بسم الله الرحمن الرحيم
سباق الشيخين وإن شئت فقل سباق العمرين أو سباق السابقين .
جرت أحداث هذا السباق قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ؛لقد كان سباق نزيهاً فمستنده قوله تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد : 21]
وقوله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} [المطففين : 26]
كانت أحداث هذا السباق تدور أمام عيني أمين من في السماء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
قبل أن نقف مع بعض فوائد هذا السباق نريد أن نُعرف بالمتسابقين :
أما الأول :فهو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق ؛أول من أسلم من الرجال وخير الأمة بعد نبيها ،وله من المكارم والمآثر والسبق مالا يتسع المجال لذكره .
أما الثاني: فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي أبوحفص الفاروق ،أسلم قبله أكثر من ثلاثين شخصاً ،خير الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر الصديق ،وله من المكارم والمآثر والسبق مالا يتسع المجال لذكره أيضاً.
عن عمر - رضي الله عنه - قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق ، ووافق ذلك عندي مالاً ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً . قال : فجئت بنصف مالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أبقيت لأهلك ؟ ) فقلت : مثله . وأتى أبو بكر بكل ما عنده . فقال : ( يا أبا بكر ؟ ما أبقيت لأهلك ؟ ) . فقال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسبقه إلى شيء أبداً . رواه الترمذي ، وأبو داود .
وأخرج الإمام أحمد عن ابن مسعود قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ، وأنا أحمد الله - عز وجل - وأصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( سل تعط ) ولم أسمعه فأدلج أبو بكر فسرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاني عمر فأخبرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : قد سبقك إليها أبو بكر . قال عمر : ما استبقنا بخير إلا قد سبقني إليه إنه كان سباقاً للخيرات...
ومن خلال هذين الأثرين تتضح لنا بعض الفوائد العظيمة النافعة بإذن الله:
أولاً: أن حق المسابقة إلى الله بين أفراد الأمة حق مشروع ؛بل ومطلوب شرعاً أيضاً ،لا يمنع منه السبق بالإسلام أو بالعلم أو بالسن أو بالجنس بل قال بعض السلف :إن استطعت إن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل .
وهذا ما فهمه عمر بن الخطاب وكان يسعى إليه ،ويستثنى من ذلك من أخبر الشرع بسبقه كسبق الخلفاء الأربعة وسبق المهاجرين وسبق أهل بدر وسبق أصحاب بيعة الرضوان وسبق الصحابة لمن تبعهم وسبق القرون المفضلة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتفضيلها .
فعمر بن الخطاب سُبق بالإسلام من بعض الصحابة ؛لكنه رضي الله عنه مازال يسابق ويبذل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير الأمة بعد أبي بكر الصديق .
وبعض الناس قد يتعذر بأنه لا مجال لمسابقة فلان في طاعة الله وأعمال الخير ،ويمنع نفسه من فضل قد يُيسره الله له .
2- أن على المسلم أن لا يغتر بسبقه في جانب من جوانب الخير ،فقد يُسبق السابق ويتقدم المتأخر ،والله سبحانه حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة.
وهذا ما فهمه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؛فإنه لم يغتر بسبقه للإسلام ولا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم له ؛بل كان يسابق في كل خير وإن شئت فقل كان يسبق إلى كل خير حتى أقر له الصحابة رضوان الله عليهم بالسبق وعلى رأسهم الفاروق .وفي هذا فائدة عظيمة قد عرفها الناجحون والسابقون وهي :أن الوصول إلى القمة ليس صعباً ؛لكن الصعوبة تكمن في المحافظة على ذلك .
فالمسلم قد يحفظ القرآن لكنه قد ينساه ،وقد يطلب العلم لكنه قد يتوقف عن ذلك .
3- أن الاعتراف بالحق فضيلة وإنزال الناس منازلهم وعدم كتمان فضلهم حسداً وبغياً وطلباً للعلو عليهم بالتلفيق والتزييف من شيم الكرام وأفعال الرجال وأخلاق الصادقين.فعمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تمنعه إرادة منافسة الصديق من الاعتراف بفضل منافسه ومكانته وعدم قدرته على مجاراته حيث قال : ما استبقنا بخير إلا قد سبقني إليه إنه كان سباقاً للخيرات .وبعض الناس اليوم قد يحاول أن يتطاول ليس على منافسيه بل على معلميه ومشايخه ومربيه في نكران وجحود لا يليق أنه يحمله أكبر الناس جهلاً !فكيف بمن أصاب من العلم قدراً .هذه ملامح أجملتها وإلا ففوائد سباق الشيخين كبيرة وكثيرة ولنا معها بإذن الله وقفات .
