السودان فتح عنوة؛ فلا يحل بناء كنيسة جديدة فيه ولا صيانة قديمة
الكاتب الشيخ : الأمين الحاج محمد أحمد.
الكاتب الشيخ : الأمين الحاج محمد أحمد.
الحمد لله الذي حصر العزة فيه وفي رسوله والمؤمنين، فقال: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}، وقال بعد موقعة أحد التي استشهد فيها أربعة وسبعون بطلاً، في مقدمتهم سيد شهداء هذه الأمة حمزة: {ولا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
وكتب الذل والصغار على من خالف أمره من الجاهليين من الكتابيين والأميين الكفار، الأقدمين منهم والمحدثين، فالإسلام في كل زمان ومكان يعلو ولا يعلى عليه، لأن شريعته ناسخة للشرائع السابقة، وكتابه مهيمن على سائر الكتب الماضية، ورسوله خاتم لرسل رب العالمين، فلا يسع أحد من هذه الأمة [1] من يهودي ولا نصراني ولا غيرهما سمع به إلا أن يؤمن به، وإلا كان من أصحاب النار، كيف لا؟ ولو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعه، وعندما ينزل عيسى عليه السلام لا ينزل بشريعته السابقة ولا بشرع جديد، وإنما يكون مقتدياً ومتبعاً لشرع محمد عليه وعلى عيسى أفضل الصلاة والسلام.
عداوة المنافقين [2] للإسلام عداوة أبدية أزلية، وهم أشد ضرراً وأعظم خطراً من الكفار، لإظهارهم الإسلام وإبطانهم الكفر، ولهذا امتازوا على إخوانهم الكفار: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
هذا العداء لا ينقطع أبداً، ولكنه يزداد ويظهر جلياً عندما تنزل بالمسلمين نازلة أو تحل بهم كارثة، ولهذا نهانا الشارع الحكيم عن موالاة الكفار والمنافقين، وعن الانخداع بهم وبأقوالهم: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم مصيبة يفرحوا بها}.
من وسائل المنافقين التي لا ينفكون عنها أبداً ولا يجدون عنها حولاً إثارة الشبه، والتشكيك في الثوابت والمسلمات، والتلبيس على الناس، مستغلين بذلك وسائل الإعلام، سيما الصحف، حيث لا رقيب عليهم ولا محاسب لما يكتبون خاصة فيما يتعلق بأمر الإسلام، فقد عاد الإسلام غريباً كما بدأ.
من تلكم الشبه التي أثيرت وتثار من حين إلى آخر؛ أن السودان فتح صلحاً وليس عُنْوَة، وأن المسلمين تعايشوا فيه تعايشاً سلمياً مع الكفار، ويدغدغون عواطف الناس بتعليلهم لذلك بأن الشعب السوداني شعب متسامح!
وهذا لعمر الله من باب المدح الذي هو عين الذم، لأن هذا التسامح لا يقوم إلا على أنقاض عقيدة الولاء والبراء، وإلا على حساب التنازل عن كثير من أمور الدين.
هذه الشبهة ما هي إلا وسيلة للتوصل إلى الهدف الأكبر والغرض الأسمى لديهم، الذي يسعون إليه جاهدين، مستغلين الهيمنة الأمريكية على الإسلام والمسلمين في هذا الوقت لتحقيقه والتمكين له، وهو أن تحل المواطنة أوالعلمانية أواللادينية محل الإسلام، حيث تقوم العلائق بين الخلق على أساس إبعاد الدين عن جميع مناحي الحياة، اللهم إلا في جانب الشعائر التعبدية، أما ما سوى ذلك فالكل لـ "قيصر"، وينتج عن ذلك أن تتساوى الأديان، ويزال الإسلام، وتعيش الأمة حياة متحضرة لا عقد فيها بزعمهم، كما يعيش إخوانهم في أمريكا وأوروبا: {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم}، خاب فألهم وتبددت آمالهم.
فهل حقاً أن السودان فتح صلحاً؟ وما هي الفروق بين أن يُفتح البلد صلحاً أوعُنْوَة، خاصة فيما يتعلق ببناء الكنائس وصيانتها في حكم الشرع؟
هذا ما نود الإشارة إليه وتوضيحه في هذه العجالة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة.
