمبارك الذي حارب المساجد والدين فأخرج الله له شباب الفيس بوك ولا أريد إسهابا في هذه النقطة التي تحدث فيه غيري كما تحدثت فيه .

    ** سابعا : في شبابنا خير كثير يجب أن نستفيد منه فقد ظهر لنا كيف حموا الديار , ووقفوا أمام البلطجية صامدين , وهذا يدل على مكنونات تظهر وقت الشدة وهذا ما ينبغي علينا أن نتعامل معه لأننا في أحوال كثيرة كنا نخشى على ثيابنا البيضاء من الاتساخ !!!!!!!

    فكنا ننكص على أعقابنا خشية التعامل معهم ولقد ثبت هنا خطؤنا الفادح الذي يجب أن نصلحه مباشرة بعمل دؤوب وسريع ولنتخلى عن أوهامنا السابقة التي يجب قتلها وتأسيس حقائق لا تقوم على زيف لا مكان له إلا في عقولنا .

    إن الدروس كثيرة وهذي بعضها نسأل الله القبول وأن يحكمنا علدل يلقي الله في قلبه الرحمة والحب للضعفاء , والحكم بالعدل اللهم آمين .

    وكتبه

    أبو أنس حامد بن أحمد الطاهر الدمنهوري الأثري

  • #2
    رد: في قلب الثورة الشيخ حامد الطاهر

    جزاكم الله خيرا
    ونفع بكم
    واثابكم
    وارجوا نشر هذا الموضوع
    المهم

    أسألكم الدعاء لي بالهدايه


    تعليق


    • #3
      رد: في قلب الثورة الشيخ حامد الطاهر

      وجزاكم خير الجزاء

      تعليق

      يعمل...
      X