إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللاعب الهاوى ............... والمحترف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللاعب الهاوى ............... والمحترف

    اللاعب الهاوي والمحترف
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
    أما بعد:
    فاللاعب المحترف له قدر وقيمة يفترق بها عن اللاعب الهاوي من حيث الأداء والسعر، فإذا كان اللاعب متقنًا وَصَفُوه بأنه يلعب باحتراف، ويتكلمون عن أسعار اللاعبين المحترفين وقد تبلغ الملايين كما يتكلم الناس عن قواعد الاحتراف، وافتراق الأمر بين الخارج والأندية المحلية، وانعكاس ذلك على المهارة فتسمع من يُعبر ويقول: الرياضة عندهم في الخارج متقدمة وعندنا متخلفة!!. والاحتراف موجود في كثير من الألعاب إلاَّ أنَّ كرة القدم لها الحظ الأوفى والنصيب الأكبر من الاهتمام فهي الرياضة الشعبية الأولى التي تحظى بتشجيع الملايين من الرجال والنساء والكبار والصغار. ويستلفت نظرك هذا الصخب على اللهو واللعب وهذا الضجيج على الهواة والمحترفين في وقت غربة عزَّ فيه الجد، وصار للعب قيمة وقدر لابد من رد الحق لنصابه والرجوع في هذا وغيره لكتاب الله ولسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى يصطلح كل فريق على حقه دون إفراط أو تفريط قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس:7- 8]
    وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [محمد: 12]، وقال: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64]، وقال الله -تعالى-: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [الرعد: 26].
    وفي الحديث: «ما الدنيا في الآخرة إلاَّ مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما يرجع» [رواه مسلم]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الدنيا حلوة خضرة وإنَّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء» [رواه مسلم].
    وكل ما يشغل عن الله وعن إقامة واجب العبودية فهو مذموم ففي الحديث: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلاَّ ذكر الله وما والاه وعالمًا ومتعلمًا» [رواه الترمذي وقال: حسن غريب].
    ولما رأى أحد العلماء إخوانًا له يلعبون فسألهم فقالوا: قد فرغنا فقال لهم: ما بهذا أمر الفارغ. قال: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ . وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح:7-8].
    ولما قيل للبعض: متى الراحة؟ قال: عند أول قدم تضعها في الجنة. وقال الآخر: لم يزل أهل المروءات الواحد منهم تعبانًا في كل زمان. نقول هذا ونحن نُدرك أنه لابد من رقاد الغفلة وسِنة الغفلة ولكن كنْ خفيف النوم كما لابد من الترويح عن النفس بالمباحات ففي الحديث: «والذي نفسي بيده إنكم لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» [رواه مسلم].
    وكان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول إلاَّ حقًا ويُسابق أم المؤمنين عائشة لله ويقول: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» وكان -صلى الله عليه وسلم- هاشًا باشًا ضحاكًا بسامًا يتعوذ بالله من الهمّ والحزن. وقـال عليُّ بن أبي طـالب : «إنَّ القلوب تمـل كما تمل الأبدان فهاتوا لها من طرائف الحكمة» وقال: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإنَّ القلب إذا أكره عمي». فالصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يمزحون ويضحكون ويلعبون ويتندرون، وكل ذلك لا حرج فيه ولكن الحرج في أن تصبح حياة الإنسان لعبًا ولهوًا أو أن ينشغل بذلك عن الواجبات أو أن يهزل ويلعب في موضع الجد أو أن يتلهى بالمعاصي والمحرمات أو أن يعيش بمنطق الجاهلية الأولى ويقول: اليوم خمر وغدًا أمر، أو ساعة لربك وساعة لقلبك، والساعة التي هي لقلبه يطيع فيها كل شيطان مريد.