فالسودان [3] فتح عُنْوَة في سنة 31 هـ، بقيادة البطل عبد الله بن أبي السرح رضي الله عنه، والدليل على ذلك تحويل كنيسة "دنقلا" – العجوز - مسجداً، ولولا أن البلاد فتحت عُنْوَة لما حوِّلت الكنيسة إلى مسجد، ثم عقد المسلمون هدنة وصلحاً مع النصارى.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (ثم غزا عبد الله بن سعد بعد أفريقيا "الأساود" من أرض النوبة فهادنهم، فهي إلى اليوم، وذلك سنة إحدى وثلاثين) [4].
وذلك في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أمَّره عثمان على مصر.
هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى؛ عندما نقض النصارى العقد وأقاموا لهم دُوَلاً جاهدهم المسلمون الفاتحون، وفي عهد دولة الفونج الإسلامية، ودكوا تلك الدول، وقَضَوْا على النصرانية في السودان الشرقي قضاءً تاماً، وهُدِّمت كل الكنائس والمعابد الخاصة بهم.
ثم لما نبتت النصرانية مرة ثانية في العهد الخديوي الغاشم، هيَّأ الله المهدية، فجاهدتهم وخيَّرتهم بين الدخول في الإسلام أوالهجرة عن السودان، فاختار بعضهم الدخول في الإسلام، وهاجر بعضهم غير مأسوف عليهم، وهدِّمت جميع الكنائس، حيث لم تبق كنيسة واحدة.
بعد أن قضى الإنجليز على المهدية نبتت النصرانية مرة ثانية، ومكن لها الإنجليز وغيرهم من نصارى أوروبا، وأعيد بناء الكنائس في كل مدن السودان، واستمر الحال في بناء الكنائس ونشر التعليم الكنسي الذي هدفه زرع الحقد والكراهية في قلوب المنصَّرين ضد الإسلام والعرب، حتى بلغ الأمر ذروته وحقق النصارى ما لم يكونوا يحلمون به في عهد الإنقاذ، حيث زاد عدد الكنائس، وتنوعت، وأصبح عدد الكنائس العشوائية التي أقيمت في المدن والأقاليم قرابة ثلاثة أضعاف الكنائس الرسمية.
* * *
وإليك هذا الجدول الذي يبين عدد الكنائس الثابتة والعشوائية، وملحقاتها، والإمكانيات المتاحة لها، وهو من إعداد وزارة التخطيط الاجتماعي/إدارة شئون الكنائس.
جدول يوضح جملة إمكانيات الكنائس بولايات السودان [5]:
البنود/الكمية والأعداد:
الكنائس الثابتة: 200.
الكنائس العشوائية: 506.
المبشرين الأجانب: 458.
العربات: 568.
المنازل: 422.
المدارس والمعاهد: 244.
مراكز صحية ومستوصفات: 113.
مقر المنظمات الطوعية + تبشيرية: 42.
مراكز خدمات اجتماعية: 124.
مزارع: 8.
* * *
يقول الدكتور إبراهيم الجاك إبراهيم: (لقد ذكرت المراجع التاريخة أن النصرانية دخلت بلاد السودان منذ عهد الإمبراطور جستنيان [517 – 565 م] وزوجته ثيودورا، وكانت بلاد النوبة جسراً عاماً لمرور الديانة النصرانية إلى وسط السودان، مما أدى إلى قيام ممالك مسيحية في شمال ووسط السودان، مثل مملكة "المقرة" في الشمال، ومملكة "علوة" في وسط السودان، لكن هاتين المملكتين لم تصمدا أمام الزحف العربي الإسلامي من مصر نحو بلاد السودان، فقد سقطت مملكة النوبة المسيحية "المقرة" في أيدي العرب المسلمين في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، كما سقطت مملكة "علوة" أمام التحالف الإسلامي "الفونجي العبدلابي" 1504 هـ ، وانمحت بعد ذلك الديانة النصرانية تماماً من بلاد السودان لمدة تزيد عن ثلاثة قرون بقليل، ثم عادت النصرانية تطل برأسها من جديد في العهد التركي المصري في السودان، ولا سيما في عهد والي مصر عباس باشا [1264 – 1270 هـ، 1848 – 1854م] الذي شجع الأجانب للعمل في السودان، وقد تمتع النصارى واليهود من الأوروبيين والأقباط والأحباش في العهد التركي المصري بتسامح [6] ديني كبير، إذ لم تكن الإدارة التركية المصرية تتدخل في شؤونهم الدينية، أوتحد من نشاطهم التبشيري المسيحي، بل سمحت لهم ببناء كنائسهم، حتى أصبح في كل مدينة من مدن السودان الكبرى كنيسة بجوار المسجد، ونشطت حركة التبشير [7] بصفة خاصة في جبال النوبة وجنوب السودان، وعندما ذهب صموئيل بيكر إلى أعالي النيل وجد كنيسة للمبشرين النمساويين تقوم بتعليم أبناء جنوب السودان الدين المسيحي.
