إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح بعض أحاديث صحيح مسلم رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح بعض أحاديث صحيح مسلم رحمه الله

    الحمد لله الذي هدانا للعلم النافع القائم على الكتاب والسنة بفهم الصحابة وسلف الأمة
    وبعد إني أسعد أن أبدأ مع الإخوة والأخوات مشاركة جديدة تحت عنوان: شرح بعض أحاديث صحيح مسلم.

    طريقة الشرح:

    1- ترجمة موجزة لراوي الحديث.
    2- غريب الحديث.
    3- شرح موجز للحديث.
    4- فوائد الحديث.

    راجيا الله عز وجل أن يتقبل من القارئ والكاتب، ولا تبخلوا علينا بتوجيهاتكم ونصائحكم.


    الحديث الأول رقم (486):

    قال الإمام مسلم: حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو أُسَامَةَ حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ عن مُحَمَّدِ بن يحيى بن حَبَّانَ عن الْأَعْرَجِ عن أبي هُرَيْرَةَ عن عَائِشَةَ قالت فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً من الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي على بَطْنِ قَدَمَيْهِ وهو في الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وهو يقول: ((اللهم أَعُوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ من عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنت كما أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ))

    راوي الحديث: الصحابي الجليل أبو هريرة :

    هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي، من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فلما اعتنق الإسلام سماه الرسول عليه الصلاة والسلام عبدالرحمن ، وكناه أبا هريرة، والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية قال: وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك، قال الطبراني: وأمه ~ هي ميمونة بنت صبيح ، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في كثرته، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، وصلت إلى 5374 حديثاً ، وقد كان رضي الله عنه أكثر ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر مجالسة له حيث صحب النبي صلى الله عليه وسلم مدة أربع سنين وكانت وفاته بقصره بالعقيق فحمل إلى المدينة ، توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين وقيل مات سنة ثمان وخمسين وقيل مات سنة تسع وخمسين(1) .

    غريب الحديث:

    المعافاة: والمعافاة أن يعافيك الله من الناس، ويعافيهم منك، وعفى عليهم الخيال تعفية ماتوا(2).

    شرح الحديث:

    قال الإمام أبو سليمان الخطابي في هذا معنى لطيف وذلك أنه استعاذ بالله تعالى وسأله أن يجيره برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله تعالى استعاذ به منه لا غير ومعناه: الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه.
    وقوله: لا أحصى ثناء عليك أي لا أطيقه ولا آتي عليه وقيل لا أحيط به.
    وقال مالك معناه لا أحصى نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك.
    وقوله: ( أنت كما أثنيت على نفسك ) اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته ورد للثناء إلى الجملة دون التفصيل والتعيين فوكل ذلك إلى الله تعالى المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا، وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية للثناء عليه لأن الثناء تابع للمثنى عليه وكل ثناء أثنى به عليه وإن كثر وطال وبولغ فيه فقدر الله أعظم وسلطانه أعز وصفاته أكبر وأكثر وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ (3) .
    ويقول ابن الأثير : "قدم الاستعاذة بالرضا على السخط لأن المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرضا وإنما ذكرها لأن دلالة الأولى عليها دلالة تضمين فأراد أن يدل عليها دلالة مطابقة فكنى عنها أولا ثم صرح بها ثانياً ولأن الراضي قد يعاقب للملحة أو لاستيفاء حق الغير" (4) .

    فوائد الحديث:

    1- استدل بعض العلماء بهذا الحديث به على أن مس المرأة لا ينقض الوضوء وهو مذهب أبي حنيفة وآخرين، وقال مالك والشافعي وأحمد والأكثرون ينقض واختلفوا في تفصيل ذلك، وأجيب عن هذا الحديث بأن الملموس لا ينتقض على قول الشافعي وغيره وعلى قول من قال ينتقض يحمل هذا اللمس على أنه كان فوق حائل فلا يضر، والراجح: أنَّ الأصل عدم النَّقض حتى يقومَ دليلٌ صحيح صريحٌ على النَّقض، ولأن الطَّهارة ثبتت بمقتضى دليل شرعي، وما ثبت بمقتضى دليل شرعيٍّ، فإنه لا يمكن رفعه إلا بدليل شرعي، وهذا الذي اختاره الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (5).

    2- أنّ من السنة نصب القدمين في السجود وذلك في قولها: ( وهما منصوبتان ).

    3- كما نستفيد أيضا أن هذا الدعاء يقال في السجود والدليل قولها: (وهو في المسجد) أي ساجد.

    4- أنه دليل على أن بعض الصفات أفضل من بعض وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك)، وفيه مشروعية الاستعاذة بالأسماء والصفات وأنها من أعظم أبواب التوسل.

    5- و أننا لا نستطيع أن نعلم تمام مراد الله إلا من الله ، ولا نستطيع أن نحصى ألفاظ الثناء على الله تعالى مادام أعلم الخلق ‘ لا يستطيع ذلك فما بالك بنا نحن، ويعنى أيضاً أن هناك من الأسماء والصفات ما لا يعلمها إلا الله (6) .

    6- وفي هذا الحديث دليل لأهل السنة في جواز إضافة الشر إلى الله تعالى كما يضاف إليه الخير لقوله أعوذ بك من سخطك ومن عقوبتك(7).




    *******************
    المـــــــــــراجـــــع:

    (1) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (4،7/316،425-426،444)، الطبقات الكبرى لابن سعد (4/327،340)، سير أعلام النبلاء للذهبي (2/578-579).
    (2) انظر: القاموس المحيط للفيروز أبادي (ص1693).
    (3) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم للنووي (4/203-205).
    (4) النهاية في غريب الأثر لابن الأثير (2/232).
    (5) الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العثيمين (1/290).
    (6) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم للنووي (4/203).
    (7) شرح النووي على صحيح مسلم للنووي (4/205).

  • #2
    رد: شرح بعض أحاديث صحيح مسلم رحمه الله

    جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
    نسألكم الدعاء
    اذكر الله ^_^


    تعليق


    • #3
      رد: شرح بعض أحاديث صحيح مسلم رحمه الله

      وجزاكم بالمثل ونفع بكم

      تعليق

      يعمل...
      X