في تونس...يوم من أيام الله
الحمد لله الذي أخمد ذكر الطواغيت فصار بعز التوحيد والإسلام مطموساً ، وأذل بقهره منهم أعناقاً ورؤساً وصرف عن أهل طاعته بلطفه وإسعاده أذى وبوساً ، ورفع كيد الشياطين الإنس والجن عن قلوب أهل الإيمان فأصبح عنها محبوساً
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص في معتقده
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله
صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وصحبه وعلى سائر التابعين مقصده الصابرين من البلاء على أشده
أما بعد،،،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ثم أما بعد ،،،
هناك شاعر تونسي مشهور يدعى / أبا القاسم الشابي ، ولد عام 1909 وتوفي 1934 ، يعني عاش 25 سنة رحمه الله ، وكان ذا شاعرية ملهمة تعد من أروع وأخصب ما عرفه الشعر التونسي الحديثولشعره ميزات عظيمة جداً ، فقد امتاز بالإشراق وغنى الجو الأنفعالي وصفاء الخيال ، كما امتاز أيضاً بالثورة المحتدمة على الظلم والظالمين .
كان الشاعر يشكو مرضاً في صدره واعتلت له صحته فكانت هذه العلة إلى جانب ما عانى من سوء الحال مصدر ما شاع في شعره من بعض المشاعر الحزينة ومات في الخامسة والعشرين من عمره تاركاً تراثاً شعرياً ملء الحياة .
هذا الشاعر / أبو القاسم الشابي ، ربما يكون قد أنطقه الله سبحانه وتعالى بأبيات ، ولا نستطيع أن نقول أنه كان عنده جهاز استشعار عن بعد قبل ثمانين سنة ، ترى لو أنه الآن في قبره علم ما آلت إليه قصديته وكيف اثرت على قومه ؟ إذن لقرت عينه .
يقول الشابي رحمه الله تعالى :
ألا أيها الظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه
وعشت تدنس سحر الوجود وتبذر شوك الاسى في رباه
رويدك لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الوعود وعصف الرياح
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن يبدوا للشوك يجني الجراح
تأمل هنالك أنى حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل
ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل
سيجرفك السيل سيل الدماء ويأكلم العاصف المشتعل
كان لأبي القاسم الشابي أشعار جميلة جداً لهذه المعاني ، منها هذا البيت المشهور الذي يكاد كل الناس يحفظونه وإن كنا نستنكر منه لفظة فيها سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى ومع أقدار الله ، وهي قوله :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
وطبعاً هذه العبارة الأخيرة غير مقبولة لأن فيها سوء أدب ، بل إرادة البشر تابعة لإرادة الله وليس العكس والعياذ بالله .
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوك الحياة تبخر في جوها واندثر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
تابعنا كلنا ما جرى في تونس في هذه الأيام القليلة وفوجئ العالم أجمع وفوجئ الناس كلهم كيف بهذه السرعة ولى زين العابدين بن علي هارباً من بطش شعبه حين دارت عليه الدوائر بعدما بغى وظلم وتجبر وتخصص وفاق كل المتخصصين في محاربة الإسلام .
ومعظم الناس تقول أن الشعب التونسي عانى من ظلم هذا الدكتاتور الظالم الباغي لمدة ثلاث وعشرين سنه ، لأن معاناة أهل تونس لم تبدأ من زين العابدين بن علي بل إن هذا الشبل من ذاك الأسد ، فهو تلميذ مقرب من عدو الله وعدو الإسلام المدعو / الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس لمدة إحدى وثلاثين سنة حارب فيها الإسلام أيضاً وتعدى على شرع الله تبارك وتعالى وارتكب من الجرائم ما ارتكب ، وكان هذا في نهاية حقبته وزير الداخلية فلما ابتلي بورقيبة بمرض الخرف الذي يأتي مع كبر السن واختلت قواه العقلية قام بنوع من الانقلاب واستبد هو بالسلطة وحكم منذ ذلك الوقت .
فمعاناة المسلمين لم تبدأ منذ ثلاثة وعشرين سنة وإنما ترجع إلى أربع وخمسين سنة .
بورقيبة له ملف خاص حافل بالجرائم وليس المقام مقام التفصيل في أحواله ولكننا نتذكر حديث أبي قتادة المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : ( مستريح أو مستراح منه ) قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)
فالمؤمن يستريح من عناء الدنيا وكربها وبلائها ، والمستراح منه هو الشرير الظالم المستبد المتجبر الذي يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب وكل شيء يستريح منه .
