Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالامس كنت في درس للشيخ سمير مصطفى بحلوان
والشيخ كان يفسر قول الله تعالى " فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "
ابدع ومتع
لكن الذي يعنيني ان أنقله لكم جزء من كلامه لا يجاوز 5 بالمائة من الدرس كله
وسأنقله بالمعنى لانه بطبيعة الحال لم احفظ كلامه حرفيا لكني حفظت المعنى عن ظهر قلب
وهو معنى اظن انني لم اكن لأعلمه بنفسي وما اظن انه كان سيرد ببالي يوما
""" ... في قصة موسى عليه السلام في سورة القصص ذكر الله تعالى ما أوحى به لأم موسى فقال " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ "
ثم في الآية التالية لها في نفس السورة قال تعالى " فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "
لاحظوا ان الله تعالى قال إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين
طبعا كلمة جاعلوه من المرسلين هذه لها دلالة جميلة وبشارة عظيمة كثيرا ما استخدم مثلها النبي صلى الله عليه وسلم في تبشير الصحابة والامة من بعدهم لكن ليس هذا ما اريد ان اذكره الان ولعل يكون له موضوع منفصل
لكن اريد ان نلاحظ جميعا كلمة فالتقطه لانها ذات علاقة وثيقة بقوله تعالى إنا رادوه إليك
كيف ؟
إذا تدبرنا القرأن كما ينبغي لتغير حالنا
لماذا قال الله في هذا الموضوع التقطه ولم يقل اي كلمة اخرى قريبة من المعنى
يعني مثلا لماذا لم يقل أخذه أو أنقذه أو نحو هذا ؟
إن كل كلمة في القرآن بل كل حرف له دور لا يؤديه غيره وهذا قمة الاعجاز
إذا رجعنا لكتب الفقه وفتحنا على باب اللقطة فسنجد حديث الباب
عن سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقال
أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا
فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيته ثلاثا فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها - يعني فرُدها إليه - وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعدُ بمكة - يعني فرَددتها إليه - " أخرجه البخاري "
فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقرر ان اللقطة ملك لصاحبها الاصلي وليست ملكا لمن وجدها
متى سأل عنها أخذها ، ولذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم قال في لقطة مكة أنها لا تلتقط إلا لمعرف لها فإذا اجابه احد وإلا تركها مكانها
وكذا في لقطة الابل لما سأله عنها احد الصحابة احمر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها - ربها يعني صاحبها -
فاللقطة لصحابها وليست لمن وجدها
نرجع للاية ، فالله تعالى يقول فالتقطه آل فرعون
وكأنه إشارة من ربنا جل وعلا بأن موسى عليه السلام ليس ملك لفرعون وإنما هو ملك لأمه وإن مكث عند فرعون مدة من الزمن
فكانت مناسبة لفظة التقطه أنه تعالى ختم الاية اسابقة لها بقوله " إنا رادوه إليك "
فكذلك لو سحبنا هذا الامر علينا كمسلمين
فسنجد ان المسلمين رما هزموا في غزوة احد قال الله تعالى " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
والمعنى انكم يا مسليمن ويا موحدين الاعلون لكن بشرط أن تكونوا مؤمنين بحق
لأن لفظة إن في الاية فهي اداة شرط
وجواب الشرط كلمة مؤمنين
فكان المعنى إن كنتم مؤمنين فأنتم الاعلون
فشرط العلو الايمان
فإن لم تكونوا مؤنين فستكون الغلبة لغيركم
يقول قائل كيف هذا وربنا جل وعلا قال " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "
وقوله تعالى " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173} "
وغيرها من الايات
والجواب
ان الغلبة تكون لغيرنا إذا تخلينا عن شرط العلو والغلبة الذي ذكرناه آنفا وهو الايمان الحقيقي
لكن هذه الغلبة تكون بمثابة اللقطة
فهي ليست ملكهم إنما هي ملكنا
فلن تعود اللقطة إلى صاحبها إلا إذا سأل عنها وسعى لها ... """
وتغنى الاشارة عن الإسهاب في العبارة
