الحمد لله رب العالمين قاهر الظالمين وناصر الموحدين المجاهدين ومتم شرعه ولو كره المعاندين واصلى واسلم على إمام الدعاة وقائد الجيل التمكين محمد بن عبد الله عليه من الله الصلاة والتسليم
وبعد
فبعد أن وجهة رسالة إلى علمائنا الراشدين ومن قبلها مقالة بعنوان الحقيقة الصادقة ، وفي هذا القاء يكون الحديث عن التقويم العلمي لستراتجيات الدعوة ، للخروج بها من كونها دعوة علمية تعليمية تقتصر على الناحية الشرعية بشتى علومها وفروعها إلى كونها دعوة عالمية أصولية تضم كل مناحي الحياه المعاصرة .
فهي بجانب كونها واساسها دعوة علمية تعليمة كما أسلفت عليها أن ترتقي لميادين آخرى لا تقل في اهميتها وخطورتها عن كونها دعوة تربوية إعدادية تعليمية ، وهذه الميادين ليست بدعا من صنع أحد ، بل كانت أصلا لا ينفصل عن التوحيد الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هي الركائز والأسس التي قام عليها هذا الدين ، فلم يغفل رسول الله يوما عنها ولا عطلها ولا تركها ولا ظل طوال حياته يعتمد على ميدان واحد فقط في نشر دعوته ولكن كانت دعوة شمولية إصلاحية في كافة ميادين الحياه البشرية .
والذي يراجع كل ما كتبته من مقالات على هذا المنتدى المبارك والمنتديات الآخرى ، سوف يجد كل مقالتي لا تخلوا من هذه المنهجية العلمية في التفكير والتطبيق ، حيث دعوة إلى ما أسميه أنا منذ سنوات عديدة ( جيل التغيير الإصلاحي ) الذي يسير وفق منهجية علمية مدروسة تستمد كل مقاوماتها من المنهج المعصوم وتنطلق في واقعنا المعاصر لتحقق هذه المنهجية على أرض الواقع بصورة مرحلية مترابطة ومنظمة تتكامل كافة ميادينها لتخرج لنا ما اسميه بجيل التغيير الإصلاحي .
هذا الجيل يتميز بعدة خصائص مستقاه من سيرة النبي واصحابه ، لنسير سويا ونضع أقدامنا على المكان الذي سار فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نحيد عنه قيد أنمله وفي نفس السياق نفقه واقعنا المعاصر ومستجداته التي تجعلنا ننظر بتدبر عميق وفقه واسع منضبط لكيفية التعامل مع هذه الميادين التي ظاهرها حديثة الشكل ولكن البصير يعلم جيدا أنها نفس الميادين التي أسساها رسول الله وإنتهجها جميعا كل حسب مرحلته وأولوياته وإحتياجات الساحة الميدانية إليها .
فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البداية لم يركز إلا على ميدانين أو ثلاث وهي متطلبات هذه المرحلة وما تسمح به معطيات البيئة الجاهلية المنغمسه في الشرك والإنحلال الخلقي .
فكانت المؤسسة الأولى التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم هي المؤسسة التربوية التعليمية العقائدية ، فسعى إلى تعميق معاني التوحيد في نفوس أتباعه رضوان الله عليهم جميعا وعمل على ترسيخ هذه العقيدة لتكون منطلقا ينبني عليها كافة مؤسسات المجتمع بعد ذلك ، وظل هذا الميدان ملازما لكافة مراحل التأسيس من بداية الدعوة حتى هذه اللحظة الراهنة عند أهل السنة والجماعة ، منهجا ربانيا لا تقوم الدعوة إلا به ولا يكون جيلا للتغير الإصلاحي يمكن له رب العالمين إلا به .
فالعقيدة هي أساس الحياه الاسلامية ومحرك القلوب المستنيرة وأهميتها ترجع إلى كونها ميدانا إذا تعلمه العبد وعمل به ومات عليه دخل الجنة برحمة الله ومنه وكرمه على هذا العبد ، ولو لم يعمل شيئ في حياته السابقة ووافته منيته بعد أن أيقن بها قلبه ففارق الحياه ، والأدلة على ذلك كثيرة منها الغلام اليهودي الذي دخل عليه رسول الله وهو يحتضر فعلمه رسول الله الشهادة فنطق بها ثم مات من بعدها فخرج النبي يتهلل وجه فرحا قائلا الحمد لله الذي انقذه بي من النار .