سباق الشيخين وإن شئت فقل سباق العمرين أو سباق السابقين .
جرت أحداث هذا السباق قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ؛لقد كان سباق نزيهاً فمستنده قوله تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد : 21]
وقوله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} [المطففين : 26]
كانت أحداث هذا السباق تدور أمام عيني أمين من في السماء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
قبل أن نقف مع بعض فوائد هذا السباق نريد أن نُعرف بالمتسابقين :
أما الأول :فهو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق ؛أول من أسلم من الرجال وخير الأمة بعد نبيها ،وله من المكارم والمآثر والسبق مالا يتسع المجال لذكره .
أما الثاني: فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي أبوحفص الفاروق ،أسلم قبله أكثر من ثلاثين شخصاً ،خير الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر الصديق ،وله من المكارم والمآثر والسبق مالا يتسع المجال لذكره أيضاً.
عن عمر - رضي الله عنه - قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق ، ووافق ذلك عندي مالاً ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً . قال : فجئت بنصف مالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أبقيت لأهلك ؟ ) فقلت : مثله . وأتى أبو بكر بكل ما عنده . فقال : ( يا أبا بكر ؟ ما أبقيت لأهلك ؟ ) . فقال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسبقه إلى شيء أبداً . رواه الترمذي ، وأبو داود .
وأخرج الإمام أحمد عن ابن مسعود قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ، وأنا أحمد الله - عز وجل - وأصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( سل تعط ) ولم أسمعه فأدلج أبو بكر فسرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاني عمر فأخبرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : قد سبقك إليها أبو بكر . قال عمر : ما استبقنا بخير إلا قد سبقني إليه إنه كان سباقاً للخيرات...
ومن خلال هذين الأثرين تتضح لنا بعض الفوائد العظيمة النافعة بإذن الله:
أولاً: أن حق المسابقة إلى الله بين أفراد الأمة حق مشروع ؛بل ومطلوب شرعاً أيضاً ،لا يمنع منه السبق بالإسلام أو بالعلم أو بالسن أو بالجنس بل قال بعض السلف :إن استطعت إن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل .
وهذا ما فهمه عمر بن الخطاب وكان يسعى إليه ،ويستثنى من ذلك من أخبر الشرع بسبقه كسبق الخلفاء الأربعة وسبق المهاجرين وسبق أهل بدر وسبق أصحاب بيعة الرضوان وسبق الصحابة لمن تبعهم وسبق القرون المفضلة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتفضيلها .
فعمر بن الخطاب سُبق بالإسلام من بعض الصحابة ؛لكنه رضي الله عنه مازال يسابق ويبذل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير الأمة بعد أبي بكر الصديق .
وبعض الناس قد يتعذر بأنه لا مجال لمسابقة فلان في طاعة الله وأعمال الخير ،ويمنع نفسه من فضل قد يُيسره الله له .
2- أن على المسلم أن لا يغتر بسبقه في جانب من جوانب الخير ،فقد يُسبق السابق ويتقدم المتأخر ،والله سبحانه حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة.
وهذا ما فهمه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؛فإنه لم يغتر بسبقه للإسلام ولا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم له ؛بل كان يسابق في كل خير وإن شئت فقل كان يسبق إلى كل خير حتى أقر له الصحابة رضوان الله عليهم بالسبق وعلى رأسهم الفاروق .وفي هذا فائدة عظيمة قد عرفها الناجحون والسابقون وهي :أن الوصول إلى القمة ليس صعباً ؛لكن الصعوبة تكمن في المحافظة على ذلك .
فالمسلم قد يحفظ القرآن لكنه قد ينساه ،وقد يطلب العلم لكنه قد يتوقف عن ذلك .
3- أن الاعتراف بالحق فضيلة وإنزال الناس منازلهم وعدم كتمان فضلهم حسداً وبغياً وطلباً للعلو عليهم بالتلفيق والتزييف من شيم الكرام وأفعال الرجال وأخلاق الصادقين.فعمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تمنعه إرادة منافسة الصديق من الاعتراف بفضل منافسه ومكانته وعدم قدرته على مجاراته حيث قال : ما استبقنا بخير إلا قد سبقني إليه إنه كان سباقاً للخيرات .وبعض الناس اليوم قد يحاول أن يتطاول ليس على منافسيه بل على معلميه ومشايخه ومربيه في نكران وجحود لا يليق أنه يحمله أكبر الناس جهلاً !فكيف بمن أصاب من العلم قدراً .هذه ملامح أجملتها وإلا ففوائد سباق الشيخين كبيرة وكثيرة ولنا معها بإذن الله وقفات .