الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد..
قال – صلى الله عليه وسلم -: )إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم(، قال ابن الجوزي: (أهلكهم) على وجهين، أحدهما: بضم الكاف والمعنى هو أشدهم هلاكا؛ لأنه إنما قال ذلك لأحد معنيين إما للإزراء عليهم والاحتقار لهم وتفضيل نفسه، أو للقطع عليهم باستحقاق العقوبة؛ فكأنه يقنطهم من رحمة الله. والوجه الثاني: بفتح الكاف على معنى هو الذي يحكم عليهم بالهلاك برأيه، لا بدليل من أدلة الشرع؛ والأول أظهر وأشهر.
وكم تجد - أيها الكريم - من قصُر علمه؛ وتصدى لمقام الوعظ والإرشاد، والتدريس والدعوة، إلا قد غلب عليه جانب من اثنين، إما أنه يغلب عليه جانب الرجاء في الناس حتى يُجرِّئهم على المعاصي، أو أنه يشدد عليهم، أو أنه يصف لهم العقوبة والعذاب وصفة النار؛ حتى يقنِّطهم من رحمة الله - جل وعلا -، ويظنون أنهم قد هلكوا.
والفقيه حق الفقيه هو من يعامل الناس بطريقة الكتاب والسنة، وهو أنه يعطيهم الرجاء، ولكن أيضا يخوفهم من العذاب، فلا يؤمِّن ولا يقنِّط، لأنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ (سورة يوسف: الآية 87)، وقوله – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ (سورة الحجر: الآية 56)، وكذلك الأمن من مكر الله محرم، كما في قوله – سبحانه وتعالى -: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ (سورة الأعراف: الآيات 97 - 99).
هذا... والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال – صلى الله عليه وسلم -: )إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم(، قال ابن الجوزي: (أهلكهم) على وجهين، أحدهما: بضم الكاف والمعنى هو أشدهم هلاكا؛ لأنه إنما قال ذلك لأحد معنيين إما للإزراء عليهم والاحتقار لهم وتفضيل نفسه، أو للقطع عليهم باستحقاق العقوبة؛ فكأنه يقنطهم من رحمة الله. والوجه الثاني: بفتح الكاف على معنى هو الذي يحكم عليهم بالهلاك برأيه، لا بدليل من أدلة الشرع؛ والأول أظهر وأشهر.
وكم تجد - أيها الكريم - من قصُر علمه؛ وتصدى لمقام الوعظ والإرشاد، والتدريس والدعوة، إلا قد غلب عليه جانب من اثنين، إما أنه يغلب عليه جانب الرجاء في الناس حتى يُجرِّئهم على المعاصي، أو أنه يشدد عليهم، أو أنه يصف لهم العقوبة والعذاب وصفة النار؛ حتى يقنِّطهم من رحمة الله - جل وعلا -، ويظنون أنهم قد هلكوا.
والفقيه حق الفقيه هو من يعامل الناس بطريقة الكتاب والسنة، وهو أنه يعطيهم الرجاء، ولكن أيضا يخوفهم من العذاب، فلا يؤمِّن ولا يقنِّط، لأنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ (سورة يوسف: الآية 87)، وقوله – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ (سورة الحجر: الآية 56)، وكذلك الأمن من مكر الله محرم، كما في قوله – سبحانه وتعالى -: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ (سورة الأعراف: الآيات 97 - 99).
هذا... والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تعليق