بورقيبة صرح لمجلة لوموند الفرنسية في يوليوا سنة 1976 بأنه قام بأمر عظيم ـ فهو يتكلم مع الفرنسيين ويقول لهم أنكم لا تقدرون من يخدمكم فأنا أغلقت جامع الزيتونة ، فهو كان يعاتب الفرنسيين أنه لم ينل منهم الثناء الكافي والتثمين والتقدير لهذه الجريمة التاريخية ، وطبعاً جامع الزيتونة هو شقيق الجامع الأزهر هنا في مصر ومسجد القيروان العتيق ، فتونس كانت إذا ذكرت ذكر معها مسجد الزيتونة وهو خرج أجيالاً وأجيالاً من العلماء الأئمة الكبار ، وتخرج منه من المتأخرين الإمام عبد الحميد بن باديس الذي أحيا الله به الإسلام في تونس ثم في سائر بلاد المغرب الإسلامي ، ومن خريجيه البشير الإبراهيمي من الجزائر ، ومن خريجيه أيضاً إمام الجامع الأزهر الشيخ محمد الخضر حسين وهو تونسي ولكنه تولى مشيخة الجامع الأزهر ، ومن خريجيه العلامة الطاهر بن عاشور ومنهم محمد بن حبيب الخوجة أمين عام مجمع الفقه الإسلامي في مكة ، فمسجد الزيتونة كان منارة أضاءت في القديم والحدث في العالمين ، فبورقيبة يفخر بما فعله بمسجد الزيتونة وأنه أغلقه ولم يغلقه بحسب ولكنه حوله إلى مرقص وملهى وحفر في صحنه حمام السباحة ـ فكان يتكلم مع جريدة لوموند سنة 1976 فيقول أنه قام بأمر عظيم عندما أغلق جامع الزيتونة وأن هذا العمل منه لم تفهمه أوروبا ولم تقدر فرنسا قيمته .
صرح بورقيبة في الأهرام في 20/12/1975 بأنه أصدر في سنة 1956 قانوناً يمنع تعدد الزوجات ويعتبر التعدد جنحة يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة سنة وغرامة مالية قدرها 240 ديناراً
حتى أنه حدث واقعة في تونس أن رجلاً تزوج امرأة ثانية فقبض عليه وحوكم فمحاميه برأه بأن هذه خليلته وعشيقته وليست زوجته فأخلي سبيله .
وكان بورقيبة يردد في مجالسه : " ياليت تونس تقع جغرافياً قرب السويد أو الدينمارك لتخرج نهائياً من هذا المحيط العربي والإسلامي "
فهو يتأفف من الهوية الإسلامية والعربي لتونس .
هذه الثورة سميت في الأيام القليلة الماضية ثورة الخبز والحرية وتنفس الناس يها الصعداء وإن كان غير مضمون ما سوف تأول إليه ، ولكن لا شك أنه يصعب جداً أن يتكرر أنموذج زين العابدين في التاريخ .
فمن الصعب أن يتكرر هذه الشخصية التي تشابه شاه إيران ويشابه شوشيسكو ويشابه غيره من الجبابرة .
طال الليل على أهل تونس في هذا العناء الشديد وآن للجور أن ينتهي وآن للعدل أن يبتدي .
فنحن لابد أن يكون استبشارنا بحذر ، لماذا ؟
لأن الثورة لها طبيعة غريبة جداً ،وأول ثورة شعبية في بلد عربي أو إسلامي ليست انقلاب عسكري ولكنها ثورة أطاحت بهذا الجبار المستبد الدكتاتور بهذه الصورة التي رآها الجميع .
لأن رؤوس الحكم الموجودين الآن سواء صاحب البرلمان أو رئيس الوزراء هم رجال زين العابدين بن علي فيمكن أن يتغير القناع فقط ولكن يبقى هو هو عن طريق رجاله ، فيمكن أن يبدأ الحاكم الجديد في صورة المصلح ثم يجر جراً إلى بيت الطاعة الأمريكي أو الفرنسي ، فهم في الحقيقة قطعوا جزءاً من الطريق وليس كل الطريق لأن الوزير الأول كما يقولون عندهم استدعى جميع الأحزاب المعترف بها للتشاور حول تشكيل حكومة مؤقتة .