    وليكن اللهو المباح أشبه بالملح للطعام فإذا زاد الملح أفسد الطعام، وكذلك الحياة تفسد إذا صارت مرتعًا للاعبين الهواة والمحترفين وبعض الشر أهون من بعض. يُخطئ من يظن أنّ الرياضة لا علاقة لها بدين الله أو أنَّ التطور والتحضر والتقدم معناه الانسلاخ من شرع الله قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين) [الأنعام:162]، وقال: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]، وقال: (فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65]
    لا مانع من وجودنا في القرن الحادي والعشرين مع استمساك الرجل بلحيته وتقصير ثوبه واستمساك المرأة بحجابها الشرعي وصناعة السيارة وركوب الطائرة والصاروخ لا يتعارض مع إظهارنا لشعائر ديننا وإحكام مفهوم الولاء والبراء في حياتنا وما يتخيله ضعاف البصر والبصيرة من أنَّ اللحاق بركاب العصر معناه نسيان الدين وهجر الفضيلة مرفوض. لقد صارع النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ركانة -وهو من مشاهير العرب بالقوة- فصرعه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، وكان عليٌّ -رضي الله عنه- عداءً وكان سلمة بن الأكوع يسابق الخيل فيسبقها، وقد أذن النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في لعب الحبشة بالحراب في المسجد.
    وكان الغرض من جميع هذه الرياضات التي كانت تعرف في صدر الإسلام بالفروسية هو الاستعانة بها على إحقاق الحق ونصرته والدفاع عنه ولم يكن الغرض منها الحصول على المال وجمعه ولا الشهرة وحب الظهور ولا ما يستتبع ذلك من العلو في الأرض والفساد فيها كما هو حال أكثر الرياضيين اليوم. إنَّ المقصود من كل الرياضات على اختلافها هو التقوي واكتساب القدرة على الجهاد في سبيل الله -تعالى- وعلى هذا يجب أن نفهم الرياضة في الإسلام، والأصل في مشروعية الرياضة قوله -تعالى-: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال: 60]، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف».
    لا نغالي لو قلنا إنَّ كرة القدم من أسوأ الرياضات رغم ذيوعها وانشغال الملايين بها.
    وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن الحكم في رؤية مباريات الكرة التي تُلعب على كأس أو منصب من المناصب كاللعب على دوري أو كأس مثلاً؟. فأجابت: مباريات كـرة القـدم حـرام وكونهـا على مـا ذكـر من كـأس أو منـصب أو غـير ذلك مُنـكر آخر إذا كـانت الجــوائـز مـن اللاعبـين أو بعـضـهم لكـون ذلك قمارًا، وإذا كانت الجوائز من غيرهم فهي حرام لكونها مكافأة على فعل محرم، وعلى هذا فحضور المباريات حرام. أهـ.
    لا يُستغرب حكم لجنة الفتوى بشأن كرة القدم فشيوعها على هذا النحو المريب لا يجعلها مباحة مشروعة وذلك للأمور التي تصاحبها ولا تنفك عنها ككشف الأفخاذ وتأخير وإضاعة الصلوات والواجبات والأوقات والأموال ومصاحبتها بالرفث وقول الزور والباطل من سب وشتم وغيبة وما إلى ذلك، واستخدامها كوسيلة لإلهاء الشعوب وإحداث العصبية التي هي أشبه بعصبية الجاهلية الأولى، وتمييع مفهوم الولاء والبراء فالحب والبغض صار لأجل اللعب ليس لله فيه نصيب.
    بل استعاروا المصطلحات الشرعية وأضافوها للاعبي الكرة كالحارس والدفاع والهجوم وأطلقوا اسم شهيد الكرة على من يموت من الجماهير أو اللاعبين بسبب فوز فريقه أو هزيمته!! إلى غير ذلك من صور السَّفه وهل يصلح هؤلاء أن يكونوا أسوة وقدوة لشباب الأمة وكيف نصفهم بوصف الأبطال ونُضفي عليهم نعوت الإبهار. وأقول للأسف: إنَّ أمتنا لم تستورد شيئًا نافعًا حتَّى فيما يتعلق بالرياضة وقد ابتلي بكرة القدم الكبار والصغار والرجال والنساء -لعبًا ومشاهدة وتعليقًا- بل وتتم المباريات النسائية والمختلطة في كرة القدم بين الحين والآخر، وينقلها التليفزيون ولا يختلف اثنان في حرمة ذلك، وتتبارى الدول في استضافة الدورات الأوليمبية وتُنفق عليها المليارات في الوقت الذي يُعاني فيه المسلمون خطر المجاعات هنا وهناك بسبب حروب الإبادة وغيرها.