وكان مقر هذه المؤسسة التربوية في بداية الدعوة هي بيت الأرقم رضي الله عنه وبعد ذلك إنتقلت إلى بيوت عدد من الصحابة ، وكانت تتم في سرية تامة لا يعرف بها المشركون حتى تكتمل معالمها التعليمية في قلوب الصحابة وتنتشر من خلالهم إلى كل فئات المجتمع ، وهذا هو الدور الإيجابي الذي كان يقوم به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فتجد أبي بكر الصديق يتعلم وينطلق إلى المجتمع من حوله في حيطة من أمرة ليعلم ما تستطيع أن تصل إليهم دعوته بشكل شبه آمن حين يتخير من يدعوه ويعلمه هذا التوحيد ، فدخل على يديه الكثير من السابقون الاولون الذين بشرهم رسولنا بالجنة وهم أحياء ورضي الله عنهم وارضاهم
ونخرج من هذا العنصر التربوي بعدة فوائد نلخصها في الأتي :
1- التربية العقائدية هي اساس الدعوة لانها تخرج لنا الجيل الذي يعبد الله على مراد الله كما فعل رسول الله دون زيادة أو نقصان ، فما كان على عهد رسول الله دينا اتبعناه على علم وبصيرة وبلغناه بفهم وفقه لواقعنا المعاصر دون إحداث البدع والتي تنحرف بنا عن المنهج المعصوم.
2- التحرك الميداني بالدعوة التربوية بشكل منظم وتخير معادن الناس ، فلا تضع البذرة في أرض بور فلا تثمر شيء فيضيع العمر وأنت لا تعلم أن من تعلمهم ليسوا على مستوى هذه المسؤلية وإن كان جهدك لا يضيع عن الله ، فإن الله لا يضيع أجر من احسن عملا ، وراجع أحاديث النبي في تصنيف الناس لتتعرف على خامات الناس ومعادنهم وكيف تتخير من وسطهم من يصلح لأن يكون من جيل التغيير الإصلاحي
واكتفي بهذا القدر من هذه السلسة العلمية التقويمية وأسأل الله أن يخلص أعمالنا ونكمل العنصر الثاني من المؤسسات التي أنشاها رسول الله في بداية الدعوة لتكون منطلقا لنا لعرض باقي المؤسسات والميادين في لقاء مقبل إن شاء الله وقدر
سيد البنا
30 من صفر 1432 هجرية الموافق 3فبراير 2011 م
وبعد
فبعد أن وجهة رسالة إلى علمائنا الراشدين ومن قبلها مقالة بعنوان الحقيقة الصادقة ، وفي هذا القاء يكون الحديث عن التقويم العلمي لستراتجيات الدعوة ، للخروج بها من كونها دعوة علمية تعليمية تقتصر على الناحية الشرعية بشتى علومها وفروعها إلى كونها دعوة عالمية أصولية تضم كل مناحي الحياه المعاصرة .
فهي بجانب كونها واساسها دعوة علمية تعليمة كما أسلفت عليها أن ترتقي لميادين آخرى لا تقل في اهميتها وخطورتها عن كونها دعوة تربوية إعدادية تعليمية ، وهذه الميادين ليست بدعا من صنع أحد ، بل كانت أصلا لا ينفصل عن التوحيد الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هي الركائز والأسس التي قام عليها هذا الدين ، فلم يغفل رسول الله يوما عنها ولا عطلها ولا تركها ولا ظل طوال حياته يعتمد على ميدان واحد فقط في نشر دعوته ولكن كانت دعوة شمولية إصلاحية في كافة ميادين الحياه البشرية .
والذي يراجع كل ما كتبته من مقالات على هذا المنتدى المبارك والمنتديات الآخرى ، سوف يجد كل مقالتي لا تخلوا من هذه المنهجية العلمية في التفكير والتطبيق ، حيث دعوة إلى ما أسميه أنا منذ سنوات عديدة ( جيل التغيير الإصلاحي ) الذي يسير وفق منهجية علمية مدروسة تستمد كل مقاوماتها من المنهج المعصوم وتنطلق في واقعنا المعاصر لتحقق هذه المنهجية على أرض الواقع بصورة مرحلية مترابطة ومنظمة تتكامل كافة ميادينها لتخرج لنا ما اسميه بجيل التغيير الإصلاحي .