فمن الذي حدد أن هذا معترف به وأن هذا غير معترف به ؟ زين العابدين بن علي .
على أي الأحوال هذه الثورة تجمع كل أنواع الساخطين على هذا النظام الإجرامي الذي لا نظير له في العصر الحالي في الظلم والقهر والاستبداد والفساد .
فكل الساخطين اجتمعوا على هذا الأمر وكانت حادثة الشاب المعروفة وهي كالقشة التي قصمت ظهر البعير ، فالحقيقة يبدوا أن الناس كانوا من الظلم والقهر معبئين تعبئة بحيث أنها خرجت بهذه الصورة العجيبة والتي تثبت أن الشعوب عملاق مخيف يمكن أن يعاقب بقسوة إذا طال الاستهتار بغضبها وأشواقها للحرية .
حول زين العابدين بن علي تونس إلى غابة الخوف والرعب ووصل في كراهية الإسلام من كل قلبه ومحاربته بأبشع أنواع الحرب على دين الله تبارك وتعالى وعلى صميم دعوة الإسلام إلى أن أصبح معترفاً به عالماً بأنه أقوى خبير في محاربة الإسلام ، ولذلك كان يشتغل بتصدير خبراته إلى من يريدون أن يستفيدوا منها ، فهو كان يصدر الخبر في محاربة الإسلام .
مجلة جون إفريك الفرنسية وصفته يوم تولى الرئاسة بأنه محسوب على الغرب قلباً وقالباً .
إذا أردت أن تعرف الرجل انظر من يتأسف عليه ، وإن كان صوت التأسف الآن صوتاً نشازاً ، فكل الدول تقول نحن نحترم خيار الشعب التونسي . ولكن في الحقيقي أن الصوت الوحيد الذي نشذ هو صوت الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وعبر التلفزيون الإسرائيلي عن أسفه لرحيل ابن علي واعتبره من أهم الرؤساء والأنظمة العربية المؤيدة سراً لسياستها بالمنطقة .
من تصريحات زين العابدين بن علي المشهورة وهو يتكلم عن الأصوليين أي المتشددين أو المتدينين في زعمه فيقول : ليس عندي أصولي صالح معتدل وآخر سيء متشدد ، فالأصولي الطيب هو الميت فقط .
فهو يذكرنا بالشعار الذي رفعه الأوربيون لما غزوا أمريكا مع الهنود الحمر فكانوا يرفعون شعار better dead than red أي تكون ميت أفضل من أن تكون هنديا أحمر ولا خيار آخر لأن الموت لك أفضل من أن تكون هندياً أحمر .
وهو نفس الشيء استعملوه بصورة جديدة مع الشيوعيين في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وبين أمريكا .
ومن أجل ذلك ـ من أجل أنه ليس عنده أصولي صالح معتدل وآخر سيء متشدد فالأصولي الطيب هو الميت فقط .
ولهذا قضى على التعليم الإسلامي في المدارس .
وكان يحارب صوم رمضان كما فعل بورقيبة لأنه يؤثر في زعمه على الإنتاج .
الحقيقة أن الحوادث تحكى والله تعالى أعلم أن الأيام ستمضي ويطالب محاكمته . فقد يحاكم داخل تونس بجرائمه وقد يصعد الأمر بأن يحاكم كمجرم أو عدو للإنسانية بسبب ما فعله في شعبه .
فالإنسان يسمع أشياء سيتغرب لها جداً ، وأكيد هناك أشياء ستكشف وتضم لهذه الإنجازات في حرب الإسلام .
فمثلاً الإخوة التونسيين يطالبون باعتبار يوم الجمعة إجازة رسمية ، فهذا من العجب !! وهل يوم الجمعة لم يكن إجازة رسمية ؟! وأين كان يذهبون في صلاة الجمعة . أنا ما أدري كيف يكون هذا ؟؟
وطبعاً كان الذهاب للمسجد تهمة ، فكونك تصلي المسجد هذه تعتبر تهمة تقتضي الاشتباه لو تكرر .
وحدث حادثة أن ابن السفير السعودي في تونس كان هناك وهم بدخول أحد المساجد للصلاة فقبض عليه ثم بعد أن عرفوا من هو وأنه ابن السفير السعودي أفرج عنه .