وفي عهد الخديوي إسماعيل [1863 - 1879م] سعت بريطانيا لتعيين عدد من البريطانيين والأوربيين في مناصب إدارية وعسكرية عليا في السودان، وعلى رأسهم غردون الذي عُين حكمداراً للسودان عام 1877م، ومُنح سلطات مدنية وعسكرية وقضائية واسعة).
إلى أن قال: (وفي عام 1290 هـ/1872م وصلت إلى السودان دفعة جديدة من المبشرين برئاسة المطران دانيال كمبوني... هذه الحركة التبشيرية الواسعة التي كانت تتم بموافقة حكام مصر جلبت الكراهية والبغضاء من قبل السودانيين لحكام القاهرة) [8].
نتج عن فتح المجال من قبل الحكومة الخديوية للكفار من يهود ونصارى للعمل في السودان أن ازداد عدد المنصرين في السودان، وأسست كنائس كثيرة، وكذلك مدارس كنسية ولاهوتية، ونصِّر عدد من سكان جبال النوبة والمديريات الجنوبية.
يتمثل ذلك في الآتي [9]:
1) أصبح في كل مدينة من مدن السودان الكبرى كنيسة بجوار المسجد.
2) كانت أصوات أجراس الكنائس تعلو على أصوات الأذان بمسجد الخرطوم وغيره من المساجد.
3) فُتِح العديد من المدارس الكنسية واللاهوتية، وانتشرت مدارس المطران دانيال كمبوني في كل مدن السودان الكبرى.
4) نُصِّر عدد كبير من أبناء جبال النوبة والمديريات الجنوبية.
5) جُلبت منهم أعداد كبيرة للدراسة بالخرطوم، بلغ عددهم ألف دارس.
6) قُدِّر عدد اليهود والنصارى الأوروبيين والأقباط في العهد التركي المصري في السودان قبيل إعلان الثورة المهدية بـ1500 نسمة، منتشرين في مدن السودان المختلفة.
7) أشهر جنسيات المنصِّرين؛ إغريق، وشوام، وأقباط، ونمساويون، وروس، وألمان، وإيطاليون.
لكن سرعان ما قُضِيَ على ذلك بقيام دولة المهدية، وذلك بالآتي:
1) خيِّر كل الكفار بين الإسلام والهجرة عن السودان، فمنهم من أسلم ومنهم تظاهر بالإسلام وأبطن الكفر كـ "سلاطين"، حيث لم يكن في عهد المهدية أهل ذمة.
2) هُدِّمت كل الكنائس.
3) هُدِّمت كل المدارس الملحقة بتلك الكنائس وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية التي أسسها الأب "أيناسوكنونجُيز" الألماني، وموقعها حالياً مبنى ولاية الخرطوم.
4) توقف النشاط الكنسي تماماً.
لقد طُهرت أرض السودان من النصرانية التي جلبها ومكن لها الخديوية بعد أن تخلص السودان منها في عهد الفونج.