بالامس كنت في درس للشيخ سمير مصطفى بحلوان
والشيخ كان يفسر قول الله تعالى " فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "
ابدع ومتع
لكن الذي يعنيني ان أنقله لكم جزء من كلامه لا يجاوز 5 بالمائة من الدرس كله
وسأنقله بالمعنى لانه بطبيعة الحال لم احفظ كلامه حرفيا لكني حفظت المعنى عن ظهر قلب
وهو معنى اظن انني لم اكن لأعلمه بنفسي وما اظن انه كان سيرد ببالي يوما
""" ... في قصة موسى عليه السلام في سورة القصص ذكر الله تعالى ما أوحى به لأم موسى فقال " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ "
ثم في الآية التالية لها في نفس السورة قال تعالى " فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "
لاحظوا ان الله تعالى قال إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين
طبعا كلمة جاعلوه من المرسلين هذه لها دلالة جميلة وبشارة عظيمة كثيرا ما استخدم مثلها النبي صلى الله عليه وسلم في تبشير الصحابة والامة من بعدهم لكن ليس هذا ما اريد ان اذكره الان ولعل يكون له موضوع منفصل
لكن اريد ان نلاحظ جميعا كلمة فالتقطه لانها ذات علاقة وثيقة بقوله تعالى إنا رادوه إليك
كيف ؟
إذا تدبرنا القرأن كما ينبغي لتغير حالنا
لماذا قال الله في هذا الموضوع التقطه ولم يقل اي كلمة اخرى قريبة من المعنى
يعني مثلا لماذا لم يقل أخذه أو أنقذه أو نحو هذا ؟
إن كل كلمة في القرآن بل كل حرف له دور لا يؤديه غيره وهذا قمة الاعجاز
إذا رجعنا لكتب الفقه وفتحنا على باب اللقطة فسنجد حديث الباب
عن سويد بن غفلة قال لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقال
أخذت صرة مائة دينار فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا
فعرفتها حولا فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم أتيته ثلاثا فقال احفظ وعاءها وعددها ووكاءها فإن جاء صاحبها - يعني فرُدها إليه - وإلا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعدُ بمكة - يعني فرَددتها إليه - " أخرجه البخاري "
فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقرر ان اللقطة ملك لصاحبها الاصلي وليست ملكا لمن وجدها
متى سأل عنها أخذها ، ولذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم قال في لقطة مكة أنها لا تلتقط إلا لمعرف لها فإذا اجابه احد وإلا تركها مكانها
وكذا في لقطة الابل لما سأله عنها احد الصحابة احمر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها - ربها يعني صاحبها -
فاللقطة لصحابها وليست لمن وجدها
نرجع للاية ، فالله تعالى يقول فالتقطه آل فرعون
وكأنه إشارة من ربنا جل وعلا بأن موسى عليه السلام ليس ملك لفرعون وإنما هو ملك لأمه وإن مكث عند فرعون مدة من الزمن
فكانت مناسبة لفظة التقطه أنه تعالى ختم الاية اسابقة لها بقوله " إنا رادوه إليك "
فكذلك لو سحبنا هذا الامر علينا كمسلمين
فسنجد ان المسلمين رما هزموا في غزوة احد قال الله تعالى " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
والمعنى انكم يا مسليمن ويا موحدين الاعلون لكن بشرط أن تكونوا مؤمنين بحق
لأن لفظة إن في الاية فهي اداة شرط
وجواب الشرط كلمة مؤمنين
فكان المعنى إن كنتم مؤمنين فأنتم الاعلون
فشرط العلو الايمان
فإن لم تكونوا مؤنين فستكون الغلبة لغيركم
يقول قائل كيف هذا وربنا جل وعلا قال " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "
وقوله تعالى " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173} "
وغيرها من الايات
والجواب
ان الغلبة تكون لغيرنا إذا تخلينا عن شرط العلو والغلبة الذي ذكرناه آنفا وهو الايمان الحقيقي
لكن هذه الغلبة تكون بمثابة اللقطة
فهي ليست ملكهم إنما هي ملكنا
فلن تعود اللقطة إلى صاحبها إلا إذا سأل عنها وسعى لها ... """
وتغنى الاشارة عن الإسهاب في العبارة
تعليق