وأنا قابلت في فيينا أحد الإخوة التونسيين وحكي لي أشياء ما كنت أصدقها حتى حلفوا على صدقهم في هذا ، فهو شرد شعبه التونسي وجعل أعداد كبيرة جداً يفرون إلى أي مكان من الجحيم الذي يعيشونه هناك ومن الضنك والمعاناة ، فقالوا الإخوة أن الشرطة تتجول وقت الفجر في الشوارع وتبحث عن الشقق والبيوت التي يضاء فيها النور في وقت آذان الفجر ، يعني كانوا يحاولون معرفة الشقق التي تصلي وقت الفجر في مكانها ويجعلونهم متطرفين أو متشددين ..
وحلف لي الأخ أنهم يخبئون المصاحف تحت البلاط ولو دخلوا ووجدوا سجادة الصلاة معلقة على الحائط تكون تهمة في حد ذاتها .
وطبعاً اللحية شيء غير مسموح به على الإطلاق
والإجرام وصل إلى حد لو أنك مصري مثلاً وستذهب إلى تونس لتجارة أو شيء من هذا وملتحي ترفض السفارة أن تخرج لك الفيزا لأنك ملتحي .
فلو كانت هذه الحكومة حكومة زين الهاربين تفتخر بأنها أول حكومة عربية وضعت وثيقة حقوق للطفل ـ وهذا كلام لزوم الديكور ـ وأنها كانت تدرس حقوق الطفل في المدارس وحقوق الإنسان .
وهل ليس من حق الطفل ألا تحرمه من أبيه وألا تحبسه تعسفاً بدون أي جريمة ؟ أليست هذه من حقوق الطفل ؟ أليس من حق الطفل ألا تيتمه وأن تترك له أبوه يعيش ويزرق ؟ وهذا خرق لحقوق الطفل .
أما موضوع الحجاب فيبدوا أنه كان عنده عقدة معينة يعرفها بعض الناس وبعض الناس لا تعرفه وأنا ما أفضل أن أتكلم فيه وهو يرجع إلى زوجته .
فموضوع الحجاب خصوصاً كان من أبغض الأشياء إلى قلب بورقيبة وإلى قلب زين العابدين .
وحورب الحجاب في تونس في عهد بورقيبة ، والعبارة التي استعملها بورقيبة استعملها أيضاً زين العابدين وهو أن الحجاب زى طائفي ، واصدر القرارات بأن يتعقب أي امرأة تلبس ملبساً يوحي بإيحاءات طائفة .
نقول الإيحاءات الطائفية لو أنه في بلد فيها طوائف كثيرة أما تونس من مميزاتها أنها بلد متجانسة وكل شبعها مسلم سني مالكي وهم من أهل السنة في العموم ، فمن أين الطائفية وعلى من الطائفية ؟
ولكنهم يعتبرون الحجاب زياً طائفياً ويرفضون كونه فريضة دينية ، ولذلك حرم ارتداء الحجاب في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوي .
أحد المدافعين عن الحجاب في تونس وهو خالد ساسي يروي أنه اعتقل لمدة خمسة عشر يوماً ، والسبب أنه تدخل لحماية فتاتين محجبتين كانت الشرطة بصدد خطفهما ، فهو كان موجوداً في محل تجاري يملكه شقيقه إذ بسيارة شرطة توقف فتاتين كانت إحداهما منقبة أما الثانية فكانت ترتدي خماراً وطالبت الشرطة منهما مرافقتها لمقر الأمن فخافتنا وأجهشتا بالبكاء والتف سكان الحي حول السيارة ، فيقول خالد : فلم أتردد في الاستفسار عن سبب اعتقالهما ، فقال لي أحد الضباط : إن هذا الأمر لا يهمك
يقول : وبعد ذلك حلت بين رجال الأمن وبين الفتاتين وأمرتهما بالفرار فلم يترددا في ذلك ولذت أنا بدوري بالفرار وما هي إلا ساعة زمن حتى حوصرت المنطقة برجال الأمن الذين داهموا بيتنا واعتقلوا أخي للتحقيق معه فذهبت من الغد لأسلم نفسي للبوليس وما أن رأوني حتى انهالوا علي ضرباً ثم أمروني بنزعي ملابسي ليعلقوني فرفضت فقاموا بنزعها عنوة وتم تجريدي منها بالكامل وأخذوا بضربي وبسكب الماء على جمسي وهم يصبون الجلالة ويتلفظون بأبشع الألفاظ .