وقد تولى كبر إعادة النصرانية في السودان بعد أن كفاه الله شرها، وبذر هذه البذرة الخبيثة فيه، وتسبب في كل الكوارث والمآسي التي عانى منها السودان منذ عهد الاستقلال وحتى الآن، وكان مسؤولاً عن كل الدماء الطاهرة التي أريقت فيه، الحكم الخديوي المصري، سيما الخديوي عباس والخديوي إسماعيل عليهما من الله ما يستحقانه، يضاف ذلك كله إلى الجرم الكبير والإثم الخطير الذي اقترفه محمد علي وأسرته على الأمة العربية والإسلامية، مما جعله يستحق بجدارة لقب "أبي العلمانية" في العالم العربي.
ويتمثل ذلك بجانب ما جنته هذه الأسرة المشبوهة على المسلمين في السودان في الآتي:
1) خروجه على الخلافة العثمانية.
2) استقلاله بمصر والسودان، مما أدى إلى إضعاف الدولة العثمانية، وتسبب في سقوطها.
3) فتح المجال للكفار وموالاتهم.
4) نقل سلبيات الحضارة الغربية من غير تحفظ، مما أدى إلى فساد الأخلاق.
5) حَكَم مصر بدستور علماني مستمد من الدستور الفرنسي.
6) محاولته القضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
هذا قليل من كثير، فنسأل الله أن ينتقم منه ومن أحفاده من بعده، ومن شاكلهم بقدر ما أساءوا إلى الإسلام والمسلمين.
* * *
حكم الكنائس والمعابد في البلاد التي فتحت عُنْوَة [10]:
الحالة الأولى؛ إذا لم ينقض أهلها العهد:
ذهب أهل العلم في الكنائس التي وجدت في البلاد التي فتحت عُنْوَة ولم ينقض أهلها العهد مذهبين:
1) يجب إزالتها ويحرم تبقيتها لأن البلاد صارت مِلْكاً للمسلمين، كالبلاد التي مصَّرها المسلمون تماماً، واستدلوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصلح قِبلتان ببلد).
وهو وجه للشافعية وقول لأحمد.
2) يجوز الإبقاء عليها.
واستدل هذا الفريق بأن الرسول صلى الله عليه وسلم فتح خيبر عُنْوَة وأقرَّهم على معابدهم فيها ولم يهدمها، ولأن الصحابة رضوان الله عليهم فتحوا كثيراً من البلاد عُنْوَة فلم يهدموا شيئاً من الكنائس التي بها.
وبقول ابن عباس رضي الله عنهما: (أيُّما مِصْر مصرته العجم ففتحه الله على العرب فنزلوه فإن للعجم ما في عهدهم).
وبما كتبه عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عماله أن: (لا تهدموا كنيسة، ولا بَيْعة، ولا بيت نار).
الحالة الثانية؛ إذا نقض أهلها العهد - كحال السودان مثلاً -
يهدم القديم منها ولا يصان ولا يعاد بناء الآيل إلى السقوط، ولا يُبنى جديد منها، لا بطريق رسمي ولا عشوائي.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (أما الكنائس التي بالشام ونحوها من أرض العُنْوَة، فما كان منها مُحْدَثاً وجب هدمه، وإذا اشتبه المُحْدَث بالقديم وجب هدمها جميعاً لأن هدم المحدث واجب، وهدم القديم جائز، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وما كان منها قديماً؛ فإنه يجوز هدمه، ويجوز إقراره بأيديهم.
فينظر الإمام في المصلحة، فإن كانوا قد قلوا، والكنائس كثيرة أخذ منهم أكثرها، وكذلك ما كان على المسلمين فيه مضرة فإنه يؤخذ أيضاً، وما احتاج المسلمون إلى أخذه أخذ أيضاً، وأما إذا كانوا كثيرين في قرية ولهم كنيسة قديمة لا حاجة إلى أخذها ولا مصلحة فيه فالذي ينبغي تركها، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه لهم من الكنائس ما كانوا محتاجين إليه، ثم أخذ منهم.
وأما ما كان لهم بصلح قبل الفتح - مثل ما في داخل مدينة دمشق ونحوها - فلا يجوز أخذه ما داموا موفين بالعهد إلا بمعاوضة أو طيب أنفسهم، كما فعل المسلمون بجامع دمشق لما بنوه.
فإذا عرف أن الكنائس ثلاثة أقسام؛ منها ما لا يجوز هدمه، ومنها ما يجب هدمه، ومنها ما يفعل المسلمون فيه الصلح.