هذا الجيل يتميز بعدة خصائص مستقاه من سيرة النبي واصحابه ، لنسير سويا ونضع أقدامنا على المكان الذي سار فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نحيد عنه قيد أنمله وفي نفس السياق نفقه واقعنا المعاصر ومستجداته التي تجعلنا ننظر بتدبر عميق وفقه واسع منضبط لكيفية التعامل مع هذه الميادين التي ظاهرها حديثة الشكل ولكن البصير يعلم جيدا أنها نفس الميادين التي أسساها رسول الله وإنتهجها جميعا كل حسب مرحلته وأولوياته وإحتياجات الساحة الميدانية إليها .
فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البداية لم يركز إلا على ميدانين أو ثلاث وهي متطلبات هذه المرحلة وما تسمح به معطيات البيئة الجاهلية المنغمسه في الشرك والإنحلال الخلقي .
فكانت المؤسسة الأولى التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم هي المؤسسة التربوية التعليمية العقائدية ، فسعى إلى تعميق معاني التوحيد في نفوس أتباعه رضوان الله عليهم جميعا وعمل على ترسيخ هذه العقيدة لتكون منطلقا ينبني عليها كافة مؤسسات المجتمع بعد ذلك ، وظل هذا الميدان ملازما لكافة مراحل التأسيس من بداية الدعوة حتى هذه اللحظة الراهنة عند أهل السنة والجماعة ، منهجا ربانيا لا تقوم الدعوة إلا به ولا يكون جيلا للتغير الإصلاحي يمكن له رب العالمين إلا به .
فالعقيدة هي أساس الحياه الاسلامية ومحرك القلوب المستنيرة وأهميتها ترجع إلى كونها ميدانا إذا تعلمه العبد وعمل به ومات عليه دخل الجنة برحمة الله ومنه وكرمه على هذا العبد ، ولو لم يعمل شيئ في حياته السابقة ووافته منيته بعد أن أيقن بها قلبه ففارق الحياه ، والأدلة على ذلك كثيرة منها الغلام اليهودي الذي دخل عليه رسول الله وهو يحتضر فعلمه رسول الله الشهادة فنطق بها ثم مات من بعدها فخرج النبي يتهلل وجه فرحا قائلا الحمد لله الذي انقذه بي من النار .
وكان مقر هذه المؤسسة التربوية في بداية الدعوة هي بيت الأرقم رضي الله عنه وبعد ذلك إنتقلت إلى بيوت عدد من الصحابة ، وكانت تتم في سرية تامة لا يعرف بها المشركون حتى تكتمل معالمها التعليمية في قلوب الصحابة وتنتشر من خلالهم إلى كل فئات المجتمع ، وهذا هو الدور الإيجابي الذي كان يقوم به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فتجد أبي بكر الصديق يتعلم وينطلق إلى المجتمع من حوله في حيطة من أمرة ليعلم ما تستطيع أن تصل إليهم دعوته بشكل شبه آمن حين يتخير من يدعوه ويعلمه هذا التوحيد ، فدخل على يديه الكثير من السابقون الاولون الذين بشرهم رسولنا بالجنة وهم أحياء ورضي الله عنهم وارضاهم
ونخرج من هذا العنصر التربوي بعدة فوائد نلخصها في الأتي :
1- التربية العقائدية هي اساس الدعوة لانها تخرج لنا الجيل الذي يعبد الله على مراد الله كما فعل رسول الله دون زيادة أو نقصان ، فما كان على عهد رسول الله دينا اتبعناه على علم وبصيرة وبلغناه بفهم وفقه لواقعنا المعاصر دون إحداث البدع والتي تنحرف بنا عن المنهج المعصوم.
2- التحرك الميداني بالدعوة التربوية بشكل منظم وتخير معادن الناس ، فلا تضع البذرة في أرض بور فلا تثمر شيء فيضيع العمر وأنت لا تعلم أن من تعلمهم ليسوا على مستوى هذه المسؤلية وإن كان جهدك لا يضيع عن الله ، فإن الله لا يضيع أجر من احسن عملا ، وراجع أحاديث النبي في تصنيف الناس لتتعرف على خامات الناس ومعادنهم وكيف تتخير من وسطهم من يصلح لأن يكون من جيل التغيير الإصلاحي
واكتفي بهذا القدر من هذه السلسة العلمية التقويمية وأسأل الله أن يخلص أعمالنا ونكمل العنصر الثاني من المؤسسات التي أنشاها رسول الله في بداية الدعوة لتكون منطلقا لنا لعرض باقي المؤسسات والميادين في لقاء مقبل إن شاء الله وقدر
سيد البنا
30 من صفر 1432 هجرية الموافق 3فبراير 2011 م
تعليق