ومن إنجازات بورقيبة أيضاً أنه في قانون سنة 1956 أعن المساواة التامة بين الرجل والمرأة بما في ذلك الميراث فجعل المرأة ترث مثل الرجل وأيضاً منع تعدد الزوجات وشرع عقوبة شديدة للمخالفين
ومنع أيضاً وقوع الطلاق من جانب واحد وهو الرجل .
كما ذكرنا أن المحجبات خصوصاً في تونس وضع يلفت النظر جداً فهن يحرمن من العمل ومن التعليم ويتعرضن للعنف ونزع الحجاب بالقوة مع الشتم والسب أمام أزواجهن أو إخوانهن ويجبرن على توقيع التزام بعدم ارتدائه مستقبلاً .
وهو منشور الآن في النت تقرير مصور عثروا عليه في أحد مراكز الشرطة وهي هيئة تسمى الأمن الوطني ففي جزء من الكلام يقولون :
" عملاً بالتعليمات الإدارية القاضية بتكوين فريق خاص بمراقبة الأعوان ـ الموظفين ـ الذين يؤدون الصلاة والمترددين على الجوامع ولاسيما منهم من الفئة الشبابية عرفا بأدائهما للصلاة وما ظبتهما عليها ـ هم يتكلمون عن اثنين معلومين لديهم ـ حيث لوحظ أن المذكور الأول يتردد على جامع سيدي عبد القادر لأداء صلاتي المغرب والعشاء خارج أوقات عمله في حين أن المذكور الثاني يؤدي فرائضه الدينية بمنزله " ولا أدري كيف ذلك !! في الضوء ؟! وفي آخر الصفحة جدول مختصر بأقارب هؤلاء الرجال المتهمين بأداء الصلاة ، جدول متابعة مرتديات الزى الطائفي من زوجات وبنات . في تونس الشرطة كانت تخطف المحجبات فالمرأة التي تلبس جلبابًا تُجر من ثيابها إلى مركز الشرطة وينزعونه عنها بالقوة وتخرج إلى الشارع بما تلبس تحت الجلباب . فهذا الجبار المجرم الطاغية فعل استبدادات لا مثيل لها في العالم وكان من أحب الناس إلى ساركوزي ولذلك لجأ لصديقه في وقت الشدة .
ففي الأسابيع الأخيرة عندما حدثت مظاهرات وضرب نار شديد على المتظاهرين حوالي 70 فرد قُتلوا فتدخل ساركوزي فبلده فرنسا بلد الحريات والتنوير فقال أن الدول الفرنسية تستنكر الاستخدام المفرط للقوة فقط ، شعب أعزل أمام جيش مسلح يقتل هذا العدد الكبير من المسلمين ، فساركوزي الساكت عن كل هذه الجرائم في بلد مسلم وليس فيها أي طوائف أخرى هو نفسه الذي سال لُعابه لما حدثت حادثة كنيسة الاسكندرية في مصر وصرح بأنه مطلوب التدخل لحماية الأقباط في مصر ، فهذا يدل على تلون الوجوه وتعدد المعايير ، فأين الدفاع عن حقوق الإنسان الذي يعرفها العالم أجمع ذلك العالم الغربي المنافق ذو الوجهين يعرف جرائم هذا الرجل في حق شعبه . هناك طالبة متفوقة كانت تدرس هندسة التجهيز الريفي فرفضوا تسلميها شهادة التخرج فقال لها عميد الكلية إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لم تكشف عن شعر رأسك ، وحكي بعض الناس عن زوجة أحد إخواني في أوروبا أنها كانت كلما أرادت أن تعود إلى تونس لتزور أهلها فكانت تبكي وهي تحزم الحقائب لأنها تعرف ماذا سيحصل فبمجرد أن تقترب الطائرة من مطار تونس تخلع الحجاب لئلا تتعرض للإهانة ونزعه بالقوة .
ماذا نقول ؟ من جنون هذا المجرم الطاغية وكراهيته للإسلام ومحاربته للتدين أنه شنَّ حربًا على دمية اسماه "فُلّه" تغطى شعرها بدلا من "باربي وغيرها" فتخيلوا رئيس دولة يشن حربًا على لعبة أطفال لأن "فُلّه" محجبة ، كان من الأفضل أن يعتقلها !!
وأمر بمصادرة هذه اللعبة من جميع محلات لعب الأطفال .