فما كان قديماً على ما بيناه، فالواجب على ولي الأمر فعل ما أمره الله به، وكما هو أصلح للمسلمين من إعزاز دين الله، وقمع أعدائه، وإتمام ما فعله الصحابة من إلزامهم بالشروط عليهم، ومنعهم من الولايات في جميع أرض الإسلام).
إلى أن قال رحمه الله ناصحاً لإخوانه المسلمين ومحذراً لهم من الخذلان والمخذلين: (ولا يلتفت في ذلك إلى مُرْجِف أومخذِّل يقول: إن لنا عندهم مساجد وأسرى نخاف عليهم، فإن الله تعالى يقول: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.
وإذا كان فوروز في مملكة التتار قد هدم عامة الكنائس على رغم أنف أعداء الله، فحزب الله المنصور وجنده الموعود بالنصر إلى قيام الساعة أولى بذلك وأحق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم لا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة، ونحن نرجو أن يحقق الله وعد رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "يبعث الله لهذه الأمة على رأس مائة سنة من يجدد لها دينها" [11]، ويكون من أجرى الله ذلك على يديه وأعان عليه من أهل القرآن والحديث داخلين في هذا الحديث النبوي، فإن الله بهم يقيم دينه كما قال: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز}) [12].
* * *
وأخيراً...
أسأل الله أن يبصر المسلمين ويفقهم في الدين، وأن يؤلف بين قلوبهم ويهديهم سبل السلام، ويردهم إلى دينه رداً جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يصلح أحوالهم، ويحكم فيهم خيارهم [13].
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
محمد بن عبد الله صادق الوعد الأمين
وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
محمد بن عبد الله صادق الوعد الأمين
وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لأن جميع الخلق من أمته شاءوا أم أبوا، فمن آمن به وصدقه فهو من أمة الإجابة، ومن كفر به وكذبه فهو من أمة الدعوة الذين يجب جهادهم وإدخالهم في هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل.
[2] هذا هو المصطلح الشرعي الذي ينبغي أن يطلق على إخوان عبد الله بن أبي بن سلول لا مصطلح العلمانية والعلمانيين.
[3] أعني بلاد النوبة الشمالية.
[4] البداية والنهاية، السيرة النبوية: 4/690 للحافظ ابن كثير.
[5] وزارة التخطيط الاجتماعي، المسيحية في السودان، تأليف الأستاذة أنجيل إسحاق جرجس: ص72.
[6] ليس هذا تسامحاً وإنما هو تخاذل واستكانة وموالاة للكفار.
[7] في الحقيقة التنصير.
[8] الحريات الدينية في دولة المهدية بالسودان، مقال بقلم الدكتور إبراهيم الجاك إبراهيم، نشر بمجلة دراسات إفريقية العدد 21 يونيو 1995م، صفر 1420 هـ، ص29 - 43.
[9] انظر المصدر السابق.
[10] انظر أحكام أهل الذمة، للإمام ابن القيم الجوزية: ج2/ 131، والصفحات التي تليها والسابقة لها.
[11] أبو داود في كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، رقم 4291، ج4/ 109.
[12] أحكام أهل الذمة لابن القيم: 125 - 130.
[13] المراجع:
1) أحكام أهل الذمة للعلامة ابن قيم الجوزية، تحقيق وتعليق طه عبد الرؤوف سعد.
2) البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.
3) المسيحية في السودان، تأليف الأستاذة أنجيل إسحاق جرجس.
4) مجلة "دراسات إفريقية"، مجلة بحوث نصف شهرية يصدرها مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية، العدد الواحد والعشرون، يونيو صفر 1420 هـ/1999م.
1) أحكام أهل الذمة للعلامة ابن قيم الجوزية، تحقيق وتعليق طه عبد الرؤوف سعد.
2) البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.
3) المسيحية في السودان، تأليف الأستاذة أنجيل إسحاق جرجس.
4) مجلة "دراسات إفريقية"، مجلة بحوث نصف شهرية يصدرها مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية، العدد الواحد والعشرون، يونيو صفر 1420 هـ/1999م.
تعليق