    إنَّ الرياضات كثيرة متنوعة لا تأخذ حكمًا واحدًا وقد حرَّم مجلس المجمع الفقهي المنعقد بمكة المكرمة رياضة الملاكمة لأنها تقوم على أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاءً بالغًا في جسمه قد يصل به إلى العمى أو التلف الحاد أو المزمن في المخ أو إلى الكسور البليغة أو إلى الموت دون مسئولية الضارب مع فرح الجمهور المؤيد للمنتصر والابتهاج بما حصل للآخر من الأذى، وهو عمل محرم مرفوض كليًا وجزئيًا في حكم الإسلام، كما قرر المجلس عدم جواز عرضها في البرامج التلفازية كيلا تتعلم الناشئة هذا العمل السَّيّئ وتحاول تقليده.
    ورأى المجلس أنَّ المصارعة الحرة شبيهة بالملاكمة وتأخذ حكمها في التحريم وأما الأنواع الأخرى من المصارعة التي تمارس لمحض الرياضة البدنية، ولا يُستباح فيها الإيذاء فإنها جائزة شرعًا ولا يرى المجلس مانعًا منها.
    ويحرم التحريش بين الحيوانات كالجمال والكباش والديكة، كما تحرم مصارعة الثيران، ولا تجوز ألعاب الحظ والقمار كالطاولة والدومينو واليانصيب والكوتشينة والثلاث ورقات.
    فكن على بصيرة من أمرك وأمر الناس فالوقت وقت غربة وجهالة، وكلمة الرياضة التي تنبهر بها النفوس قد لا تخلو من صور محرمة، بل حتَّى الرياضات النافعة المفيدة كألعاب الفروسية والسباحة والغطس والجري وسلاح الشيش والتصويب بالسهام وسائر ألعاب القوى.. قد لا تخلو من محاذير كالقمار والرهان المحرم في ركوب الخيل، والانحناء على هيئة الركوع في تحية لاعبي الكاراتية والتايكوندو، وجري المرأة أمام الرجال وهي شبه عارية أو السباحة أمام الرجال بمايوه البحر، وكشف عورات الرجال في ألعاب كمال الأجسام، ورفع الأثقال والمخاطرة والمقامرة بالأرواح في المشي على الجبال وإهلاك الطيور والحيوانات دون فائدة بحيث يصبح الصيد لمجرد العبث واللعب والضحك فكل ذلك لا يجوز. وكذلك إلقاء النفس في التهلكة أثناء سباق السيارات إذْ أنَّ السرعات الكبيرة والخيالية يصعب معها التحكم في القيادة وليس من الرياضة إتلاف النفوس وهكذا فقد تحتف الرياضة المباحة بأمور محرمة لابد من الحيطة لها والتحذير منها حتَّى يصطلح كل فريق على حقه فالغاية لا تُبرر الوسيلة وقول النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «ارموا وأنا معكم» [رواه البخاري]، وقوله: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلاَّ أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين (للرمي) وتأديبه فرسه وملاعبته أهل وتعليمه السباحة» [رواه الطبراني بإسناد جيد]
    وكذلك قول عمر : «علموا أولادكم السباحة والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبًا». كل ذلك حق لا يُفهم منه إباحة التبرج ولا كشف العورات ولا اختلاط الرجال بالنساء ولا سفر المرأة بدون محرم أو ملامستها للرجل الأجنبي.
    كما لا يحل أن تكون الرياضة سبيلاً لأذى المؤمنين أو لاستلحاق المضرة بنفوس الرياضيين إذْ لا ضرر ولا ضرار وفي الحديث: «إنَّ الله يكره أذى المؤمنين» [رواه أحمد بسند جيد]، وورد: «لا يحل لمسلم أن يروّع مسلمًا» [رواه أحمد وأبو داود].
    وبالجملة فالضوابط الشرعية لابد وأن تكون حاكمة للمواثيق الرياضية، وقواعد اللعب يجب أن تنصبغ بصبغة الإسلام وقبل الانبهار والإبهار باللاعبين الهواة والمحترفين ينبغي التعرف على الواقع مع استصحاب ما جاء في الكتاب والسُّنَّة حتَّى لا تتعدى حدود الله.
    ونسأله -سبحانه وتعالى- التوفيق والسداد للبلاد والعباد.
    وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
    كتبه /فضيلة الشيخ الدكتور : سعيد عبد العظيم

  • #2
    رد: اللاعب الهاوى ............... والمحترف

    جزا الله خيرا فضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم خير الجزاء
    وبالفعل كرة القدم اصبحت افيون الشعوب
    جزاك الله خيرا على النقل

    تعليق

    يعمل...
    X