في الأمس تم إحراق سجن برج الرومي في بنزرت هذا السجن الذي كان يُداس فيه القرآن الكريم والعياذ بالله .
قال بعض الإخوة التونسيين بكيت وأنا أسمع الأذان لأول مرة ينطلق من التليفزيون التونسي فحُق لنا أن نفرح في مثل هذا الطاغية المجرم المعادي لله ولرسوله وللإسلام ، لا شك أن هذا يوم من أيام الله ، فيكفي أن يرى الناس العبرة في هذا الأمر .
الأخ العقيد هربه في طائره إلى مالطة فرفضته ويقول أنه حدث ذلك لأنه لم يأخذ بنظام الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية قالوا له لأنك لم تقتدِ بنا لذلك فشل زين العابدين وفشلت تونس .
كما يعاتب الشعب التونسي ويسألهم لماذا لم يعطوه فرصة أخرى لمدة 3 سنوات ، ليس كثير !! وأعجبتني كلمة قالها الأستاذ راشد الغنوشي تعليقًا على ذلك أنه كيف لبلاد الحرمين الشريفين أن تأوي مثل هذا المجرم عدو الله ورسوله وعدو الإسلام والمسلمين وعدو البشرية والإنسانية .
كان من الأفضل أن يذهب عند أحبابه في إسرائيل لأنها الصوت الوحيد الذي تألم عليه هو التليفزيون الإسرائيلي ولا بأس أن يقيموا له تمثالاً في أعظم ميادين تل أبيب فهذا هو مكانه ، أما أن يُؤى هذا المحدث بحجة الإنسانية أو موقف إنساني ، "من آوى محدثًا فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين" رواه النسائي وابو داود ، فعلق الأستاذ راشد الأنوجي تعليقًا جميلاً فقال " إن الشعب التونسي لا يُرضيه أبدًا أن يكون هذا الطاغية في محل قبلته " على أي الأحوال هذه سنة عجيبة جدًا من سنن الله سبحانه وتعالى ويوم من أيام الله حتى لو حدث مهما حدث بعد ذلك لأن الذي سيحكم تونس بعد ذلك سيأخذ العبرة والدرس حتى لو وضع قناعًا على وجه أنه مصلح وأنه سيعدل وكذا ، فالتفاؤل يجب أن يكون حذرًا فهذه الثورة لكل الساخطين وكل الناس ساخطون والجزاء من جنس العمل وتلاحظ كثيرًا من تصرفاته قوبل بمثلها فمثلاً أغلق المطارات في وجوه المستضعفين ممن شردهم من التونسيين فأغلقت المطارات أيضًا في وجهه عندما ذهب إلى مالطة وطرد وكذلك الحال في فرنسا وإيطاليا وأظن طلب من مصر ورُفض أيضًا لكن بعد ذلك استقر في الجزيرة العربية .
أيضا حدث في السنة الماضية عندما ضُخم موضوع إنفلوانزا الخنازير فمنع أي تونسي من أن يحج إلى بيت الله الحرام بحجة إنفلوانزا الخنازير ، فهل فعل نفس الشيء في مباريات كرة القدم والحفلات بحجة إنفلوانزا الخنازير ؟! ومنع التونسيين من الذهاب إلى الحج وفي نفس السنة أصيب هو نفسه بإنفلوانزا الخنازير وهو جالس في قصره والعجيب أنه أُعلن خبر إصابته بإنفلوانزا الخنازير يوم عرفات.
وهو أكثر الأيام زحامًا في الحج فأُعلن عن مرضه لأنه في أسبانيا جريديتان أعلنتا في ذلك اليوم أن الزيارة الرسمية التي كان مقررًا أن يقوم بها ملك اسبانيا إلى تونس أُلغيت بسبب إصابة الرئيس التونسي زيد العابدين بن علي بمرض انفلوانزا الخنازير وأن الفيروس انتقل إليه عن طريق حفيدته . فها هو قارون العصر وامرأته حمالة الحطب يخسف الله به وبداره الأرض مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يُملل الظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته " ونتذكر قول خالد البرمكي لما سأله ولده : يا أبتِ أبعد العز الذي كنا فيه يكون مصيرنا في القيد والحبس ؟ فقال له : يا بني لعلها دعوة مظلوم في جنح الليل والناس نيام غفلنا نحن عنها ولم يغفل الله عنها .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
أعداد فريق عمل شبكة طريق السلف
تعليق